ينتشرون في مناطق متفرقة من العراق.. من هم المندائيون؟

0

ليبيا المستقبل (عن قناة الحرة): يحتفل أبناء الطائفة المندائية (الصابئة) حاليا بالعيد الكبير أو عيد رأس السنة المندائية في أنحاء متفرقة من العراق. تعدّ المندائية أقدم ديانة موحدة عرفتها البشرية، نشأت في أرض وادي الرافدين وتحديدا في جنوب العراق في مدينة “أور” والمناطق السهلية القريبة من الأهوار والأنهار التي ترتبط طقوس هذه الديانة بها.

من هم المندائيون؟

والمندائية هي ديانة غير تبشيرية، ولا تؤمن بدخول أحد إليها، وتحرم الزواج من خارج الديانة. ومن بين طقوسها الصلاة، والصوم، والصدقة، والتعميد وهو أحد أهم أركان هذه الديانة. ويعتبر كتاب “كنزا ربا” (الكنز العظيم) أقدس الكتب والمخطوطات عند الصابئة المندائيين ومصدر التشريع والوصايا والتعاليم. استوطن المندائيون تاريخيا جنوب العراق، خاصة محافظة ميسان. ونظرا لأهمية الماء في عقيدتهم، فقد تركز استقرارهم حول الأنهار.

عيد الكرصة

يطلق المندائيون اسم عيد “الكرصة” على العيد الكبير لديهم، حسب ما قال المنسق الإعلامي لمجلس شؤون الطائفة في البصرة لؤي الخميسي. ويبدأ العيد الكبير باعتكاف أبناء الطائفة مدة 36 ساعة في منازلهم “للابتعاد عن العالم الخارجي لتجنب روح الأشرار كما يعتقدون”، حسب الخميسي.

 

وبعد الاعتكاف يخرج الصابئة المندائيون للتجمع في المعابد وتلقي التهاني ومتابعة طقوس العيد بالتعميد. ويشتق اسم الصابئة من الفعل الآرامي “صبا” الذي يعني تعمّد أو اصطبغ أو غطس في الماء، وهو ما يجري في طقوس التعميد الذي يدخل في الكثير من المناسبات لدى هذه الطائفة مثل الأعياد والزواج والوفاة.

طقوس غير مكتملة

لم يتمكن الصابئة المندائيون العام الماضي من ممارسة جميع طقوس احتفالهم بل اكتفوا ببعضها بسبب أعمال العنف التي تشهدها البلاد. واحتفل المندائيون الأربعاء بعيدهم في جزيرة السندباد بالبصرة “وهو مكان غير لائق مملوء بالنفايات ولا يليق بهذه الطائفة وجذورها التاريخية ومكانتها في المجتمع الدولي بشكل عام”، حسب ما يرى الناطق الإعلامي باسم مجلس الطائفة. ناشد المندائيون الجهات الحكومية في البصرة بشكل متكرر لتخصيص قطعة أرض على شط العرب لممارسة شعائرهم، لكن لم يتم ذلك حتى الآن “لأسباب مجهولة ومبررات غير مقبولة”، على حد تعبيره. ولا يخفي الخميسي تعرض أبناء طائفته لـ”تصرفات وإجراءات مبطنة لا تمت بصلة للمجتمع المتحضر ومتعدد الديانات كما عرفناه بالسابق”.

لا إحصاءات رسمية

واجهت هذه الأقلية العراقية تحديات مؤخرا بسبب تصاعد أعمال العنف واستهداف الأقليات في العراق، الأمر الذي اضطر أعدادا كبيرة منهم إلى الهجرة الداخلية أو الخارجية بحثا عن الأمان، حسب الخميسي. ورغم غياب الإحصائيات الرسمية بخصوص عدد أبناء الطائفة المندائية في العراق إلا أن الخميسي قدر عددهم سابقا بنحو 1500 عائلة في جنوب العراق فقط، لم يبق منهم سوى بضع مئات حاليا.

تطوعوا للقتال ضد داعش

وجود الصابئة المندائيين في جنوب العراق عموما جعلهم بمنأى عن أذى داعش بشكل مباشر، إلا أن الخميسي يؤكد أن “المندائيين كانوا من ضمن صفوف الحشد الشعبي لتحرير الناصرية وبقية المحافظات في الشمال”.

 

 

 

يمكنك قراءة الخبر في مصدره

اترك تعليقا