«الذئاب الهاربة».. 4000 داعشي يهددون أمن واستقرار ليبيا

0

اخبار ليبيا:

بعد هزيمة تنظيم داعش في أغلب مدن ليبيا فر الدواعش إلى أودية صحراء ليبيا وتلال طرابلس مع سعيهم لاستغلال الانقسامات السياسية في البلاد للضرب من جديد ولكن بأسلوب مختلف.

وبحسب مصادر مطلعة، فإن المتشددين الذين يعتقد أن عددهم يصل إلى أكثر من 4000 مقاتل ويوصفون بأنهم “بقايا التنظيم”، يحاولون إشاعة الفوضى من خلال قطع إمدادات الكهرباء والماء ويحاولون تحديد المجتمعات المحلية التي قد تتجاوب مع أفكارهم.

خلايا نائمة

ويعتبر هاربين “داعش” أو كما يطلق عليهم “الذئاب الهاربة”، خلايا نائمة تعتبرمصدر تهديد في البلاد الممزقة بشدة والتي يغيب فيها حكم القانون إلى حد بعيد منذ انتفاضة 2011 التي أطاحت بمعمر القذافي.

هجوم كعام

تعتبر أخر عملية لهم، حيث استهدف هجوم إرهابي بوابة كعام، أمس الخميس، وقال أحدُ أفراد الأمن المسؤولين عن حماية البوابة، والذي كان شاهداً على الأحداث، إنَّ الهجومَ بدأ باقتحام أحد المُهاجمين للمكان مُسرعاً بسيارته ما أدى إلى اقتلاع الباب مع دخول السيارة.

وفور مُهاجمتهم مركزَ البوابة، حاولَ رجالُ الأمن مُقاومةَ الهجومِ، ما أسفرَ عن حدوثِ اشتباكاتٍ بين الجانبين، وسقوط ضحايا من رجال الأمن، وأَحَدِ الإرهابيين.

وتابعَ المسؤولُ الأمني أنَّ المُهاجمَ فجَّرَ نفسَهُ وسطَ مجموعةٍ من عناصرِ الأمن الذين كانوا مُجتمعين حول المكان، موضحًا أنّ إرهابياً آخر كان يجلس إلى جانب سائق السيارة المُفخخة، سارعَ إلى إطلاق الرصاص حول السيارة أثناء هجومها على البوابة، بواسطة سلاح “كلاشن”.

من جانبه، قال آمرُ بوابة كعام، سعيد ناجي إنّه تلقّى اتصالاً هاتفياً من عناصر الأمن داخل البوابة، نحو الساعة الـ8 صباحاً يُفيد بأن البوابةَ مُحاصرةٌ من قبل مُقاتلين من داعش.

وأضاف، أنَّ المُهاجمين استهدفوا البوابةَ بقنابل نوع “رمان”، بينما كانَ أحدُهم يحملُ سلاحاً نوع “كلاشينكوف”، مشيرًا إلى أنَّ أحدَ الإرهابيين فرَّ إلى زوايا البوابة، وكان قناصاً صَعُبَ على رجالِ الأمنِ الوصولَ إليهِ، قبل أن تصلَ قوةُ دعمٍ من مصراتة، مُمثلة في سيارة مُصفحة.

وبعد أن توجَّهت السيارةُ إلى موقع القناص، تمكَّن رجالُ الأمنِ من القضاء على القنّاص الإرهابي.

وأسفرَ الهجومُ عن مقتلِ 4 من رجال الأمن بالبوابة وإصابة نحو 10 آخرين، نُقلوا جميعاً إلى مستشفى زليتن التعليمي.

كما ألحقَ التفجيرُ أضراراً بالغةً بمبنى البوابة الأمنية والسيارات المصطفّة حولها.

هجمات على البنية التحتية

قال محمد جنونو وهو متحدث باسم قوات جوية مقرها مصراتة،أن المراقبة أكدت وجود عدد كبير من أفراد داعش يعدون لأمر جديد في تلك المنطقة ويجهزون استراتيجية للتوجه إلى مناطق جديدة.

وأشار إلى أن المنطقة شملت مناطق ريفية قرب مدينتي الخمس وزليتن الساحليتين بين مصراتة وطرابلس ومناطق حول مدينة سبها في جنوب البلاد.

وقال جنونو إن مقاتلي داعش تلقوا مساعدة لوجستية من المدنيين ودفعوا لآخرين لمساعدتهم على قطع إمدادات المياه والكهرباء بما في ذلك تخريب خط يوصل المياه إلى طرابلس ومهاجمة البنية التحتية لشبكة الكهرباء قرب مدينة سبها الجنوبية التي شهدت انقطاعات مطولة في الكهرباء في الأسابيع الماضية.

تحذيرات

وكانت قد أصدرت لجنة تفعيل الأجهزة الأمنية فى سرت، بياناً حذرت فيه من أهمال تحذيراتها وندائاتها المتكررة بشأن خطر تنامي نفوذ تنظيم داعش مجدداً .

وحذرت اللجنة من أن إغفال الجهات المعنية تحذيراتها نجم عنه تنفيذ داعش لهجمات انتقامية زادت وتيرتها في كل من طرابلس ومصراتة وأجدابيا ثأراً لهزيمتة في سرت.

وناشد البيان داخلية الوفاق لدعم اللجنة بما يلزمها من امكانيات مع ضرورة صرف مستحقات منتسبيها المالية لكي تستطيع مضاعفة جهدها للحد من تنامي التنظيم الارهابي.

خطر داعش باقى

على الرغم من أن هزيمة داعش في كل المدن الليبية تشكل ضربة قوية فإنها لن تكون نهاية تهديد المتطرفين والمتشددين في ليبيا، حيث يقول مسؤولون ومقاتلون إن بعض المسلحين المتشددين تمكنوا من الفرار قبل محاصرتهم ومن المرجح أن يحاولوا استعادة أنشطتهم في أماكن أخرى من البلاد.

ويخشى المسؤولون الليبيون الآن من أن مثل تلك الأساليب الدموية يمكن أن تستخدم في أماكن أخرى تشمل العاصمة طرابلس ومدنا أخرى في الغرب الليبي، الذي شنت الدولة الإسلامية فيه هجمات من قبل.

نشاط الدواعش

وقال تقرير الأمم المتحدة الشهر الماضي “إن محاولات الدولة الإسلامية لاختراق شبكات التهريب في جنوب غرب ليبيا فشلت إلى حد كبير لكن في الجنوب الشرقي قام التنظيم بإبرام اتفاق مع جماعات عربية مسلحة حول الكفرة لحماية قوافله، مما مثل وجودا نشطا صغيرا للتنظيم في المنطقة”.

وتتصاعد التحذيرات في ليبيا من أكثر من أربعة آلاف مقاتل يتجولون في صحرائها، أو ينتشرون في أرضها بحسب ما أورده تقرير خبراء الأمم المتحدة.

وبالنظر إلى الهجوم الذي تعرضت له بوابة كعام اليوم، يُلاحظ أن داعش أصبح يميل لاستعمال سياسة الذئاب المنفردة بعد ضعفه نتيجة الخسارات المُتتالية التي لحقت به في الكثير من المناطق، وفقده سيطرته على مناطق نفوذه الواسعة في سوريا والعراق وليبيا.

وتكمن هذه السياسة في أن يقوم فرد مسلح بقتل 4 جنود في بوابة أو تمركز أمني مثل ما حدث في بوابة كعام، أو آخر ينفذ هجوماً بسكين في عاصمة أوروبية مثلما حصل في باريس.

وينذر ميل داعش لسياسة الذئاب المُنفردة بخطر تزايد الهجمات الإرهابية، التي لا يخسر فيها داعش أكثر من انتحاري واحد، لكنه يودي بحياة العشرات من الأبرياء بهذه الطريقة.

وكان مسؤول التحقيقات في مكتب النائب العام الصديق الصور، قد دق ناقوس الإنذار في تصريحات له سبتمبر الماضي بشأن خطر أكبر يُخبئه عناصر داعش لليبيا.

وأشار الصور خلال تصريحاته إلى ورود معلومات تفيد بتأسيس داعش لجيش من ثلاث كتائب في الصحراء بعد خروجها من سرت ودرنة وبنغازي.

ويهدد استمرار الانقسام السياسي الحاصل في ليبيا، وتشتت المؤسسة الأمنية والعسكرية، وتأخر جهود توحيدها، بالوقوف حجر عثرة أمام الليبيين الباحثين عن حماية الوطن من الإرهاب.

 

 

يمكنك قراءة الخبر في مصدره صحيفة المتوسط

اترك تعليقا