مساعي إنقاذ “مجاهدي درنة”.. من تحرير المدينة إلى توطين الإرهاب في طرابلس

0

اخبار ليبيا:

لمن ينتصر هؤلاء المحرضين على الجيش من رموز الإسلام السياسي وأنصارهم، صوان والعماري ونجل المفتي السابق الغرياني، ومن تظاهر في طرابلس لما سموه “نصرة درنة”، الذين صوروا حرب الجيش على الإرهاب متمثلا في مجلس شورى درنة الإرهابي المنحل بأنه قصف للمدنيين يستوجب التدخل الدولي.

إرهابيون أم ثوار..؟!
لي عنق الوقائع كشفها عضو مجلس النواب عن مدينة درنة، “فرج الشلوي الذي عبر عن ترحيبه بتقدم القوات المسلحة الليبية داخل درنة وتوجيه ضربات موجعة للجماعات الإرهابية المتحصنة داخل المدينة.

وقال الشلوي إنه يبارك تقدم الجيش الليبي، داعيا الجميع إلى تكاتف الجهود وتوحيد الكلمة ورص الصفوف والبعد عن الفتنة والجهوية والقبلية المقيتة”، مطالبا بتغليب صوت العقل والابتعاد عن التصعيد الذي لا طائل منه.

هذا العصاب الذي يعبر هؤلاء عنه، هو نتيجة عقد الجيش الوطني الليبي العزم على تحرير درنة من محتليها من قوى الإرهاب المتعدي للأوطان، وتطهير المنطقة الشرقية “برقة” من آخر الجماعات الإرهابية؛ ممثلا في مجلس شورى درنه الإرهابي المنحل، في حين أنهم لا يعتبرونهم جماعة إرهابية، بل ثوار رغم كل الجرائم التي ارتكبوها في المدينة طوال سنوات خطفهم لها ، وهي نفس مواقفهم من تحرير مدينة بنغازي وأجدابيا من مجلسي شورى المدينتين الإرهابيين.

حملة منظمة
وفي إطار هذه الحملة على الجيش يكثف أطراف الإسلام السياسي من حملتهم، وتصوير الجيش كأنه مؤسسة غير مسؤوله، وأنها تمارس عدوانا على المدنيين في حين أن أهداف وخطة الجيش واضحة ومبلغة لأهالي درنة بأن الجيش يستهدف الجماعة الإرهابية التي تختطف المدينة وأهلها منذ أربع سنوات.

ومع ذلك يصر هؤلاء على تصوير الأمر على غير حقيقته، ليبلغ غضبهم أقصى درجاته خوفا على إرهابيي درنة ، وفي هذا الإطار أرسل عضو المجلس الرئاسي محمد عماري، المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين، المصنفة على قوائم الجماعات الإرهابية، خطابا إلي غسان سلامة المبعوث الأممي لدي ليبيا، يطالبه من خلاله التدخل لإنهاء ما وصفه بحصار درنه.

وقال عماري في خطابه:« في الوقت الذى نشيد فيه بالمساعدات الإنسانية التى تقدمها بعض المنظمات الدولية على قلتها لسكان مدينة درنه المحاصرة فإننا نستغرب موقفكم وصمتكم حيال الحصار الخانق والتصعيد العسكري حول المدينة والكارثة الإنسانية التي يعيشها أهلها».

واستطرد عماري:« إننا على يقين أن الصمت الذى يلازمكم حول وضع درنه سيعطي لمن يقصف المدينة ويحاصرها دعما وموافقة ضمنية على ارتكاب جرائم وسفك دماء مما يعد انحيازا منكم لطرف من الأطراف ويشكك في مصداقية خطط البعثة لوقف القتال ودعم السلم والاستقرار»

بينما دان محمد صوان رئيس حزب العدالة والبناء الذراع السياسي لجماعة الاخوان المسلمين، ما زعم أن مدينة درنة تتعرض له من قبل من وصفهم بـ “قوات حفتر” (الجيش الوطني الليبي) بدعم من قوى إقليمية.

وذهب إلى حد التشكيك في توصيف مجلس شورى درنة بأنه إرهابي ـ بل وأنكر على الجيش الوطني الذي يعترف به العالم كجيش وطني ليبي صفته وحقه في محاربة الإرهاب ، لأنه كما قال : هذه مهمة حصرية للمجلس الرئاسي بصفته “القائد الأعلى للجيش الليبي “وفقاً لبنود الاتفاق السياسي.

وأعلن صوان تحفظ حزب العدالة والبناء الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين على وصف الأمم المتحدة لمن وصفهم بقوات حفتر” بالجيش الوطني الليبي” في تقرير أمينها العام الصادر في أيار(مايو) الجاري.

واستنكر صوان السكوت الدولي حول الوضع في درنة ، مؤكداً اعتراضه على المعايير المزدوجة في التعامل مع الاتفاق السياسي الأمر الذي لا يساعد على تعزيز الثقة لدى القوى السياسية والمجتمع الليبي في حيادية الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بأسره.

كما انتقد “سهيل الغرياني” نجل المفتي المعزول “الصادق الغرياني”، عدم نصرة المظلوم “في إشارة إلى الجماعات الإرهابية في درنة”، قائلا “عدم نصرة المظلوم عقابه سريع!”، محذرا من انتقال ما أسماها بالطائرات الأجنبية المعتدية على درنة الى مناطق أخرى.

وقال “نجل الغرياني” في منشور له على صفحته الشخصية بمواقع التواصل الاجتماعي ” فيس بوك”، “ما الذي يمنع الطائرات الأجنبية المعتدية أن تقصف طرابلس أو مصراتة أو ترهونة أو غريان أو تاجوراء أو غيرها من المدن، محذرا أن يكون دورهم بعد أن ينتهوا من درنة؟!
وتابع : ” لقد قصفوا طرابلس في فجر ليبيا ، فلا نمني أنفسنا أماني الشيطان ، فما يعدنا إلا غرورا” .

ودعا نجل الغرياني في منشور آخر “طيفاً لم يسمه إلى الانسحاب من الاتفاق السياسي وقال : ” أين الذين حضروا اتفاق الصخيرات من شهداء درنة اليوم، بم يجيبونهم عند ربهم، هل فعلوا شيئا الآن لوقف الحرب؟
مسعى إنقاذ
هذه الحملة التي لا تتوقف سواء بالضغط السياسي أو الإعلامي أو الدعائي أو التحريض والتضليل، تؤسس لبوادر مسعى لإنقاذ إرهابيي درنة، كشف عنه وزير الشباب والقوى العاملة سابقاً ” إبراهيم قويدر ” في تدوينة على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك، من أن هناك تسريبات أممية وصفها بالجدية تدور حول مبادرة إخراج مجلس شورى درنة الإرهابي إلى العاصمة طرابلس أسوة بخروج مسلحي جيش الإسلام الإرهابي من منطقة الغوطة الشرقية في دمشق إلى مناطق أخرى خارج سيطرة الدولة السورية.

وكشف ” قويدر” أن النقاش جدي بالخصوص في كواليس الأمم المتحدة، على خلفية الوقفة الاحتجاجية أمام بعثتها في العاصمة طرابلس ومطالبة مجلس أعيان وحكماء طرابلس بتدخل الأمم المتحدة لإيقاف القتال في درنة.

وأضاف قويدر بأن تلبية هذه الدعوة والرغبة من أعيان طرابلس باتت تترجم قياساً لما حدث في بعض المدن السورية وان النقاش بات يدور حول اقتراح فتح ممر آمن لعناصر لمجلس شورى درنة الإرهابي ليجري نقلهم جواً إلى طرابلس.

اختطاف طرابلس
وإذا ما صحت تلك الرواية فستكون لها أبعاد بعيدة الأثر، فهي ربما تطهر درنة؛ ولكنها تنقل الإرهاب من مكان إلى آخر داخل ليبيا، ومن جهة أخرى فإنها تعني تشريع وجود الجماعات الإرهابية، كما أن نقلهم إلى طرابلس، وكأننا بهم يقولون بأن طرابلس؛ باتت محلا لتوطين القوى الإرهابية، والجماعات الإسلامية المتشددة ، والتي تمظهرت في تأبين الإرهابي وسام حميد في طرابلس مؤخرا ، لنصبح ليس أمام اختطاف درنة، بل في احتلال العاصمة طرابلس من قبل القوى الإرهابية والجماعات المتشددة … والسؤال ماذا يقول أهل العاصمة؟ .

 

يمكنك قراءة الخبر في مصدره صحيفة المتوسط

اترك تعليقا