«الجماعة أولًا» شعار عرابي الإخوان.. مواقف صوان والصلابي المسمومة تكشف التناقضات ومعاداة الدولة

0

اخبار ليبيا – سامر أبو وردة

سارت جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا، على سير الجماعة الأم في مصر، التي استغلت “الربيع العربي” وتعاطف بعض القطاعات الشعبية معها، في تأسيس حزب، يكون ذراعاً لها في الحياة السياسية، حيث استغل “إخوان ليبيا” أحداث فبراير 2011، في تأسيس حزب العدالة والبناء.

ولأن الذراع لم ولن ينفصل عن الجسد، كانت برجماتية العدالة والبناء، التي وصلت حد الانتهازية، محركاً له في مواقفه السياسية، فانزلق في منحدر تغير المواقف الذي يصل حد التناقض، فحلفاء الأمس هم أعداء اليوم والعكس، تتناول “المتوسط” من خلال هذا التقرير رصداً لمواقف العدالة والبناء ورئيسه، محمد صوان، استناداً إلى تصريحاته الإعلامية، التي توضح تفانيه في الدفاع عن جماعة الإخوان، ومحاولة إكسابها غطاءً شرعياَ وتعاطفاً جماهيرياً.

يتناول التقرير أيضاً، إبراز لتصريحات “صوان”، التي تكشف اتخاذه مواقف لخدمة الجماعة بعيداً عن مصلحة الدولة، وتصريحات أخرى تكشف تناقضات صارخة في المواقف وخريطة التحالفات، وفقاً للظروف، وبما يتماشى مع مصلحة “الإخوان المسلمين”، فضلًا عن تبادل الدعم والمصالح بين الحزب وعضو مجلس الأمناء بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين «المدرج على قائمة الإرهاب» علي الصلابي، والمقيم في تركيا.

العدالة والبناء يدافع عن الإخوان المسلمين

في تصريحات تليفزيونية رصدتها “المتوسط”، 1 مارس الماضي، قال محمد صوان، “إن جماعة الإخوان، تيار وسطي معتدل، ويعلم كل متابع للشأن الدولي بأنه تيار لم يتورط في العنف ولم يدخل فيه، والإخوان في ليبيا مؤسسة تمارس العمل الدعوي فقط، ونتشرف بوجودهم معنا في حزب العدالة والبناء، ولا نتحرج من هذا”

وهو ما أعاد التأكيد عليه خلال مقابلة تليفزيونية رصدتها “المتوسط”، 5 إبريل الجاري، قائلاً لمحاوره، ” أنا أقولها بكل صراحة، الإخوان المسلمين تاريخهم 90 سنة، وأكبر من أنك تتحدث فيه وتحكم عليه، فليحكم عليه بالممارسات في 70 دولة، وموقفهم واضح من الديمقراطية ومن حقوق الإنسان ومن الاعتدال، بل أنا أزعم، أن التيار الوسطي الذي يمثله الإخوان هو تيار مدني وديمقراطي أكثر ممن يدعون المدنية الآن، وهذا ما أفصحت عنه الأحداث الاخيرة في المنطقة، هل تقرأون التأريخ أنتم؟، هل ترون ما يجري في المنطقة؟، أم هل يوجد هناك غشاوة على عيون بعض الناس؟”، مشدداً على أنه من الخطأ أن يصنف الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية.

كما وصف تصريحات رئيس المجلس الانتقالي، مصطفى عبد الجليل، والتي وصف فيها “الإخوان” بالخيانة والكذب ونكث العهود، بـ “المسرحية سيئة الإخراج” التي لم يتقن فيها “عبد الجليل” الدور الذي كان مطلوب منه.

الصلابي يدعم العدالة والبناء

من جهة ثانية، وعلى صعيد التعاون بين حزب العدالة والبناء عضو مجلس شورى الجماعة وعضو مجلس الأمناء بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين «المدرج على قائمة الإرهاب» علي الصلابي، دافع الأخير عن الحزب ووصفه بـ«الحزب الوطني الذي يدعو للشراكة الوطنية»، مؤكدًا أن «هناك من أفراد الإخوان من اقتنع بفكر ومنهج ورؤية حزب العدالة والبناء الذي يؤمن بالمرجعية الإسلامية، ورؤيته لقضايا الشعب الليبي الواضحة والمتعلقة بتفعيل مؤسسة القضاء وبسط الأمن والمصالحة الوطنية والتنمية المستدامة وحل أزمة البطالة وغير ذلك من الامور الموجودة في أدبياته».

توحيد المواقف بين العدالة والصلابي

وأول من أمس الجمعة، دعا القيادي في جماعة الاخوان الليبية علي الصلابي الليبيين إلى العمل على صياغة مشروع وطني والالتفاف حوله لإخراج ليبيا من أزمتها مؤكداً تمسكه بالاستفتاء على الدستور اولاً قبل التوجه للانتخابات.

ويأتي موقف الصلابي تجاه التمسك بخيار الاستفتاء على الدستور أولاً متناسقاً مع موقف حزب العدالة والبناء الذراع السياسي للجماعة وهو الأمر الذي ترجمته تصريحات قيادات الحزب كمحمد صوان وعبد الرزاق العرادي.

وفى 30 مارس المنصرم قال العرادي في تصريحات لموقع “عربي21″ بأن توحيد المؤسسات ورفض استمرار المراحل الانتقالية والاستفتاء على الدستور وإجراء الانتخابات بعد الاستفتاء وليس قبله وتحقيق المصالحة، كلها مطالب شعب وليست مطالب فئوية، مطالب يسعى الخيرون لإيجادها على أرض الواقع”، وفق قوله

العدالة والبناء والميليشيات المتطرفة

تعليقاً على قصف الميليشيات الإسلامية المتطرفة مطار طرابلس، وخزانات الوقود التابعة لشركة البريقة، في يوليو 2014، قال رئيس حزب العدالة والبناء، محمد صوان، في تصريح لـ “اسوشيتد برس”، “إن الهجوم على مطار طرابلس الدولي عمل مشروع، لأنه يأتي ردا على الهجوم الذي يقوده الجنرال خليفة حفتر على الجماعات المسلحة الإسلامية في شرق ليبيا”

وهو التصريح الذي اعتُبر إشارة واضحة لتأييد جماعة الإخوان المسلمين، وتعاطف حزب العدالة والبناء، مع الجماعات الإسلامية المتطرفة في شرق ليبيا، وهو ما عاد خلال الأيام الماضية ليناقض نفسه فيه، ويصف هذه الجماعات بأنها جماعات إرهابية.

ففي معرض إجابته عن سؤال خلال مقابلة تليفزيونية رصدتها “المتوسط”، 5 إبريل الجاري، حول علاقة حزب العدالة والبناء بمجالس الشورى كشورى بنغازي ودرنة واجدابيا التي تنكر لعلاقتهم بها ودعمهم لها، أجاب صوان قائلاً،: “نحن قلنا أكثر من مرة، في بيانات مسجلة، في بداية ظهور هذه التيارات سواء كانت “أنصار الشريعة” في بنغازي، و”القاعدة” و”داعش” في سرت، وقلنا بوضوح، إننا نرفض ونختلف تماما مع ما تدعو إليه هذه التنظيمات، ونعتبرها تنظيمات إرهابية، وبالتالي كان رأينا واضح في هذا السياق، فكل هذه المسميات التي لا تؤمن بالعملية السياسية وصندوق الانتخاب والدولة المدنية نحن نختلف معها اختلافاً كاملاً من دون تخصيص”.

وتابع ” أنا قلت، ما كان في بنغازي تحت مسمى مجالس الشورى كان أمراً مختلطاً، وكان هناك بعض المتشددين والإرهابيين من التنظيمات المتطرفة، وحسب تصنيف الأمم المتحدة هناك 3 أجسام تصنف تنظيمات إرهابية”.

العدالة والبناء والجيش الوطني

ولأن “الإخوان المسلمين” لا يؤمنون بالأوطان، وتظل مصلحة الجماعة دائماً المحرك الأساسي لما يتخذونه من مواقف، فقد كشفت تصريحات “صوان”، عن اتخاذه مواقف ثابته تجاه مؤسستي الجيش الوطني والبرلمان، تصل إلى حد مناصبتها العداء، دون تبدل، بخلاف عمله وحزبه على تعطيل وتقويض الجهود الداخلية والخارجية، سواء عربية أو أممية، الرامية إلى وصول ليبيا إلى الاستقرار، من خلال الدعوة للاستفتاء على مشروع الدستور قبل إجراء الانتخابات، الأمر الذي يوضح بجلاء سوء نوايا الجماعة تجاه الدولة.

فهاجم صوان، الجيش الوطني الليبي، بقيادة اللواء -حينها-خليفة حفتر، منذ الإعلان عن إطلاق “عملية الكرامة”، عام 2014، لتطهير بنغازي من الميليشيات الإرهابية، معلناً عن رفضه لها، وطالب الحكومة المؤقتة، ورئيسها عبد الله الثني، أن تعلن بنفسها قيادة الحرب على الإرهاب تحت أي مسمي، ودعاها إلى إعلان موقف واضح من عملية “الكرامة” واللواء حفتر.

واتهم رئيس حزب العدالة والبناء محمد صوان، اللواء خليفة حفتر و”عملية الكرامة” في ليبيا بالمسؤولية، عما أسماه، “توفير بيئة حاضنة للإرهاب في ليبيا”

وتابع صوان، في تصريحات لقناة “بي بي سي”، في فبراير 2015، “بأن ليبيا يوجد بها بؤر للتطرف والارهاب مثلها مثل بقية العالم، وهو عمل مدان، واعتقادنا أن هذا التطرف لم يكن له أن ينشأ وينمو لولا قيام حفتر بعسكرة العمل السياسي في ليبيا”

وفي الـ 31 من أكتوبر عام 2017، صرح صوان، بأنه أصبح من غير المقبول طرح أي تسوية يكون “حفتر” طرفاً فيها.

وفي سبيل سعيهم لتعطيل إجراء الانتخابات، تصدر محمد صوان حملة حزبه، العدالة والبناء، للمطالبة بالاستفتاء على الدستور أولاً، معلناً دعمه لدعوة ما يسمى بـ “حراك 30 مارس”، الذي كان قد دعا إلى التظاهر للمطالبة بنفس المطلب، الجمعة 30 مارس الماضي، مدعوماً إعلامياً من قناة الجزيرة القطرية، التي نشرت الصفحة الرسمية لها، الموجهة إلى ليبيا، على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، في الـ29 من مارس الماضي ، منشورًا رصدته “المتوسط” حينها، يدعو للتظاهر تحت مسمى “حراك 30مارس” ، وكذلك قناة النبأ المملوكة لزعيم الجماعة الليبية المقاتلة، عبد الحكيم بلحاج، والتي تبث من تركيا، والتي أفردت تغطية خاصة لتلك التظاهرات.

موقف حكومة الوفاق من صوان

أصدرت الهيئة العامة للأوقاف والشؤون الإسلامية بالحكومة المؤقتة بياناً، في أغسطس 2016، وصفت فيه حزب العدالة والبناء، بأنه “حزب إرهابي”، واتهم البيان الذي وصف رئيس الحزب، محمد صوان بأنه “مجرم وبوق من أبواق الشر” بالعمل على إعادة لملمة ” الفلول المهزومة “، والتي حاولت اجتياح المنطقة الشرقية في إطار مؤامرة عرقية إنكشارية، وقالت إن تصريحات “صوان” تدل على مدي تورط حزبه “الخائن المتلون ” في تنفيذ الإرهاب ودعمه وتأييده.

كما طالبت الأوقاف، في ختام البيان، بتصنيف حزب العدالة والبناء، كجماعة إرهابية، وملاحقة من وصفته بـ “صوان المجرم ” قضائياً، باعتباره مجرم حرب، كما دعت الخطباء والإعلاميين لضرورة التحذير من هذا النوع من الخطاب، الذي يستغل الدين ستاراً شرعيا له.

العدالة والبناء وخليفة الغويل

خلال بيان منشور على موقع العدالة والبناء، 1 أبريل 2016، قال رئيس الحزب، محمد صوان، ” إنه يثمن حرص “خليفة الغويل” عن التعبير السلمي والقانوني على موقفه السياسي ورفضه لاستخدام السلاح والعنف في حل الخلافات السياسية بين أبناء الوطن الواحد، وأنه يدعو كل القيادات السياسية والعسكرية في البلاد لتحذو حذو هذا الموقف الوطني الشجاع”.

وبمجرد انتقاد ” الغويل ” للحزب، في تصريحات صحفية، يوم الـ 22 من يوليو 2016، قائلاً ” حزب العدالة والبناء الإخواني عمل على إفشال حكومة الإنقاذ الوطني، وإن “الإخوان المسلمون” يقومون على علانية الدعوة وسرية التنظيم، الذي يسعى لتفتيت ليبيا، وإن تيار الإخوان المسلمين متحالف مع الماسونية العالمية، واستطاع أن يدخل المجلس الرئاسي لطرابلس رغما عن السلطة الشرعية”.

دفعت هذه الانتقادات، العدالة والبناء، إلى تناسي بيانه، الذي مدح فيه “الغويل”، ليصدر بيان يوم 16 نوفمبر 2016، ليشن عليه هجوماً لاذعا يهاجمه خلاله، حيث جاء في نص البيان ” إن الحزب يتابع افتراءات واتهامات خليفة الغويل، وذلك بسبب مواقف الحزب المنحازة للوفاق والسلام، والتي لم ترق للمتشبثين بالسلطة وأصحاب المصالح الضيقة، على حساب الوطن”.

وأفاد رئيس القلم الجنائي بنيابة الزورق الجزئية، خالد ابوسكسالة، بتقدم محمد حسن صوان، والذي يشغل منصب رئيس حزب العدالة والبناء، بصحيفة جنحة ضد رئيس حكومة الإنقاذ، خليفة الغويل، وحُدد لها جلسة، بتاريخ 20 نوفمبر 2016، أمام دائرة الجنح والمخالفات بالزورق، الواقعة في مدينة مصراته، وتأجلت الدعوي حينها إلى موعد جلسة أخرى في الأول من يناير2017.

 

يمكنك قراءة الخبر في مصدره صحيفة المتوسط

اترك تعليقا