«دحلان»: الضمانة الأولى لإعادة بناء النظام السياسي هي الوحدة الوطنية

0

اخبار ليبيا:

قال عضو المجلس التشريعي الفلسطيني والقيادي بحركة فتح، محمد دحلان، إن مصطلح “صفقة القرن” لا ينطبق على الحالة الفلسطينية ولا توجد مقومات لتنفيذه، مشيرا إلى أنه شارك كمفاوض منذ عام 1993، وخلال المفاوضات كانت هناك على الدوام صعوبات، إلا أنه كانت بها نقاط يمكن النقاش حولها والتوصل إلى قواسم مشتركة في النهاية، إلا أن الإدارة الأمريكية الحالية في معالجتها للبنود الواردة في الصفقة تسير في الطريق نحو الفشل بسرعة “قطار ياباني” – بحد وصفه.

وأضاف دحلان خلال “منتدى الغد للشرق الأوسط 2019” المنعقد في لندن، أي اتفاق يحتاج إلى موافقة الطرفين إذا كان الهدف الوصول الى اتفاق، متابعاً أن الطريقة التي تُسرب بها الإدارة الأمريكية بنود “صفقة القرن” يتضح أنها تنحاز تماما إلى الجانب الإسرائيلي وتناصب العداء لمصالح الشعب الفلسطيني، مؤكداً أن هناك طرق مختلفة لمعالجة القضية بدون المساس بمصالح الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي، مشددا على أن هناك قضايا جوهرية ليس لها علاقة لا بالتجارة أو بالتنظير، وأنها تتعلق بروح الشعب الفلسطيني.

وأكد دحلان أنه عندما يمس الموضوع القدس فإن الأمر يتعلق بكل المسلمين من فلسطين وخارجها، ورأى أن الطرفين في تلك المرحلة ليسا على استعداد لأفكار تُعرض في الهواء دون مراعاة تراعي مشاعر الشعب الفلسطيني ولا المصالح العربية، مؤكداً أن القدس ليست فلسطينية فقط بل تمس المسلمين والعرب والفلسطينيين، معرباً عن اعتقاده بأن المسار الأمريكي لن يؤدي إلى نتائج إيجابية.

وأشار دحلان إلى أن حماس ارتكبت خطأ كبير في الانقلاب في غزة عام 2007، بعد أن جمّلت لها دول عربية وشخصيات من “الإخوان المسلمين” لهم فكرة السيطرة على غزة وتوسيع من تمثيلهم للفلسطينيين، مؤكداً أن هذا الانقلاب خسر منه الشعب الفلسطيني وخسرت منه “حماس” وخسرت منه “فتح” أيضا، وفي النهاية خسر كل النظام السياسي الفلسطيني وصب في صالح إسرائيل.

وأكد دحلان الاستمرار في الانقسام هو جريمة مكلمة للخطأ الأول، مشددا على أن الضمانة الأولى لإعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني هي إعادة بناء الوحدة الوطنية، لافتا إلى إلى أنه يجب على الفلسطينيين تقديم خطة لإعادة بناء النظام السياسي وخطة لإعادة اللحمة لمواجهة الاحتلال بمطالب واضحة.

ولفت دحلان إلى أن إسرائيل سوقت إلى “كذبة كبرى” بأنها انسحبت من قطاع غزة، لكنها انسحبت من داخل المدينة وتحاصرها من الخارج وتمنع الدخول والخروج، ووضعت 2 مليون فلسطيني في سجن كبير، مشددا على أن هناك مصلحة إسرائيلية وفلسطينية لدمج أبناء القطاع في السلطة الفلسطينية وإعادة بناء نظام سياسي يسمح لـ2 مليون فلسطيني أن يعيشوا بحرية وكرامة، مؤكداً أنه سيكون مخطئ من يعتقد أو يحلم بالقضاء على حماس أو على الشعب الفلسطيني في غزة.

وأوضح دحلان أنه لا يوجد سواء رئيس أو مواطن فلسطيني أو رئيس أو ملك عربي يستطيع القول إن القدس لإسرائيل، لافتا إلى أن خطورة ما يجري خلال العامين الماضيين هو تعبئة الشعب الفلسطيني لكي يبقي في صراع أبدى مع الشعب الإسرائيلي، وأن استكمال الصفقة وما تشمله عن القدس والأماكن الدينية المقدسة ستكون كلمة سر لانفجارات جديدة مع إسرائيل، محذراً من أن المساس بالقدس والأماكن الدينية الإسلامية أو المسيحية سيجلب صراعاً دموياً ونحن في غنى عنه.

وتابع دحلان أن من تبعات مخاطر ما يجري هو دفن فكرة “حل الدولتين” بشكل نهائي، مضيفا أن فكرة “حل الدولتين” تتلاشي من خلال السلوك الأمريكي ومن خلال سلوك “نتنياهو” على الأرض، وهذا الأمر سيدفع الشعب الفلسطيني للمطالبة بحل الدولة الواحدة، وهو ما سيعقد الصراع مدى الحياة.

 

يمكنك قراءة الخبر في مصدره صحيفة المتوسط

اترك تعليقا