ساركوزي .. كان يصفي حسابا شخصيا وسياسيا مع القذافي .. ولعنته ستبقى تطارده

0

 

لماذا كل هذا الحقد على القذافي من قبل ساركوزي ابن المهاجر المجري اليهودي  الذي نشأ في باريس، ثم أصبح رئيسًا لفرنسًا عام 2007. وبفضل مساعدة القذافي تمكن من الوصول إلى قصر الإليزيه، عبر تمويل حملته الانتخابية بملايين الدولارات؟

فقدان الوفاء

تجليات هذا الحقد عكسه سلوك الرئيس الفرنسي السابق ساركوزي كمحرض ورأس حربة سبق الناتو في الذهاب نحو الحرب على ليبيا ونظامها السياسي وشخص القائد الراحل معمر القذافي، وهو سلوك يجافي أي معنى من معاني الوفاء للرجل الذي ساعده، وهو في التشخيص يترجم موقفًا شخصيًا وسياسًيا ينم عن غل على القذافي الشخص والزعيم السياسي، جعل المراقبون والمهتمون يتساءلون، هل هناك من سر، أراد ساركوزي دفنه بالقضاء على القذافي بتلك الصورة البشعة ارتباطا بالمقدمات والنتائج .

«جنون وحماسة مبالغ بها»

موقع «إنترسبت» الأميركي كشف الحالة العصبية لساركوزي «من دفاتر “الناتو” السرية…» وهو ما سماه  «جنون» ساركوزي للحرب في ليبيا وقتل القذافي.

وتنقل الدفاتر وصف أحد المسؤولين لحالة ساركوزي الذي يقول: «جنون وحماسة مبالغ فيها»، هذه العبارة هي إحدى العبارات التي قالها أحد المسؤولين حول الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، في اجتماعات حلف شمال الأطلسي «الناتو» السرية قبل إعلان الحرب على ليبيا.

الموقع الأمريكي نشر تقريرًا مفصلًا، حول تفاصيل من دفاتر الاجتماعات السرية التي دارت قبل الحرب على ليبيا، والتي كشفت «سبب خفي» وراء إصرار الرئيس الفرنسي حينها على توجيه ضربة عسكرية إلى ليبيا لإسقاط نظام القذافي.

أول المعتدين

وقال الموقع الأمريكي: «كان ساركوزي مؤيدًا بصورة مبكرة للتدخل الغربي في ليبيا، وكان يمتلك حماسة حقيقية غير مفهومة لتغيير النظام، حتى قبل إعلان أمريكا وجامعة الدول العربية رغبتها في رحيل العقيد الليبي معمر القذافي عن سدة الحكم في البلاد».

يعزز هذا الاستنتاج أن فرنسا كانت أول من أرسل طائرات حربية لتنفيذ أعمال ضد الجيش الليبي آذار(مارس) 2011 ، والتي قادت التدخل الأجنبي في ليبيا، الذي أدى في نهاية المطاف إلى تلك النتيجة الدموية، وحلول الفوضى التي تعيشها ليبيا في كل شيء من تاريخه وحتى الآن محل الدولة.

من قتل القذافي

وتربط بعض القراءات بين المصير غير الإنساني والمشين في كل الشرائع والقوانين وحتى الأعراف الذي لقيه القذافي، والذي ينسف كل الادعاءات التي تحدثت عن المحتوى الإنساني والأخلاقي لأصحاب حراك فبراير2011، وبين سر ساركوزي وأجهزة أمنه.

ومن جهة أخرى نشرت  صحيفة «لا كوريري ديلا سيرا» الإيطالية أن القذافي لقى مصرعه على يد «جاسوس أرسله الرئيس الفرنسي وقتها نيكولا ساركوزي»، كما أن هناك رواية ثالثة نشرتها صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية تؤكد أن أجهزة الاستخبارات الفرنسية لعبت دورا محوريا ومباشرا في مقتل القذافي.

تتعدد الروايات والاستنتاجات حول سلوك ساركوزي ضد رجل كان يفترض أنه صديق وهنا المفارقة، وهو ما فاجأ آدم هولواي، عضو حزب المحافظين في مجلس العموم البريطاني، والذي كان ضمن لجنة الشؤون الخارجية التي أعدت تقريرا عن الحرب في ليبيا عام 2016 “كنا نعلم أنه( ساركوزي) أخذ أموال من القذافي، وكنا نتوقع أن يكون أقل حماسة للتدخل، لكن ردة فعله كانت مفاجئة”.

ما سبب حماس ساركوزي؟

بعض أسباب هذا الحماس المحموم في القضاء على القذافي يردها البعض إلى تلقي الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي تمويلا من الزعيم الليبي، وحسب رئيس المرصد الليبي لحقوق الإنسان ناصر الهواري فإن ساركوزي كان أول المبادرين لقصف ليبيا يوم 19 آذار/مارس 2011، معتبراً أن الحماس الفرنسي في القضاء على القذافي كان سببه رغبة التغطية على الملف السرّي الشائك لتمويل حملة 2007 الانتخابية.

وهناك من يرى أن الزعيم الليبي كان قد خيّب ظن ساركوزي أثناء زيارته التاريخية لباريس في العام 2007 بعد انقطاع دام 34 عاماً. فقد توقع ساركوزي أن يوقع القذافي، خلال هذه الزيارة، اتفاقيات اقتصادية مشتركة بقيمة 10 مليار يورو غير أن الزعيم الليبي اكتفى باتفاقيات قيمتها 2.5 مليار يورو فقط مبررا ذلك بعبارته الساخرة آنذاك:” نسيت دفتر شيكاتي.”

وكانت مجلة “الفورين بوليسي” الأمريكية قد نشرت تحت عنوان “لماذا سعى حلف الناتو للإطاحة بالزعيم الليبي”.

رسائل كلينتون أجابت على هذا السؤال بالقول إن الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي قاد الحرب على ليبيا وجند دول عربية وشخصيات ليبية، وجامعة الدول العربية، ومحطات فضائية عربية وغربية عملاقة، لتحقيق أهداف هي:

 

وبدورها قالت صحيفة “بوليتيتشيسكويه أوبوزرينييه” الفرنسية إنه بمجرد اكتشاف المخابرات الفرنسية لمخطط الزعيم القذافي ونواياه هذه، قررت التعبئة السياسية والعسكرية لشن حرب إسقاطه، وإيجاد الذرائع لها، ولم يكن هناك أفضل من ذريعة “الربيع العربي”.

الرئيس الإيطالي سيلفيو برلسكوني اعترف رسميا وفي حديث لوكالة “اينا” الإيطالية الرسمية أنه كان يعرف إنها ثورة مفبركة من قبل الرئيس الفرنسي ساركوزي وبدعم من نظيره البريطاني ديفيد كاميرون.

كل الشواهد تشير إلى الدور المركزي القذر الذي لعبه ساركوزي وأجهزته الأمنية وقواته، ولعل أحد العوامل المهمة وراء استهداف القذافي هو دوره  السياسي في أفريقيا وضد الكيان الصهيوني ودعم القضية الفلسطينية ، حيث “دس” ساركوزي العراب الصهيوني برنار هنري ليفي للتحريض على القذافي عبر تجواله في المدن الليبية ممثلا للقيم الفرنسية والصهيونية وساركوزي، يحرض على القذافي الذي أخرج الكيان الصهيوني من أفريقيا وسعى لاستقلال حقيقي للقارة ، وما إن غاب دور القذافي حتى عاد النفوذ الصهيوني للقارة وبقوة، وتراجعت القضية الفلسطينية، وليبيا باتت في مهب الريح.

الوقائع تقول أن ساركوزي كان يصفي حسابا شخصيا وسياسيا مع القذافي والنظام الجماهيري ، ومع ذلك تبقي حقيقة أن سيبقى متهما بأن وصوله للرئاسة لم يكن نزيها، وستبقى لعنة القذافي تطارده.

 

 

يمكنك قراءة الخبر في مصدره صحيفة المتوسط

اترك تعليقا