رسالة «بشير صالح» للمجتمعين في السنغال: ملتقى داكار كان فكرتنا.. وليس من أجل الفرد أو الجماعة

0

اخبار ليبيا

وجه بشير صالح، مدير مكتب الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، رسالة إلى المشاركين في لقاء داكار، بدولة السنغال، حول ليبيا المنعقد ما بين 11 و 13 مايو 2018.

وخاطب «البشير» في نص كلمته التي  حصلت «المتوسط» على نسخة منها، «الرئيس ماكي سال رئيس جمهورية السنغال»، و«الرئيس بول كاجامي، الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي»، و«رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي السيد موسى فاكي محمد»، و « غسان سلامة مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة رئيس لجنة الدعم بليبيا»، والسفراء ممثلي المنظمات الدولية والإقليمية، ومن وصفهم بـ «أخوتي  وبني وطني ورفاق وأصدقاء ليبيا المخلصين في عاصمة التحرر الأفريقي مدينة داكار الأبيه».

وقال «البشير» في مستهل كلمته «تحية لكل من أسهم في انعقاد هذا الملتقى الذي أمضينا شهورًا نعمل لتحضيره مع كل أبناء الوطن البررة، وكل من شغلتهم الأزمة الليبية وكل الأشقاء الأفارقة الذين تعاطفوا مع شعبي وتضرروا من الفوضى التي غرق فيها وطني».

وتابع: «أيها الأصدقاء أيها الأخوة أيها الرفاق المحترمون، كان يمكن أن أكون معكم وأشاطركم مسئولية الانجاز وفرحة جميع جامع الليبيين في داكار العزيزة وأحظى بلقائكم، لولا أن ما أصابني خلال المدة الأخيرة قد أعاقني عن ذلك».

وأشار إلى المخاطر التي صاحب انعقاد هذا الملتقى قائلًا: «أنتم تعلمون ولا شك أن المخاطر والمعوقات -التي كنا نصارعها على مدى الأعوام الأخيره كي يصبح تنظيم هذا الملتقى حقيقة- هي التي أدت به اليوم إلى عدم الحضور بينكم. فقد كافحنا طويلًا وخضنا صراعا مريرًا لا يعلم معظمكم وتفاصيله، ضد قوى معرقلة كثيرة وإرادات شريرة لا تحصى من أجل إنقاذ الوطن، ومن أجل خير أهلنا وأخواتنا داخل ليبيا وخارجها».

ولفت إلى أن «ليبيا تستحق منا أكثر مما تكبدنا من معاناة، وأكثر مما خسرنا من صحتنا ووقتنا وسلامتنا ممتلكاتناـ وهذه رسالة إلى ما اعتقدوا أننا يمكن أن نتراجع أو نجبن عن التضحية من أجل السلام ببلدنا».

وأردف قائلًا: «فقد اخذوا كل شيء، أخذوا الوطن، أخذوا من الشعب الرخاء والسلام والأمان والمقدرات الضخمة، هل سنبخل نحن بصحتنا أو بأموالنا وممتلكاتنا وأولادنا  وقتنا على بلدنا؟».

وأوضح أنه «قد يقولُ كثيرون إنَّ هذا الملتقى قد تأخّر كثيرًا، أو إنَّه قد جاء في زحمة الأحداث والمبادرات والمحاولات، إلا أنّنا نقول لهم إنَّ محاولاتنا ومبادرتنا قد سبقت كل ما هو على الساحة اليوم من مُبادرات، وأنَّ الطريق لم يكن مفروشًا بالورود أمام جهودنا المُتواصلة، حيثُ اعترضتنا صعوبات لا أريد أن أبدد وقتكم الثمين في تفصيلها، وقد كلفتنا ما هو أغلى من الوقت والجهد».

«لقد بلغت حد الاعتداء الجسدي والتصفية الشخصية كما تعلمون.. وكما أؤكد لكم من واقع الدراية والمعرفة، إلا أنَّ المولود قد خرج أخيرًا إلى الوجود، وأنَّ ملتقى داكار من أجل ليبيا كان فكرتنا، وهو اليوم مشروعنا ومشروع كافة الليبيين والأفارقة ومشروع الاتحاد الأفريقي ومشروع الأمم المتحدة» حسبما أشار «البشير» في سياق كملته.

وقال مدير مكتب الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، «إنَّنا اليوم أمامَ فرصةٍ نادرة قد لا تتكرر في صيغتها وأجوائها الأفريقية وزخمها الذي ترونهُ وسط قاعتكم، حيثُ نقفُ أمام تحدٍ تاريخي كشعبين ليبيين وأفارقة، بأنْ نكون في مستوى أهمية اللحظة الراهنة حتى نُثبت للعالم أن دول الاتحاد الأفريقي وشعوبه قادرة على حل مشاكلها وتوفير مستلزمات الحل لأزماتها».

وأضاف «ونحنُ نثبت للشعب الليبي في الداخل أنَّ أشقاءهم الأفارقة يشعرون بمعاناتهم، وأنّهم كالجسد الواحد والقلب الواحد، وأنَّهم لا ينسون بحال أهمية ليبيا وماضيها المشرق الناصع مع أشقائها».

موضحًا هدف الملتقى، قال «الشير»: «ورسالتنا الأهم أيها الإخوة هيَّ إلى الخصوم قبل الأصدقاء، رسالة المُصالحة والتشجيع على الانضمام إلى مبادرة جامعة لا تُقصي أحدًا ولا تَستثني أحدًا، وأنْ يكونوا جزءًا من جهد الخير والصفح والصلح من أجل الوطن قبل أيام قليلة من شهر رمضان المعظم، الذي قال في مُحكم تنزيله (الصلح خير)».

وأوضح قائلًا: «إن ملتقاكم هذا.. ملتقانا الذي يُريد أنْ يَجمع ويُوحد كافة الشعب الليبي من أجل ليبيا، لا من أجل فرد أو جماعة أو حزب أو ميليشيا بل من أجل الوطن الواحد الذي يَحتضنُ الجميع ويغفر للجميع.. الكل اليوم مدعو للتنازل والعفو حتى نرى ليبيا جديدة تخرج إلى الوجود لكي نَستطيع إنقاذ شعبها من الإرهاب والفوضى وتلبية احتياجاته للرخاء والأمان والتنمية، وتطل على العالم بحلة السلام والازدهار، وتنهض بمسؤولياتها إزاء مُحيطها الإقليمي وحاضنتها الأفريقية والدولية».

وختم كلمته مؤكدًا على أن «ملتقاكم هذا، الذي هو حلمنا ومشروعنا جزءٌ من الجهود التي بذلها الأخيار منذ بداية أزمة بلدنا جهود الجوار وجهود الشرق والغرب وجهود أفريقيا وأوروبا وسائر أخيار العالم، وأنَّ ملتقانا هذا متجذرٌ وشاملٌ يدعم المبادرة الأممية وبعثة الأمم المتحدة ويَتكامل معها، ويحيي جهودها وصبرها، وأنَّ الشعب الليبي لن ينسى جميل أشقائه وأصدقائه».

 

 

يمكنك قراءة الخبر في مصدره صحيفة المتوسط

اترك تعليقا