وزير داخلية إيطاليا يدخل طرابلس حاملًا أزمة جديدة إلى ليبيا  

0

اخبار ليبيا- عبدالله عسكر

«يجب أن تعرف أن الموانئ الإيطالية ستكون مغلقة.. لسنا بحاجة لمساعدتكم».. عبارتان خارج إطار مبادئ الإنسانية فضلا عن حقوق الإنسان ربما تلخص الموقف الإيطالي من أزمة المهاجرين واستقبال اللاجئين والتي جاءت على لسان وزير داخليته الذي وصفته وسائل إعلام عالمية بـ«المتشدد».

ويبدو أن «ماتيو سالفيني» وزير الداخلية في الحكومة الإيطالية الجديدة، قرر أن يزور الدولة الليبية اليوم الاثنين 25 يونيو 2018، ليحمل الليبيين أزمة جديدة تدخل ضمن صفوف الأزمات التي تعاني منها الدولة، وتثبيت مواقف حاول إثارتها في دول الاتحاد الأوروبي ليفرض تحمل مسئوليتها على دولة تعاني مؤسساتها الأمنية والسياسية انقساما حادا يقترب من حد الفوضى.

نوايا وزير داخلية إيطاليا من زيارة الدولة الليبية في هذا التوقيت الهام ليست مجرد افتراضات أو تكهنات بل أثبتتها تصريحات نطق بها لسان الرجل والتي نقلتها عدة وسائل إعلام دولية وأوروبية فضلا عن الإيطالية منها، قائلا: «إنه من المناسب أن يتحمل الليبيون مسؤولية الإنقاذ دون أن تقاطعهم سفن المنظمات غير الحكومية وتزعجهم».

البراهين والأدلة التي تفضح أهداف زيارة الوزير الإيطالي «المتشدد» أكثر مما تحصى حيث كان آخرها ما كشفته منظمة الإغاثة الإسبانية «Proactiva Open Arms» في رد السلطات الإيطالية على استغاثتها لإنقاذ ألف مهاجر، «أنها لن تقدم مساعدة لإنقاذ 1000 مهاجر من ستة زوارق، لأنها سلمت مسؤولية مهمة البحر المتوسط ​​إلى خفر السواحل الليبي».

ونضيف إلى القصيد بيتا آخر يسلط الضوء على ما في جعبة «سالفيني» من زيارة ليبيا، حيث إن رئيس الوزراء الإيطالي «جيوسيبي كونتي» قبل الزيارة بساعات قدم اقتراحًا بشأن إعادة تنظيم الطريقة التي يدير بها الاتحاد الأوروبي الهجرة، إلى اجتماع القادة الأوروبيين الطارئ يوم أمس الأحد في بروكسل.

ويبدو أن الاستراتيجية الجديدة للسلطات الإيطالية للتعامل مع أزمة المهاجرين الفارين طلبا فقط للحياة قد تجاوزت حد التخلي عن المسئولية إلى حد التطرف، وهو ما كشفته منظمة الإغاثة الألمانية «Mission Lifeline» التي استجدت وزير الداخلية الإيطالي لمنح عدد من البشر فرصة للحياة بقولها: «ليس لدينا لحم على متن السفينة، ولكن بشر، نحن ندعوك بشكل ودي إلى إقناع نفسك بأن هؤلاء الناس أنقذناهم من الغرق».

وبقيت سفينة الإنقاذ التابعة للمنظمة الألمانية تنتظر أمس الأحد قبالة سواحل مالطا، وعلى متنها 234 مهاجراً، ولم تجد ميناء ترسو فيه بعد رفض كل من إيطاليا ومالطا إعطاءها الإذن. كما ظلت السفينة التجارية «ألكسندر مايرسك» التي ترفع العلم الدنماركي قبالة ساحل صقلية تنتظر ميناء تستطيع من خاله إنزال أكثر من 100 شخص أنقذتهم.

واليوم استقبل عبد السلام عاشور وزير الداخلية بحكومة الوفاق الوطني، نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني، لينقل السفير الإيطالي لدى ليبيا جوزيبي بيروني، عبر  «تويتر»، «أن سالفيني أكد أن ليبيا وإيطاليا تقعان وجه لوجه، ولا أحد أكثر من إيطاليا مهتم باستقرار ليبيا، وزيارتي إلى طرابلس تؤكد هذا الواقع».. فما الواقع الذي يقصده الرجل وهل يقع في صالح ليبيا؟

 

يمكنك قراءة الخبر في مصدره صحيفة المتوسط

اترك تعليقا