ماكرون يستقبل ترامب بحفاوة بعد جفاء اللقاء الأول

0

ليبيا المستقبل (عن رويترز): استقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نظيره الأمريكي دونالد ترامب بمصافحة حارة وابتسامة عريضة في باريس اليوم الخميس على عكس التجهم المتبادل في أول اجتماع بينهما في مايو أيار. وقال ترامب لماكرون في بداية لقائهما في فندق ديزافاليدا الواقع داخل مجمع يعود للقرن السابع عشر “إيمانويل سررت بلقائك. هذا جميل للغاية”. وربت ماكرون عدة مرات على ظهر ترامب وعلت الابتسامة على وجهه وهو يصحبه في جولة بالمجمع العسكري الواسع الذي دفن فيه نابليون بونابرت ومحاربون آخرون مشهورون.

وسيعقد الرئيسان مباحثات لمدة ساعة ونصف الساعة قبل العشاء مع زوجتيهما في مطعم بالطابق الثاني من برج إيفل. وبعد بداية شائكة للعلاقات بينهما، يجد كل منهما الآن ما يدعوه لتحسين العلاقة.. فماكرون يأمل في النهوض بدور فرنسا في الشؤون العالمية، وترامب الذي يبدو معزولا بين زعماء العالم يحتاج لصديق في الخارج.

يأتي ترامب إلى فرنسا في وقت تعلو فيه نبرة الحديث عن تدخل روسي في الانتخابات الأمريكية عام 2016. وتوحي رسائل بالبريد الإلكتروني نشرت يوم الثلاثاء بأن ابن ترامب الأكبر رحب بمساعدة من روسيا للفوز على منافسة أبيه الديمقراطية هيلاري كلينتون. وبعد أسابيع من استقبال ماكرون للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قصر فرساي، سيحضر ترامب يوم الجمعة عرضا عسكريا في ذكرى يوم الباستيل وكذلك الاحتفالات بمرور 100 عام على دخول القوات الأمريكية الحرب العالمية الأولى.

وبالنسبة لماكرون، الذي يبلغ من العمر 39 عاما وهو أصغر زعيم فرنسي منذ نابليون قبل مائتي عام، تمثل الزيارة فرصة لاستخدام الدبلوماسية الناعمة للفوز بثقة ترامب والسعي للتأثير في السياسة الخارجية الأمريكية التي يقول زعماء أوروبيون إنها تفتقر للرؤية. ويرى ماكرون أن عزل الولايات المتحدة على الساحة العالمية غير بناء ومن المنتظر حدوث تقدم في نهج البلدين لمكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن.

لكن من المستبعد حدوث انفراجة في قضايا أكثر تعقيدا ومنها رفض ترامب لاتفاقية باريس للمناخ وسياسته “أمريكا أولا”. وقال كريستوف كاستانيه المتحدث باسم الحكومة الفرنسية لتلفزيون (بي.اف.ام) “ما يريد إيمانويل ماكرون أن يفعله هو إعادة ترامب إلى الدائرة بحيث لا تستبعد الولايات المتحدة التي لا تزال القوة العظمى في العالم”.

* الشرق الأوسط وأفريقيا

يأتي الاحتفال بذكرى يوم الباستيل في 14 يوليو تموز بعد مرور عام على هجوم شنه رجل تونسي مؤيد لتنظيم الدولة الإسلامية بشاحنة على مجموعة من المحتفلين في مدينة نيس مما أسفر عن مقتل أكثر من 80 شخصا. وكان ترامب قد قال خلال حملته الانتخابية إن موجة هجمات المتشددين تظهر أن “فرنسا لم تعد فرنسا” وحث الفرنسيين على انتهاج موقف صارم إزاء الهجرة والمتشددين الإسلاميين.

وقال مسؤول الإليزيه إن الرمزية في عشاء برج إيفل واضحة وهي أن “باريس لا تزال باريس”. وسيبحث الرئيسان الحرب في سوريا حيث يدافع تنظيم الدولة الإسلامية عن الرقة آخر معاقله الحضرية الرئيسية وسيبحثان أيضا مكافحة الإرهاب. وتابع “قال ماكرون من قبل إن العمل العسكري غير كاف وإن علينا أن نخطط للتنمية والاستقرار”.

وإلى جانب سوريا والشرق الأوسط قال مسؤول الإليزيه إن ماكرون سيحاول أيضا إقناع ترامب بالمساهمة بصورة أكبر في تمويل قوة عسكرية جديدة من دول غرب أفريقيا لقتال المتشددين الإسلاميين في منطقة الساحل التي تريد فرنسا إنهاء وجودها العسكري فيها. وباستقبال ترامب في باريس يتفوق ماكرون على رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي. فقد لاقت دعوة تلقاها ترامب من الحكومة البريطانية لزيارة لندن انتقادات شديدة وتحذيرات بأنه قد يلقى احتجاجات عارمة في المملكة المتحدة. وأظهر استطلاع لمؤسسة إيلاب أن 59 في المئة من الشعب الفرنسي يوافقون على قرار ماكرون دعوة ترامب لزيارة البلاد.

 

 

 

يمكنك قراءة الخبر في مصدره

اترك تعليقا