السياسيين الليبيين و شركات العلاقات العامة الامريكية دعم سياسي وعسكري

1

في الوقت الذي يكثر فيه الحديث حول السياسيين الليبيين واستخدامهم لشركات علاقات عامة امريكية -لوبيات الضغط – للتعريف بهم في وشنطون وتحصيل الدعم السياسي، فصار لزاما تسليط الضوء على هذه الاخبار والنظر في مدى صحتها من عدمه، وهل يحسب هذا العمل نقطة سوداء في تاريخ السياسيين الليبيين ام انه خطوة يجب على السياسي اتخادها اذ ما استطاع.

قامت اخبار ليبيا اليوم بإجراء بحث موسع حول هذا الموضوع، حيث وجدت كثيرا من السياسيين الليبيين و رجال الاعمال و حتى رؤساء المليشيات يسعون جاهدين لتوطيد علاقاتهم بمسؤلي و موظفي الادارة الامريكية سعيا للدعم السياسي.

قبل البدء في ازاحة الستار حول بعض العقود التي وقعت مع شركات العلاقات العامة في امريكا وجب التنويه حول رواج و شيوع استخدام هذه الشركات دوليا،  فالساسة و رجال الاعمال و الشركات بل السفارات والحكومات ايضا في مختلف انحاء العالم ومنذ عقود طويلة، يقومون بتوكيل تلك الشركات لتمثيلهم في اجراء الاتصالات وعقد العلاقات التي من شأنها تسهيل مشاريع و برامج المستفيد.

فعلى سبيل المثال تعاقد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني عام 2008 مع شركة براون لويد جيمس للعلاقات من أجل تغطية زيارته لأمريكا وعقد لقاءات مع هيلي باربور حاكم ولاية الميسيسبي، وبوبي جيندال حاكم ولاية لويزيانا، والرئيس الاسبق جورج دبليو بوش، كما شمل العقد بعض اللقاءات التلفزيونية و الصحفية.

ايضا السيد حسن طاطاناكي قام بتوقيع عقد بالنيابة عن شركة تشالنج المحدودة مع شركة براون لويد جيمس في عام 2008 وحتي عام 2010 للعلاقات العام و الاستشارات الخدمية، بمقابل 35 الف دولار شهريا.

السياسيين الليبيين

غير ان ما سنتعرض له هنا هو استخدام السياسيين الليبيين لهذه الشركات من اجل دعمهم شخصيا لتولي مناصب سياسية في بلدانهم، ومن اجل تفضيلهم من الادارة الامريكية علي خصومهم ومنافسيهم في تولي المناصب في ليبيا.

علي ابوزعكوك

ولتسليط الضوء علي عقود السياسيين الليبيين مع شركات العلاقات العامة الامريكية، فقد قام السيد علي ابوزعكوك وزير الخارجية في حكومة الانقاد الوطني بالنيابة عن الحكومة و المؤتمر الوطني بتوقيع عقد علاقات عامة مع شركة الاكسندرية قروب انترناشنول في الثالث من ابريل عام 2016 وحتى 31 من شهر اكتوبر لسنة 2016 اي لمدة سبعة اشهر، مقابل  14,000,00 دولار شهريا، ويشمل هذا العقد “اجراء اتصالات مع مسئولين في الادارة الامريكية، و اعضاء كونغرس، و ممثلي وسائل الاعلام، وبيوت الخبرة، و آخرون.. من أجل خدمة الاجندة السياسية للزبون”

في ابريل عام 2014 تقدم سبعة مرشحين لرئاسة الحكومة ببرامجهم للمؤتمر الوطني العام، احد هؤلاء المرشحين كان السيد بشير موسى الفقهى الذي تعاقد مطلع شهر اغسطس،  من ذات العام مع شركة اواكس انشتفز لتقديم الاستشارات السياسية، وتمثيله كمرشح، وادارة حملته، والتعريف به بين المسئوليم الامريكان و كبار الموظفين و الاعلام، وبلغت تكلفت هذا العقد 700 الف دولار امريكي.

ابراهيم الجضران

عقد آخر من عقود العلاقات العامة و لوبيات الضغط اثار الصحف و وكذلك اجهزة الممخابرات الاجنبية، يخص هذا العقد السيد ابراهيم الجضران  نيابة عما اسماه حكومة برقة، والسيد اسامة بعيرة المكتب السياسي لبرقة، وقع العقد نيابة عنهم السيد عبدالحميد الكزة ! وصفهم العقد المقدم لوزارة العدل الامريكية انهم مجموعة من المتطوعين غير خاضعين لسيطرة احد، يترأسهم ابراهيم الجضران ولا يسيطر عليهم وانها مجموعة موجهة ذاتيا من قبل افرادها.

تعاقدت هذه المجموعة مع شركة دكنس اند مادسون الكندية سيئة السمعة، وكانت اهداف العقد تعزيز الفيدرالية، الضفط علي الاجهزة التنفيذية و التشريعية في الولايات المتحدة وحكومات دول اخرى فيما يتعلق بمسائل السياسية و الامنية لحكومة برقة في ليبيا، توفير المعلومات للصحفيين و الرأي العام فيما يتعلق بالمسائل السياسية و الاقتصادية لحكومة برقة و خدمات التشاور و التفاوض و الوساطة، وجلب اعتراف سياسي من الاتحاد الروسي لحكومة برقة و وتعزيز القوات العسكرية لحكومة برقة بالتدريب و المعدات العسكرية، اضافة لتسويق النفط وتوفير الناقلات الخاصة بالنفط.

تحدثت الصحف الكندية عن هذا العقد وقد وصفته بعملية النصب ولمعرفة المزيد حول هذه الصفقة راجع المصدر (1)

يترأس شركة دكنس اند ماديسون رجل الاعمال الاسرائيلي ايراني المولد،وينحدر من اصول عراقية، يدعى “اري بن مناشي” كان عميلا سابقا في المخابرات العسكرية الاسرائيلية، وتاجرا دوليا للأسلحة، وله سجل حافل بالانشطة المشبوهة على الساحة الدولية. (2)

المؤتمر الوطني العام

لم يقتصر تعامل اري بن مناشي علي عقوده مع ابراهيم الجضران، ولم يكن الجضران الليبي الوحيد الذي وقع عقد مع اري بن مناشي فلمناشي عقود كثيرة مع السياسيين الليبيين ، فقد تعاقد بن مناشي ايضا مع شركة ليبية تحمل اسم انايورت ليبيا Anayurt-Libya مثلها شخص يدعى محمد علي، يوحي اسم الشركة بعلاقتها بتركية، فاسمها تركي و يعني ليبيا الوطن باللغة العربية، وقد تعاقدت هذه الشركة عام 2014 بالنيابة عن المؤتمر الوطني العام في عقد بقيمة 2 مليون دولار من اجل التأثير على سياسة الولايات المتحدة تجاه الحكم في ليبيا ودعم الحكومة المنبثقة عن المؤتمر – حكومة الحاسي – ودعم قرار المحكمة العليا بعدم شرعية البرلمان.

وفي النمودج المقدم لوزارة العدل يقول الوكيل -شركة العلاقات العامة – حول تعاملها مع شركة انايورت ليبيا، انها تحت اشراف وسيطرة المؤتمر الوطني و ان ملكيتها غير معروفة للوكيل، وبالامكان تقديم اسماء من ينتمون لها في نمودج خاص عند الطلب، خوفا على هوية هؤلاء الاشخاص.

المفارقات كثيرة مع شركة “اري مناشي” اولها.. في عقد اخر له مع شركة انايورت ليبيا لدعم مجموعة تطلق على نفسها “حركة ليبيا الموحدة” مقرها بن عاشور، من أجل المساعدة في تهيئة بيئة سياسية تضمن النجاح في الانتقال السياسي في ليبيا الى حكم موحد مستقر، والتشجيع على تكوين حكومة وطنية موحدة وتشجيع الحوار والمصالحة الوطنية، (تعمل لمصلحة المؤتمر الوطني العام).

وفي نمودج التعريف بالعميل وصفت حركة ليبيا الموحدة انها منظمة مستقلة تعمل على دعم جهود الكيانات الوطنية و الدولية ذات الصلة، بما في ذلك “المؤتمر الوطني العام” وتعمل على توفير كل الوسائل اللازمة لضمان نجاح انتقال السلطة في ليبيا.

الجدير بالذكر ان العقد ممول من شركة “انايورت ليبيا” ذات الممول لعقد دعم حكومة الحاسي الا ان المفارقة.. في العقد السابق لم يتم ذكر الكثير عن شركة انايورت ليبيا، اما في هذا العقد فقد صرح الوكيل ان انايورت ليبيا مملوكة بالكامل للشركة الليبية للتنمية والاستثمار lidco وهي شركة ليبية يديرها المهندس عبدالحميد ادبيبة.(3)

 

مجلس النواب

المفارقة الساخرة انه في يوليو 2016 قام ذات الوكيل “اري مناشي” بالتعاقد لمصلحة البرلمان الليبي والسيد عقيلة صالح، السيد خليفة حفتر، السيد عبدالرزاق الناضوري، السيد مراد الشريف، لتقديم خدمات تشمل الضغط علي السلطات التنفيذية و التشريعية في الولايات المتحدة، والاتحاد الاوروبي، والاتحاد الروسي، والامم المتحدة، لوضع وتنفيذ السياسات لاستعادة الامن والنطام في جمهورية ليبيا، والسعي للحصول علي الدعم التقني و المعدات الامنية من الاتحاد الروسي، وقد بلغت تكلفت هذا العقد 6 مليون دولار.

عارف النايض

للسيد عارف النايض ايضا نصيبا في هذه العقود، فقد قام في ابريل 2015 بالتعاقد مع شركة سانيتس انترناشونال التي قامت بدورها بالتعاقد مع شركة جرينبرق تراوريج من اجل توفير كبار المستشارين علي المستوى الدولي، و وسائل الاعلام و اصحاب المصلحة الحقيقيين، وتعزيز الحوار مع اعضاء الكونقرس ومسئولي الادارة الامريكية وكبار قادتها والتأثير علي سياسة الولايات المتحدة، لمساعدة الدكتور العارف النايض علي تحقيق اهدافه الاستراتيجية.

بلغت تكلفت عقد شركة جرينبيرق 25 الف دولار شهريا لمدة ست اشهر قابلة للتمديد، في حين لم تفصح شركة سانتيس انترناشونال عن قيمة العقد.

عبدالباسط اقطيط

الخاتمة مع السيد عبد الباسط اقطيط آخر السياسيين الليبيين حيث قام بتوقيع عقد مع شركة كاسويتز بينسون في نوفمبر 2013، من أجل ترتيب اجتماعات مع اعضاء من الكونقرس ومسئولين تنفيذيين، وتوفير الاتصالات و المعلومات للعميل، فضلا عن تقديم معلومات عن العميل للاشخاص المهتمين في القطاعين العام و الخاص، وقامت شركة كاسويتز بينسون بتكليف السيناتور السابق جو ليبرمان و كلارين ناردي بملف السيد عبدالباسط اقطيط. وقد بلغت تكلفت هذا العقد 50 الف دولار شهري.

عرض التعليقات (1)