«أونيس»: رفعنا شعار الثقافة تجمعنا وتوحدنا لإزالة بذور الفتنة والشقاق بين الليبيين

0

حوار: ماري جرجس

قال حسن أونيس، رئيس الهيئة العامة للثقافة، «في البداية رفعنا شعار الثقافة تجمعنا وتوحدنا كسبيل مهم للمصالحة الوطنية لإزالة كل بذور الفتنة والشقاق بين الليبيين»

وأضاف «أونيس» نتعاون مع جميع المثقفين الليبيين من شرق البلاد وغربها وجنوبها، وليس لدينا «فيتو» على أحد، موضحًا أن شكاوى الكتاب الليبيين من المشاركة الليبية في معرض القاهرة الدولي للكتاب، وعدم إيفاء الهيئة بالتزاماتها تجاههم بسبب بعض العجز والقصور في الوفاء بمتطلبات المشاركين.

وأكد «أونيس» أن موقفنا من الاستيلاء على مقر الدار العربية للكتاب، قامت الهيئة بوقف عملية الهدم مؤقتا وتعمل على معالجة المشكلة قانونيا. وغير ذلك من الموضوعات المثيرة للجدل في حوار خاص لصحيفة «المتوسط» مع  حسن أونيس رئيس الهيئة العامة للثقافة.

إلى نص الحوار…

– ما هو البرنامج الذي عملت على تحقيقه عندما تقلدت منصب رئيس الهيئة العامة للثقافة؟

منذ البداية رفعنا شعار الثقافة تجمعنا وتوحدنا كسبيل مهم للمصالحة الوطنية وللتقريب ما بين الليبيين وإزالة جميع بذور الفتنة والشقاق فيما بينهم وأن يجلسوا للحوار بعيدا عن لغة الرصاص والسلاح، وعمليا ترجمنا ذلك في مجموعة من القرارات والإجراءات والمواقف الجادة والشجاعة وقد حققت النتائج المطلوبة التي وجدت ترحيبا من الجميع.

– وما هي العقبات التي واجهتك خلال توليك مهام منصبك؟

الدعم المادي الضعيف والمحدود للبرامج والفعاليات الثقافية والفكرية والفنية يحد كثيرا من حركتنا ويضعف من قدرتنا على إنجاز البرامج والأنشطة وإنتاج الوسائل التي يمكنها تقريب الليبيين بعضهم البعض.

– كيف تساهم الثقافة في إنقاذ ليبيا من أزمتها؟

الثقافة في مفهومها الواسع تغني وتنمي الحالة العقلية والفكرية وتهذب السلوك وتعلي من شأن منظومة القيم الاخلاقية والدينية، وتفسح الطريق واسعا أمام التسامح والعفو والصفح والتودد، وهذه هي القاعدة والأرضية الأساسية التي يمكن أن تنطلق منها كل المعالجات الجادة للأزمة الليبية، وهو ما نعمل جاهدين على إنجازه واقعيا.

– من هم أبرز المثقفين الليبيين الذين تتعاون معهم الهيئة؟

نحن نتعاون في الهيئة العامة للثقافة مع جميع المثقفين الليبيين من شرق البلاد وغربها وجنوبها، وليس لدينا فيتو على أحد كما أننا منفتحون على الجميع مهما اختلفت آراؤهم وأفكارهم واتجاهاتهم لا فرق عندنا بين ديسمبري أو سبتمبري أو فبرايري طالما ليبيا ومستقبل أجيالها هي البوصلة وهي العنوان.

– قدم العديد من الكتاب الليبيين المشاركين في معرض القاهرة الدولي للكتاب عدد من الشكاوى، فكيف تعاملت الهيئة معها؟

الشكاوى وردت حينها بسبب بعض العجز والقصور في الوفاء بمتطلبات المشاركين أو بعضهم، لأسباب خارجة عن إرادتنا، ولقد بذلنا غاية الجهد من أجل تواجد مشاركة ليبية ثقافية حقيقية ولقد صاحبتنا في ذلك بعض المشاكل بسبب عدم قدرتنا على توفير التغطية المالية اللازمة للمشاركة، ونحن نلتمس العذر لكل من شكى بسبب أو آخر، وإننا رغم كل ما قيل نثمن عاليا المشاركة الليبية لمثقفينا وأدابائنا وشعرائنا وفنانينا عبر الندوات والمحاضرات والأمسيات الشعرية والفنية التي نالت الاستحسان والإشادة من رواد المعرض والمنظمين.

– من الذين يحاولون اعاقتك عن أداء مهام عملك؟

ليس هناك شخص أو جهة بعينها تحاول اعاقتنا عن العمل لكن الظروف الأمنية والاقتصادية السيئة التي تمر بها البلد تجعل القائمين على مصالحها يغضون الطرف عن أهمية العمل الثقافي، ويبخسون حقه في الدعم والتشجيع والتمويل، وهو ما ينعكس سلبا على أدائنا، ويحول دون تحقيق الكثير من الأهداف الإيجابية التي ينتظرها المجتمع منا.

– كيف ترى «المصالحة الوطنية» هل هي مجرد شعار أم أنها برنامج عملي على أرض الواقع؟

المصالحة الوطنية بالنسبة لنا ليست محل خيار أو اختيار بل هي ضرورة وليست موضوعا للترف والمزايدة ونحن نعلم من خلال تجربتنا في هذا المجال كم هي صعبة وشاقة عملية المصالحة بين الأخوة المتخاصمين خاصة وأن حالة الخصومة والعداء تغذيها دعوات للانتقام والاحتراب والقتال والاستفزاز وإقفال باب الحوار والتفاوض على ما يمكن أن يجمعنا كمشترك يوحدنا، ونحن نعمل يوميا على تحقيق المصالحة بين الليبيين بكل الوسائل والأدوات الممكنة ونحقق كل يوم نتائج إيجابية في ذلك الاتجاه.

– هل لديكم تصور لمبادرة عملية للخروج بليبيا من أزمتها؟

في الحقيقة الأزمة الليبية تتلخص في عدة محاور رئيسية منها: «الانقسام السياسي»، «الفوضى الأمنية وعدم توحيد المؤسسة العسكرية والأمنية تحت قيادة واحدة»، «الخصومة الداخلية وعدم نجاح مشاريع المصالحة الوطنية»، «التدخلات الخارجية السلبية في الشأن الليبي الساعية إلى تغليب مجموعة على مجموعات أخرى وإثارة الفتن بينها»، ومبادراتنا في الشأن الثقافي والمجتمعي هو السعي بالمصالحة بين الليبيين وإنهاء الخصومة لأن ذلك هو ما سيقودنا إلى فك الألغام المرتبطة محاور الأزمة الأخرى.

– ما هي رؤيتكم لأفاق الحل في مستقبل ليبيا؟

آفاق الحل بيد الليبيين أنفسهم، ومتى ما استمعوا إلى صوت العقل والحكمة فإن المستقبل سيكون مشرقا وسنتجاوز هذه الأزمة وتداعياتها المؤلمة بسرعة، أما إذا استمرت الخصومة والصراعات والمغالبات فإنه لا أمل قريب في انفراج هذه الأزمة.

– ما هو رؤيتك لدور الدول العربية في لم شمل الليبيين؟

يمكن للدول العربية أن تلعب دورًا مهما وفعالا في مساعدة الليبيين على تجاوز مأساتهم إذا كان دورهم هو التقريب بين الليبيين ورعاية الحوارات بينهم وإزالة ما بينهم من خلافات وتوترات، ونحن لدينا أمل كبير في أن تلعب الدول العربية دورا مهما وايجابيا في لم شمل الليبيين والتقريب بينهم.

– من ساهمت «الثقافة» هل توضيح حقيقة الميليشيات الملسحة؟

المليشيات أو كتائب الثوار حالة مؤقتة كان لها دور في مرحلة من مراحل الثورة والآن جاء دور الدولة ويجب أن تحل كل المليشيات والتشكيلات المسلحة وتنضم إلى المؤسستين الأمنية والعسكرية الرسميتين وينصرف من لا يرغب من أعضائها في الاستمرار في حمل السلاح إلى الحياة المدنية سواء للعمل أو الدراسة، وموقفنا ورؤيتنا واضحة في هذا الصدد وهو ما ندعو إليه وننشره في ثقافة المصالحة وبناء المستقبل وكثير من التشكيلات المسلحة وكتائب الثوار صارت مقتنعة بهذه الرؤية وتتجه نحو الانخراط في المؤسسة الامنية والعسكرية بمجرد أن يستتب الأمن في البلاد.

– ما الطريقة التي تتبعها الهيئة لإثراء الثقافة الليبية؟

في الواقع الثقافة الليبية زاخرة بأشياء جميلة ورائعة من تراثنا وقيمنا وأخلاقنا وفنوننا وأدابنا وتتجسد في معظم مظاهر الحياة التي يعيشها الليبيون، ونحن في كل الأنشطة والبرامج التي ننظمها ونشرف عليها نعمل على إبراز هذه الجوانب المضيئة في حياة الليبيين وتعريف الآخرين بها.

– ما هو موقف الهيئة من الاستيلاء على مقر الدار العربية للكتاب، وما هي الإجراءات التي اتخذتموها لاسترداد المبنى؟

لقد أوقفنا عملية الهدم مؤقتا ونعمل الآن على معالجة المشكلة قانونيا وعبر المحاكم ودرجات التقاضي وسنترك للقضاء الكلمة الفصل في هذا الموضوع.

 

يمكنك قراءة الخبر في مصدره صحيفة المتوسط

اترك تعليقا