قصة سيدة مصرية تنضم لداعش ليبيا عبر “التيلغرام”.. و«الجن» كلمة السر

0

خاص اخبار ليبيا:

تتابع وترصد صحيفة «المتوسط» السجينات المنتسبات لتنظيم داعش القابعات لدي سجن الكلية الجوية في مدينة مصراتة، الذي يضم العديد من النسوة المنتسبات لتنظيم داعش الإرهابي.

وتكشف المتوسط وعبر مصادرها الأمنية المزيد عن قصص وحكايات تلك النسوة وكيف كانت بداياتهن والتحاقهن بتنظيم داعش في ليبيا.

من هي ” شيماء”؟

“شيماء حمدي أحمد الأسيوطي”، مصرية الجنسية ومواليد محافظه السويس 1980لأبويين مصريين، درست المرحلة الابتدائية في مدرسة “الجمهورية” شمال محافظه السويس، وانتقلت بعدها إلى منطقة الصباح، وتخرجت من المرحلة الإعدادية، ومن ثم دخلت إلى قسم الصنايع في مدرسة الأمل الثانوية تخصص “تفصيل وخياطة” ونالت شهادة التخرج خلال العام 1998.

وخلال شهر نوفمبر 1998 تقدم شاب مصري الجنسية ويدعى “محمد علي” لخطبتها ووافقت عليه، وخلال العام 2000 تزوجت منه لتعيش معه وتنجب أربعة اطفال، وخلال عمل الزوج “محمد” في مجال الكهرباء بحكم أن الزوج فني كهربائي تعرض خلال العام 2008 إلى صعق كهربائي أثناء تأدية عمله فمات.

وفي العام 2009 تعرضت “شيماء” وشقيقتها الصغرى “رانيا” إلى “المس” مما تطلب الأمر استدعاء أحد الشيوخ لعلاجهن ويدعي الشيخ “عبدالرحمن محمد” وأثناء فترة علاج الفتاة “رانيا”  من “المس” ذكر الشيخ لوالد الفتاتين بأن “رانيا” يجب أن تتزوج كي تشفى، وتقدم الشيخ لخطبة “رانيا” ووافق الوالد على الفور.

بعدما تمكن الشيخ من علاج الأختين “شيماء ورانيا” وزواجه بالأخت الصغرى “رانيا” اتجهت الأرملة “شيماء” إلى العمل، وكانت تعمل في شراء بعض الحاجات من ملابس ومواد منزلية بالجملة وبيعها بالتقسيط إلى حين قيام الثورة المصرية في يناير 2011.

واستخدمت “شيماء” وقتها حسابا إلكترونيا على “فيسبوك” باسم “شيماء علي” وقامت من خلاله بنقل أخبار الثورة ونشر الصور والمقاطع المرئية المباشرة من ميدان التحرير وقامت بتغطية المظاهرات بشكل جيد.

ومن خلال أحداث العباسية في مايو 2012 حصلت “شيماء” على معلومات بوجود علاقة بين شقيق زعيم تنظيم القاعدة “محمد الظواهري” وزوج أختها الصغرى “رانيا” “عبد الرحمن محمد” والذي كان يعالجهن من “المس”.

وذكرت “شيماء” أن شقيقتها “رانيا” تحدث لها بأن “محمد الظواهري” سيحضر إلى محافظة السويس وهناك تنسيق بينه وبين زوجها “عبد الرحمن” وكشف الزوج لها أنه سيقام عرس مزيف لتأمين حضور “محمد الظواهري”.

“التيلغرام”.. بداية الخيط

في مارس 2015 تحدثت الأخت “رانيا” لشقيقتها الكبرى “شيماء” بفكر داعش الذي يعتبر الديمقراطية حرام والحكام طواغيت، ومبينة لها بأنها وزوجها “عبدالرحمن محمد” يحاولان الهرب إلى تركيا ومنها إلى سورية من أجل الالتحاق بتنظيم “داعش”.

نتيجة لظروف أمنية تغيرت الخطة وغادرت شقيقتها “رانيا” إلى السودان خلال شهر أبريل 2015 ولحقها زوجها “عبد الرحمن” بذات الشهر 2015.

وأما “شيماء” دخلت على مواقع التواصل الاجتماعي وبدأت تبحث عن مناصري تنظيم داعش للتحدث معهم، ومن خلال بحثها تعرفت على شاب مصري يقيم في سيناء ويدعى “إبراهيم عادل” أضافها بعدها في مجموعة على تطبيق ” التيلغرام ” تسمى “أناشيد” وكانت تزرع في المتابعين فكره أن الحكومات العربية كافرة.

فيما أصبح تطبيق “التيلغرام” أصبح للتنظيمات الإرهابية وسيلة آمنة لها ووسيلة استقطاب وجذب العناصر الجدد من خلاله.

وبدورها قامت “شيماء” بتعريف ابنة أختها الصغرى “آلاء” على “إبراهيم” وطلبت منه مساعدتها في السفر إلى سورية لكنه رفض واقترح عليها السفر إلى “ليبيا” إذ قام “إبراهيم” بتعريفها على شقيقه “يحيى” والمكنى “أبو ياسين السيناوي” من مواليد 1995 وكان حينها متواجد في مدينة “سرت”.

زوج عبر “التيلغرام”

رغم فارق السن ورغم أن “شيماء” تكبر “يحيى” سنا فإن الأخير طلب من شيماء الزواج عبر الإنترنت ووافقت وقررت السفر إلى ليبيا.

باعت شقتها وحجزت تذاكر لها ولأطفالها الأربعة على الخطوط السودانية وغادرت من مصر إلى السودان في 18 يونيو 2015.

وصلت السودان بتنسيق مع “يحيى” وفي المطار حضر إليها شخص يدعى “أبو وحيد السوداني” واصطحبها إلى شقة في الخرطوم ومنحها مبلغ وقدره “2000 جنيه سوداني” وبعد أسبوع حاولت السفر إلى ليبيا عبر مطار الخرطوم لكنها لم تتمكن من ذلك لصعوبة الإجراءات الأمنية.

يحيى يبحث عن «سبايا»

وخلال بقائها في مدينة الخرطوم بالسودان، جاءها شخص سوداني الجنسية من طرف زوجها “يحيى” وطلب منها مبلغ وقدره “1500 دولار” لإيصالها إلى مدينة سرت.

وتواصلت “شيماء” مع “يحيى” للاستفسار عن طلبه للمبلغ، وذكر لها زوجها “سأشتري سبِيّه لخدمتي” فرفضت الزوجة “شيماء” ذلك وطلبت منه الطلاق فطلقها بالرغم ان زواجهم كان “إلكترونيا”!

عادت ” شيماء ” مباشره إلى مصر وهذا كان تحديدا في شهر أكتوبر 2015 وأجرت شقة في القاهرة، وخلال شهر نوفمبر 2015 قام “إبراهيم” وبرفقة ابنة أختها “آلاء” بزيارتها في محل سكنها وطلب منها السفر معهم إلى ليبيا، وتم إدراجها على قائمة ديوان الهجرة لدي تنظيم داعش في سرت، وهي قائمة تخص المسافرين والملتحقين الجدد من الجنسيات الأفريقية والعربية إلى تنظيم داعش في مدينة سرت.

بعد أن وصل “عبدالرحمن محمد” وبرفقته زوجته “رانيا” اللذان سافرا من “السودان” إلى مدينة سرت خلال شهر مايو 2015 أعلن بيعتهما الي تنظيم داعش وأصبح مسؤول أو آمر ديوان الحسبة في تنظيم داعش ويكني “أبو عبدالله البيشي” وزوجته “رانيا” اصبحت من ضمن المسؤولات في الحسبة الخاصة بالنساء والتي تقوم بنفسها بجلد النساء.

ويذكر أن “عبدالرحمن محمد” المكني “أبو عبدالله البيشي” مواليد 1970 وظهر في العديد من الإصدارات المرئية والتقارير المصورة الخاصة بعملية “تطبيق الحدود لصالح التنظيم” وقتل في مدينة سرت في شهر أغسطس 2016.

وقام “أبوعبد الله البيشي” بتزكية “شيماء” لدى قيادة التنظيم في مدينة سرت وهذا بحكم أن هو زوج أختها “رانيا” وخلال فترة ما بين شهر ديسمبر 2015 إلى شهر فبراير 2016 وقبيل سفرها من جديد إلى ليبيا تعرفت “شيماء” في شبكات التواصل الاجتماعي على شخص يدعى “حاتم شادي” وأصغر منها سنا أيضا وتم التنسيق بينهما لكي يلتقيا ويتعارفا.

وخلال نهاية شهر ديسمبر 2015 حضر “حاتم” إلى شقتها في القاهرة وتعرفت عليه أكثر وطلب منها الزواج وتزوجت منه ومكثت ثلاثة أسابيع في محافظه دمياط وذكر لها أنه كان من تنظيم القاعدة وسجن خلال العام 2003 لتكفيره الحاكم وبقي ما يقارب الثلاث سنوات في السجن بمصر.

سافر الزوج “حاتم” وزوجته “شيماء” إلى ليبيا في نهاية شهر فبراير 2016 وفي الطريق إلى ليبيا قرر زوجها “حاتم” العودة بسبب طلب المهربين، وأما الزوجة “شيماء” استمرت ووصلت مع أطفالها الأربعة في شهر مارس 2016 إلى مدينة سرت وبرفقتها 17 امرأة وما يزيد عن 30 رجلا من جنسيات عربيه وأفريقية مختلفة.

بعد وصولها أقامت “شيماء” في البداية في المضافة مع كامل المجموعة من النساء، وتواصلت “شيماء” مع زوجها “حاتم” بالقدوم الي سرت فرض ذلك وقامت الزوجة “شيماء” بخلعه في محكمة تنظيم داعش.

حقيقه تنظيم داعش في سرت

أوضحت “شيماء” بعض التفاصيل عن حقيقه داعش في سرت إبان سيطرته، وذكرت بأن شقيقتها “رانيا” كانت من القياديات بحكم أن زوجها “أبوعبد الله البيشي” آمر ديوان الحسبة في تنظيم داعش، وعندما سيطر تنظيم داعش على منطقة “الوشكة والقرى القريبة منها” غربي جنوب مدينه سرت، ذكرت الاخت “رانيا” ” لشيماء ” أن التنظيم سرق ذهبا من الأهالي وتحصل على ما قيمته مليون د.ل وإضافة إلى سيارة ممتلئة بالمواد الغذائية وسيارة سلاح.

ودورات شرعية مستمرة كانت تقام لجند داعش وكانوا يلقنونهم فيها كتاب الأصول الثلاثة للشيخ السلفي “محمد بن عبد الوهاب” إضافة إلى دورات عسكرية يعطيها المسؤول العسكري المصري ” أبو أحمد السيناوي.

اقدم عناصر داعش علي اخذ ابن ” شيماء ”  الاكبر ويدعي ” رضا ” لضمه إلى أحد المعسكرات وتدريبه على حمل السلاح رغم صغر سنه والذي ييلغ حينها 15 عاما كما قام المدعو ” أبو عبدالله البيشي ” بأخذ طفلاها الآخرين ” عبد الرحمن و يوسف ” كي يضعهما في ديوان الحسبة.

وفي شهر يونيو 2016 تزوجت ” شيماء ” من مصري يدعى ” طه هادي ” مواليد 1986 والمكني ” أبو إياد ” وبعد زواجهما انتقلا للعيش في منزل مكون من ثلاث طوابق في ” شارع مراح ” بمدينة سرت، والذي كانت تسكن فيه مجموعة المعروفة “بمجموعه سيناء” والمسؤولة عن التدريب ونقل المقاتلين من سيناء إلى سرت.

حيث أن زوج “شيماء” والمكنى “أبو إياد” كان يشارك في مظاهرات رابعة العدوية خلال العام 2013 وسافر إلى ليبيا عبر التهريب قبل الإعلان عن تنظيم داعش وكان مقربا من امير ولايات ليبيا “أبو المغيرة القحطاني” هو (وسام نجم الزبيدي) الذي قتل في منطقة “الفتائح” بمدينة درنة بضربة جوية أمريكية بتاريخ 14 نوفمبر 2015، وكان مقربا أيضا من القيادي “أبوصهيب السيناوي” وإلى الصحراء الغربية.

عند اشتداد الحرب علي تنظيم داعش في سرت لم تعد “شيماء” ترى زوجها “أبو إياد” وكان يعمل على سيارة إسعاف ثم تركها بعد القصف الأمريكي الدقيق للسيارات وانتقل لمحاور القتال.

وذكرت ” شيماء ” قائلة، بأن شقيقتها “رانيا” قتلت وأطفالها الثلاث “رضا وعبدالرحمن ويوسف” قتلوا وخسرت كل شيء في سرت، وسلمت نفسها إلى قوات تابعه لغرفة عمليات البنيان المرصوص في شهر نوفمبر 2016.

وختمت قائلة “اعترف بأنني اتجهت لطريق قادني إلى تنظيم إرهابي قتل الليبيين وسبب في صنع مأساة لعائلات الضحايا، أحذر الناس من داعش فقصتي خير مثال على ذلك”.

 

يمكنك قراءة الخبر في مصدره صحيفة المتوسط

اترك تعليقا