شبكة «بي بي سي»: انتحاري مانشستر كان يتظاهر لأجل شقيق العرادي ويستقبل فتاوى القتل من مصطفى قراف

0

اخبار ليبيا:

نشرت شبكة «بي بي سي» البريطانية تسجيل حصري لها نشرته أمس الخميس لإحدى خطب مسجد دزبري، -الذي كان يرتاده منفذ هجوم مانشستر- ألقاها الليبي البريطاني مصطفى عبدالله قراف رئيس ما يطلق عليه «رابطة السجناء الليبيين فى دولة الإمارات العربية المتحدة»، تدعو إلى دعم المقاتلين الجهاديين المسلحين فى بؤر التطرف.

 

«مصطفى قراف رئيس رابطة السجناء الليبيين فى الإمارات – 31 يوليو 2016»

وبحسب تقرير «بي بي سي»، الذي ترجمته المرصد، وتابعته صحيفة المتوسط،  فقد كشفت التسجيلات خطبة لإمام مسجد دزبري، بمانشستر في ديسمبر 2016 حيث كان يصلي من أجل النصر لمن وصفهم بـ «إخواننا وأخواتنا المجاهدين في حلب بسوريا والعراق».

ووفقاً لشهادة أسامة حسن وشيخ ريحان، وهما من علماء المسلمين فى بريطانيا فإن تصريحات قراف تشير إلى «الجهاد العسكري».

من جانبه يقول مصطفى قراف، إن خطبته لم تدعوا إلى الجهاد المسلح ، ولم يسبق له أن ألقى خطب تدعم الإسلام المتطرف.

أما « بي بي سي» فتؤكد من جانبها أن التسجيل كان عبارة عن جزء من صلاة الجمعة في المسجد قبل 6 أشهر من تنفيذ سلمان العبيدي للتفجير الانتحاري في مانشستر شهر مايو 2017 فيما كان العبيدي وعائلته يحضرون المسجد بانتظام وكان والده يقود الصلاة أحيانًا.

في سياق متصل يرصد مقطع فيديو بوضوح منفذ هجوم مانشستر الإرهابي المنتحر سلمان العبيدي بجوار الإمام مصطفى قراف في مظاهرة دعا لها الأخير بلندن.

 

وتم قطع صورة واضحة للإرهابي المنتحر سلمان العبيدي، خلال مشاركته في تلك المظاهرة مرتديًا قميصًا أحمر وهو يحمل صورة العرادي ورفاقه.

 

(الإرهابي المنتحر سلمان العبيدي، منفذ هجوم مانشستر)

يشير تقرير شبكة «بي بي سي » إلى أن مكان تواجد «العبيدي» خلال الخطبة غير معروف لكنها علمت بأنه اشترى تذكرة للحفل بعد 10 أيام من تلك الخطبة وقتل 22 شخصًا فضلاً عن جرح مئات آخرين كما تبين الصور بأن هذا الإنتحاري كان يتظاهر فى بريطانيا للمطالبة بإطلاق سراح ليبيين تم اعتقالهم في الإمارات العربية المتحدة قبل تفجيره لنفسه حاملاً صورة أحدهم وهو سليم العرادي شقيق عبدالرزاق العرادي القيادي فى جماعة الاخوان المسلمين الليبية والعضو المؤسس فى ذراعها السياسي حزب العدالة والبناء الذي أقر فى أبريل الماضي ببيعة وسام بن حميد زعيم ما يطلق عليه «شورى ثوار بنغازي» لتنظيم داعش على القتال.

ومن المعروف أيضًا أن 5 رجال على الأقل من رواد مسجد دزبري قد سافروا إلى سوريا أو تم سجنهم بتهمة ارتكاب جرائم إرهابية كما ان الخطبة تزامنت مع تفجر الوضع في مدينة حلب السورية ورغم ذلك يظهر صوت قراف وهو يصلي من أجل «المجاهدين» ويحرض من مانشستر على القتال في الخارج.

ومن بين هؤلاء الليبي محمد عبدالله فرج البالغ من العمر 26 عامًا الذي يخضع للمحاكمة أمام المحكمة الجنائية المركزية في مقاطعة ويلز البريطانية بعد أن تحول إلى قناص في تنظيم داعش في بسوريا وذلك وفقاً لوثائق مسربة من التنظيم بينت تورطه معه منذ سنة 2014.

وقال قراف فى خطبته: «نطلب الآن من الله أن يمنح المجاهدين من إخواننا وأخواتنا في حلب وسوريا والعراق النصر».

(قراف بجوار  الصادق الغرياني الذي ألقى محاضرة في مسجد ديزبري في أكتوبر 2011»

وتابع قراف  أيضاً: «تخلف الكثير من الاخوة عن دعم إخوانهم للأسف. إنهم يحبون الإسلام والمسلمين ولكنهم لا يفعلون شيئاً لدعم إخوانهم وأخواتهم المجاهدين فالجهاد في سبيل الله هو مصدر الفخر والكرامة لهذه الأمة».

فى سياق متصل يقول الشيخ أسامة حسن وهو رئيس مركز الدراسات الإسلامية في مركز «كويليام» وهي مؤسسة فكرية تعمل على مكافحة التطرف ويترأسها الليبي نعمان بن عثمان: «من السياق والطريقة التي تُستخدم بها هذه النصوص والمقتطفات الدينية في الخطبة فهي تشير بوضوح إلى الجهاد العسكري، أي للجهاد المسلح».

«مصطفى قراف ضيف دائم على قناة التناصح الأخوانية»

يضيف حسن: «لقد عرفت الخطاب الإسلامي منذ 40 عامًا تقريبًا، منذ أن كنت طفلاً في هذا البلد والعالم، ومعنى كلمة المجاهدين هي المجموعة التي تحارب عبر الجهاد المسلح».

وقال «ريحان» إنه لا شك في ما تعنيه هذه الخطبة: «الجهاد الذي يشير إليه هنا هو في الواقع في ساحة المعركة، وليس هناك استثناءات في هذا وتتركز الخطبة على المعاناة في سوريا وتتضمن نداءً لتقديم تبرعات».

وأضاف : «في إحدى التسجيلات قال قراف إن العالم كله، بما في ذلك أوروبا، أمريكا – أو ما يسمى بالعالم المتحضر – يراقب ما يحدث في حلب وسوريا، إنهم يعرفون أن إيران وروسيا والميليشيات تقتل البشر هناك ولا يفعلون شيئاً في الواقع أنهم يساعدون الروس والإيرانيين وغيرهم من الميليشيات، على قتل المسلمين».

تعتبر «بي بي سي» إن لفظ الجهاد يستخدم على نطاق واسع، على الرغم من عدم الدقة في استخدامه بكثير من الأحيان، من قبل السياسيين ووسائل الإعلام الغربية.

وقال الداعية الشيخ ريحان: «قراف فى خطبته يعطي السرد ضدهم وضدنا. إنه يقوم عملياً من الناحية النفسية والعملية بغسيل دماغ الشباب إما للسفر أو للقيام بشيء لاتخاذ إجراء ما فى إطار الجهاد». وهنا تعود «بي بي سي» مؤكدة الكشف عن روابط بين الداعية (قراف) وسلمان العبيدي منفذ هجوم مانشستر.

وأكدت «بي بي سي» حصولها على صور للإنتحاري سلمان العبيدي خلال مشاركته في مظاهرة بمدينة لندن ضد المشير خليفة حفتر حيث وصفه بـ «العلماني» وطالب بالإفراج عن المجموعة التي كانت معتقلة في الإمارات مشيرة إلى أن حفتر بالأساس كان يحارب «مليشيات إسلامية» في ليبيا. وذلك فى إشارة منها إلى ارتباط هذه المجموعات ببعضها .

وقد تم تنظيم هذه المظاهرة من قبل إئتلاف ثوار 17 فبراير وكان قراف هو قائد المجموعة المتظاهرة.

ورفض قراف بحسب «بي بي سي» لكنه نفى أنه دعا إلى الجهاد المسلح أو أنه كان يدعو إلى التطرف الإسلامي.

رغم أنه قاد مظاهرة أخرى في 13 سبتمبر 2014 رفقة مجموعة من المتطرفين أمام السفارة الإماراتية فى لندن تندد بما وصفوه الاحتلال الإماراتي لليبيا ومحاربة الثوار ومن بين هؤلاء القيادي السابق فى الجماعة المقاتلة، الدبلوماسي الحالي في سفارة الوفاق بلندن ذاتها إسماعيل كاموكا.

ومن خلال ظهوره عبر قناتي النبأ والتناصح وأيضا من خلال صفحته على موقع فيسبوك هاجم مصطفى قراف سفير ليبيا السابق لدى دولة الإمارات العربية المتحدة عارف النايض، متهمًا إياه بالتورط فى اعتقال المجموعة وهو ما نفته سفارة طرابلس لدى أبوظبي فى ذلك الوقت مؤكدة قيامها بواجباتها القنصلية تجاه مواطنيها المعتقلين على ذمة تلك القضية التي كانت منظورة أمام محكمة أمن الدولة الإماراتية.

وقال أمناء مسجد ديسبري أيضاً إن الرجال الخمسة الذين ثبت أنهم سافروا إلى سوريا أو سجنوا بسبب جرائم إرهابية لم يزورو المسجد. لكن الاعتقالات والصور والتقارير الواردة من ميدان الارهاب في سوريا والعراق تقول عكس ذلك.

وأشار الامناء في بيان إن خطبة قراف تسلط الضوء على محنة السوريين وأن استخدامه لمصطلحات الجهاد والمجاهدين قد أسيء تفسيرها.

وأضاف البيان: «نحن لا نتحمل أو نحث على أي شكل من أشكال الوعظ الذي ينتهك المبادئ الإسلامية وقوانين إنجلترا وويلز».

منذ أن أعلنت لندن عن هوية منفذ عملية تفجير مانشستر الليبي سليمان رمضان العبيدي يوم 21 مايو 2017 انصبت وسائل الإعلام المحلية والبريطانية والعالمية على معرفة تفاصيل حياته وأسرته وعلاقاته وأنشطته في محل إقامته جنوبي مانشستر.

وخلال أغلب التقارير تكرر ذكر اسم مسجد ديزبري الذي كان يرتاده رمضان بلقاسم العبيدي والد المنفذ سلمان وقد اشارت بعض التقارير الصحفية كصحيفة الجارديان إلى معلومات متضاربة حول توجهات المسجد وقيادته.

«مسجد ديزربي في مانشستر »

وقال تقرير للجارديان نقلاً عن ليبيون يقيمون بمانشستر وهم من رواد المسجد أن رمضان العبيدي خطب فيه ذات مرة خطبة مناهضة لتنظيم داعش فيما قال آخرون للصحيفة ان المسجد كان معتدلاً وعلى كل حال فإن الانتحاري سليمان ووالده كانو زائرين يوميين له فيما كانت ربة الاسرة؛ والدة المنفذ، تُدرس فيه القرآن لبعض أبناء الجالية المسلمة بالمنطقة.

ويرتبط أيضاً رمضان العبيدي والد منفذ هجوم مانشستر وفقاً لصحفيين بريطانيين بعلاقة متينة جداً مع مفتي المؤتمر العام الشيخ الصادق الغرياني ونجله سهيل، وهم دائمي التردد على مدينة مانشستر التي أسسا فيها قناة التناصح الفضائية قبل أن تنتقل الى مدينة لكستر ثم إلى طرابلس وقد ألقى القبض عليه في طرابلس برفقة نجله هاشم على يد قوة الردع الخاصة عقب هجوم سلمان الإنتحاري .

«رمضان العبيدي والد سلمان»

لكن شهادات أخرى أظهرت عكس ذلك حيث قال بعض اعضاء الجالية أن المسجد روج وفى أكثر من مناسبة لأفكار متطرفة متشددة بعلم إمامه الليبي المصطفى عبدالله خليفة قراف وذلك بالرغم من إصداره بيان إدانة للعملية الارهابية في مدينة مانشستر باسم المسجد وبالاشتراك مع المركز الإسلامي بالمدينة.

«الداعية الليبي مصطفى قراف»

وتشير وثيقة أمنية من أرشيف جهاز الأمن الداخلي، بأن «قراف» وهو من مواليد 1970 فD الزاوية بمحلة أبو عيسى قد كان مصنفاً للأجهزة الامنية السابقة على أنه منتمي لتنظيم الجهاد وبأنه عاد إلى ليبيا لأول مرة منذ التسعينات في 14 أغسطس 2004 عن طريق لجنة تسهيل العودة التابعة لجهاز الأمن الخارجي الذي كان يترأسه حينها أبوزيد دوردة المعتقل في طرابلس منذ قرابة ثمانية سنوات .

أما بعض شهادات السكان تؤكد أن قراف يقوم ومن منبره بإلقاء الخطب والمحاضرات التي تدعو إلى التطرف وكذلك عبر حسابه على موقع فيسبوك بدعم جماعات متطرفة كمجلس شورى ثوار بنغازي وسرايا الدفاع .

«تدوينة لمصطفى قراف في إطار حملة أطلقها لدعم مجلس شورى ثوار بنغازي المرتبط بتنظيم القاعدة عبر حسابه على فيس بوك»

وقال الصحفي الامريكي جيمس ويلر المهتم بالشأن الليبي أن «غراف» مرتبط بالإرهابي العبيدي وعدد آخر من الارهابيين واصفًا المسجد بأنه سيء السمعة.

ويشارك «قراف» بشكل دوري في أنشطة دعوية وسياسية داخل وخارج المملكة المتحدة كان آخرها المؤتمر الخاص بليبيا الذي انعقد في مقر الاتحاد الأوروبي ببروكسل وشارك فيه رفقة عضو الرئاسي محمد عماري زايد المقيم سابقا بمانشستر والذي يرتبط معه بعلاقة وطيدة.

وفقاً للصحفي ويلر وعقب ذلك المؤتمر وصف «غراف» سفيرة ليبيا في الاتحاد الأوروبي بـ«المعتوهة» وقال إنه والعماري بينا جرائم حفتر وأعلنا دعمهم لحكومة توافقية فيما لم يخفي مناهضته المطلقة لمجلس النواب.

«مصطفى قراف رفقة عضو الرئاسي محمد العماري زايد في مؤتمر بروكسل»

ويقول بعض رواد المسجد السابقين إن «قراف» قام بإقناع عدد من الأجانب بدخول الإسلام إلا أن البعض يتخوف من أن يكون قد أقنعهم بنسخة متشددة للإسلام المتطرف.

«مصطفى قراف برفقة عدد من الأجانب عقب دخولهم إلى الإسلام في مانشستر)

وتشير منشورات الفيس بوك لإمام مسجد دزبري أنه يدعم وبقوة شورى وسرايا الدفاع عن بنغازي وقد أظهر ذلك فى بعض خطبه على منبر المسجد كما أنه كان داعمًا وبقوة لعملية فجر ليبيا سنة 2014 وقد قاد حينها مظاهرات مؤيدة لها ومنددة بدولتي مصر والإمارات العربية المتحدة.

«منشور من صفحة مصطفى قراف على فيس بوك خلال مظاهرة فى لندن مؤيدة لعملية فجر ليبيا – 2014»

ونفى «قراف» أي علاقة تربطه بالجماعات الإرهابية، وتعهد بملاحقة من ينشرون عنه مثل تلك التقارير قضائياً، في الوقت الذي قام عبر حسابه الشخصي على فيس بوك بالدعاء بالنصر لما يسمى مجلس شورى ثوار بنغازي الإرهابي.

وفي يوليو 2017 قالت وزارة الخارجية الأمريكية خلال تقريرها السنوي بشأن مكافحة الإرهاب أن تركيز «تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي» انصب على محاربة الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.

وأكدت وزارة الخارجية الأمريكية في تقريرها حينها إلى أنها رصدت ذلك على الرغم من أن حفتر يعارض علانية حكومة الوفاق في طرابلس.

وأضافت بأن تنظيمات إرهابية أخرى، بما في ذلك أنصار الشريعة في درنة وبنغازي وتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بزعامة مختار بلمختار استعادت وجودها في ليبيا منتصف العام الماضي.

وأوضح التقرير الأمريكي أن تنظيم القاعدة زاد من دعمه الشخصي وعبر الإمداد بالأسلحة لمجلس شورى ثوار بنغازي وسرايا الدفاع عن بنغازي فى ذلك الوقت.

ورحب المتحدث باسم القيادة العامة للجيش العميد أحمد المسماري باعتراف الخارجية الأمريكية فى ذلك التقرير السنوي بوجود تنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي وعملياته الإرهابية في ليبيا .

وفى نوفمبر 2016 شنت طائرات مقاتلة يعتقد بأنها فرنسية غارات على منزلين فى منطقة القرضة الشاطي جنوبي البلاد أسفرت بحسب مصادر المرصد عن مقتل قادة كبار من القاعدة يرجح إن مختار بلمختار من بينهم فيما أكدت حركة أزواد مقتله بعد تلك الغارات .

كما أشار المسماري إلى دعم القاعدة المستمر بالسلاح والأفراد للتنظيمات الإرهابية مثل أنصار الشريعة في بنغازي ودرنة ومجلس شورى ثوار بنغازي وسرايا الدفاع عن بنغازي الإرهابية التي يدافع عنها قراف والانتحاري سلمان الذي كان قبل انتحاره مدافعاً عن مجموعة المعتقلين في الإمارات وبينهم سليم العرادي.

وكان إسماعيل الصلابي القائد الابرز فى سرايا الدفاع عن بنغازي قد تعهد برفع قضايا ضد من يتهمهم بالانتماء أو الارتباط بتنظيم القاعدة على خلفية حديث سفير ليبيا السابق بالامارات عارف النايض من واشنطن عقب احتلالهم للهلال النفطي في مارس 2017 اتهمهم خلاله بالتعاون مع القاعدة الأمر الذي استنكره مسئول عام الاخوان المسلمين فى ليبيا أحمد السوقي بشدة.

 

 

يمكنك قراءة الخبر في مصدره صحيفة المتوسط

اترك تعليقا