من الرابح والخاسر من معارك طرابلس .. والحل انتخابات رئاسية

0

يرى كثير من المتابعين للتطورات الأخيرة في مدينة طرابلس وحالة الصدام المسلح العنيف بين الكتائب والمجموعات المسلحة المنضوية تحت شرعية وزارتي الداخلية والدفاع في حكومة الوفاق التي يترأسها فايز السراج، بأنها مجردعملية جهوية خطيرة تعمّق الفجوة بين جميع الأطراف في ليبيا، وتساهم في تقوية نفوذ قادة الميليشيات الذين منحهم السراج شرعية البقاء عبر الاتفاق السياسي.
وبالنظر إلى الأطراف الموقعة على اتفاق وقف إطلاق النار في طرابلس، نرى أن هناك مجموعات مسلحة ليست مشاركة في الاقتتال الأخير جنوب طرابلس، من أبرزها مجلس عسكري الزنتان وكتائبه وميليشياته من جهة والبنيان المرصوص وميليشياته ومكوناته، كانت مشاركة في وقف إطلاق؛ وكأن اللواء السابع ترهونة هو من فتح الطريق لإعادة المشهد من جديد للمربع الأول ما قبل فجر ليبيا.

هدف اللواء السابع
يتحدث هذا الكيان المسلح الذي يستمد شرعيته من وزارة دفاع حكومة فايز السراج، بقرار من الوزير المقال العقيد المهدي البرغثي، بأنه جاء لإنقاذ أهل طرابلس وحماية مؤسسات الدولة وإنهاء سطوة الميليشيات المتغولة على القرار السياسي والمال والسلطة، حديث في ظاهره يخفى وراءه الكثير،إذ سبقه بشهور مصالحة جمعت مدن ترهونة والزنتان ومصراتة، أفضى إلى تحالف ثلاثي.
لم يكن أحد يعرف أسباب تواجد أعيان ترهونة في هذا المشهد كون أنه لم يكن طرفا في الصراع بين الزنتان ومصراتة في عملية فجر ليبيا التي وقعت في طرابلس، وتتحدث بعض المصادر أن بعض الأطراف في مصراتة قامت بإشراك ترهونة كثقل إجتماعي متجانس لازال يشكل الطوق الملتحم مع طرابلس ويمكن إعتباره جسر عبور للضغط متى كانت الظروف ليست في صالحهم، لكن غياب قادة اللواء السابع عن الخروج والغموض حول أهدافه السياسية وإلى من يتبع إداريا بعد الإعلان عن إلغاء تبعيته للحرس الرئاسي منذ شهر إبريل الماضي، جعل من دخوله للعاصمة مجرد مطية استغلتها أطراف أخرى عديدة لتحقيق أهدافها.

من ربح الجولة
كان من الطبيعي أن يكون هناك إتفاق وقف إطلاق النار، شرط تحقيق أهداف العملية العسكرية، التي راح ضحيتها عشرات الأبرياء وتدمير المنازل وتشريد العائلات، عملية جعلت من كتائب الزنتان لها موطئ قدم (بعد سنوات) في غرب طرابلس بكل يسر، ومنح الفرصة لكتائب مصراتة كي تستعيد تمركزها في عديد المواقع بغية اقتسام كعكعة الوفاق وميزاينتها المقترحة التي لن تصبح بعد اليوم حكرا على كتائب ثوار طرابلس والنواصي والدعم المركزي ” اغنيوة “.

من الخاسر
الشعب هو من خسر كل الجولات، والذي فقد الثقة في كل المشاريع السياسية والعسكرية وهو الذي لا يملك من قراره غير انتظار مشروع صندوق لإفراز رئيس واحد على رأس الهرم ليتحمل وحده دون غيره تبعات الأحداث ويقود المركب لشاطئ الأمان أو أن يغرقها ويرحل جميعهم للمجهول، لكن التعويل على الانتخابات مع تعالى أصوات البنادق يصبح من الصعوبة بمكان تحقيقه بكل يسر وسهولة، لكنه أصبح ضرورة ملزمة لا مفر منها في ظل الظروف الراهنة التي تتعقد يوما بعد يوم.

 

يمكنك قراءة الخبر في مصدره صحيفة المتوسط

اترك تعليقا