بعد مرور 61 عاما على مقتل صاحبه.. عاد الضرس المعدني إلى أهله!

0

الكونغو – بعد مرور 61 عاما على مقتل المناضل الكونغولي الشهير باتريس لومومبا، سلمت السلطات البلجيكية عائلته ضرسا مغلفا بالذهب، هو كل ما تبقى من رفاته.

عملية تسليم ضرس لومومبا لعائلته، جرت في مراسم أقيمت في العاصمة البلجيكية بروكسل يوم الاثنين.

هذا الحدث الرمزي جرى بعد أسبوعين من تجديد الملك فيليب التعبير عن أسفه من الاستعمار البلجيكي للكونغو، التي تبلغ مساحتها 75 ضعفا مساحة بلاده.

وكان ملك بلجيكا قد وصف مؤخرا أمام برلمان الكونغو الديمقراطية الحقبة الاستعمارية بقوله: “هذا النظام كان قائما على علاقة غير متكافئة، لا يمكن تبريرها بحد ذاتها، طغى عليها التسلط والتمييز والعنصرية.. وأدى ذلك إلى “تجاوزات وإذلال”.

وفي مراسم رسمية، تسلمت عائلة لومومبا من المدعي العام البلجيكي صندوقا أزرق اللون يحتوي على ضرس لومومبا، وجرى ذلك في قصر إيغمونت وسط بروكسل، حيث كان مقررا أن يلتقي رئيس الوزراء البلجيكي والمسؤولون الكونغوليون مع ممثلين عن العائلة.

يشار إلى أن باتريس لومومبا، كان أول رئيس وزراء منتخب بشكل ديمقراطي في جمهورية الكونغو الديمقراطية بعد استقلالها عن بلجيكا في عام 1960، إلا أنه اثار حفيظة الغرب بتودده إلى موسكو في ذروة الحرب الباردة، علاوة على أنه أغضب بلجيكا بخطاب انتقد فيه استعمار بلاده. وقد استمرت حكومته ثلاثة أشهر فقط قبل أن تتم الإطاحة به واغتياله مطلع العام 1961.

والأدهى أن جثة لومومبا جرى تقطيعها وتذويبها في حمض الكبريتيك.

وحصل المسؤولون البلجيكيون على الضرس الذي كان لدى ابنة مفوض الشرطة البلجيكي الذي أشرف على عملية إخفاء الجثة، والذي كان صرّح لوسائل الإعلام قبل وفاته في العام 2000، بأنه لا يزال يحتفظ بضرس المناضل الكونغولي الشهير.

الجدير بالذكر أن المدعي العام الفيدرالي البلجيكي، كان أكد قبل عامين، عدم وجود أي دليل قطعي بأن الضرس الذي حصلت عليه السلطات البلجيكية من ابنة الشرطي، هو ضرس لومومبا، وما يقطع الشكّ باليقين في مثل هذه الأمور، إجراء اختبار للحمض النووي، وهو ما يتعذر فعله مع ضرس معدني.

وبالنسبة لسيرة باتريس لومومبا الذاتية فقد وُلد في العام 1925 بإقليم ستانليفيل في الكونغو التي كانت خاضعة للاستعمار البلجيكي والتي تغير اسمها بعده إل زائير. وقد درس القانون والاقتصاد، والتحق بعدها بالعمل السياسي مناضلا ضد الاستعمار، وأسس الحركة الوطنية في عام 1958، وكان يحظى بشعبية واسعة في بلاده، ما مكّنه من تصدر المشهد السياسي هناك، فسارعت سلطات الاحتلال إلى اعتقاله.

أفرج عن لومومبا بعد ستة أشهر من الاعتقال، وذلك بهدف إنجاح المفاوضات التي كانت تجري في بروكسل بشأن مستقبل الكونغو، ونقل من السجن إلى بروكسل بالطائرة، وتم الاتفاق على استقلال الكونغو وإنهاء 80 عاما من الاستعمار البلجيكي.

وفي عام 1960، نظمت انتخابات نيابية في الكونغو حققت فيها الحركة الوطنية بقيادته انتصارا كبيرا، فيما يقول مؤرخون أن لومومبا فقد دعم بلجيكا والولايات المتحدة حين طلب المساعدة من الاتحاد السوفيتي لإخماد حركة انفصالية في منطقة “كاتانغا” الغنية بالمعادن.

المصدر: البيان

اترك تعليقا