«الفساد»و«التآمر» و«الانفراد بالسلطة» قائمة من الاتهامات تطال عبدالله الثني

0

اخبار ليبيا – سامر أبو وردة

في يوم الـ 11 من مارس2014، صوّت المؤتمر الوطني العام بحجب الثقة عن علي زيدان، وتعيين عبد الله الثني، رئيسًا للحكومة المؤقتة، ومقرها مدينة البيضاء.

أطراف عديدة هاجمته وحملته مسؤولية تردي الأوضاع الأمنية والاقتصادية في ليبيا، والفساد واختلاق الأزمات، والانفراد بالقرارات، وإسناد صلاحيات العمل بوزارات “المؤقتة” إلى المقربين منه، إلا أن حدة الهجوم قد زادت خلال الشهور الأخيرة بعد أن وصلت الأوضاع إلى مرحلة الخطر، وهو ما دفع بالبعض إلى الذهاب إلى التشكيك في نوايا “الثني”، أبرزهم وزير الخارجية المستقيل مؤخراً، محمد الدايري.

قامت “المتوسط” برصد الآراء التي طرحت عبر وسائل الإعلام، من قبل نواب بالبرلمان، ومسؤولين مقالين من الحكومة المؤقتة، الذين عملوا مع “الثني” عن قرب.

تعليقاً على التفجير الإرهابي الذي طال المدنيين بمسجد سعد بن عبادة بمنطقة الماجوري في بنغازي، فبراير الماضي، وفي معرض حديثه، وصف عضو مجلس النواب، إبراهيم الدرسي، في تصريح خاص لـ “المتوسط”، عبد الله الثني بـ “المفسد”، الذي لا يخاف من الأعضاء ولا يحترمهم، ويعين الوكلاء للوزارة من دون صلاحيات ومن ثم يقيلهم، داعياً أعضاء مجلس النواب إلى الاجتماع لمناقشة إقالته.

سبق ذلك بنحو شهر، هجوم الوكيل السابق لوزارة الداخلية، يونس القهواجي، على “الثني”، مرجعاً قرار إقالته إلى رغبة “الثني” بعدم وجود وزير لهذه الوزارة الأمنية، واصفاً القرار بغير القانوني، مشيراً إلى أنه لا يمتلك أي صلاحيات للقيام بأي إجراء، وفي حال قام بأي إجراء، يعده “الثني” تطفلاً منه، وأن الثني لا يريد أن يعطيه الصلاحيات التي أعطاها للمدني الفاخري سابقاً.

وخلال الشهر الجاري، اتهم عضو مجلس النواب، إبراهيم الدرسي، عبد الله الثني، بأن جميع أعماله وأفعاله التي يقوم بها تصب في قالب واحد، وهو خدمةً حكومة الوفاق ولـ ” طرابلس ” مؤكداً على أنه جزء من مؤامرة تحاك ضدهم.

ومضيفاً خلال تصريحات تليفزيونية، أن غاية الثني جعل ” برقة ” في آخر الطريق، والضغط على الجيش الوطني، وأعضاء مجلس النواب، معتبراً أن أفعال “الثني” غير سوية وتدعو للشك، معبراً عن استيائه من عدم تعيين “الثني” حتى حينها، أي شخص، ليتسلم مهام وزارة الداخلية وغيرها من الوزارات الشاغرة.

في غضون ذلك، ذكر وزير الخارجية المستقيل من الحكومة المؤقتة، محمد الدايري، أن رئيس الحكومة المؤقتة، عبد الله الثني، كان يعرب عن انزعاجه، بشكل علني، من تركيزه -الدايري-على الجيش الوطني الليبي والقيادة العامة عند التحدث عنها في الخارج، وخاصة أثناء زيارته لروسيا مع وفد وزارة الخارجية.

كما أكد الدايري، في تصريحات تليفزيونية رصدتها “المتوسط” حينها، أن الثني كان معادياً للجيش الوطني، لكنه لم يكن يجاهر بهذا العداء، كما عُرف عنه تحفظه تجاه بعض مواقف القيادة العامة للجيش الوطني الليبي، والحظوة الدولية التي يحظى بها المشير خليفة حفتر.

وأرجع الدايري، سبب الإخفاقات المتتالية لـ “الثني”، إلى أنه يسمع كثيرا لبعض المستشارين ويستمع كثيراً لمدير مكتب وزير الخارجية، عبد الحميد المقيرحي،  بحكم وجود علاقة قرابة ومصاهرة بينهما، خاصة في المجال الإداري  والمالي في الوزارة، وفي الشأن السياسي يستكين لنصائح المستشارين المقربين منه.

كما أوضح الدايري، أنه تقدم باستقالته لنائب رئيس الحكومة، عبد الرحمن الإحيرش، لأن الثني كان يرفض اللقاء معه، ويتهرب منه، وهو ما يتماشى حرفياً مع ما ذكره الوكيل السابق لوزارة الداخلية، يونس القهواجي، الذى قال ” إن مكتبي يبعد عن مكتب الثني 5 خطوات فقط، ولم يبلغني بقرار الإقالة،  وأحاول منذ 5 أيام الوصول لهذا المكتب، ولكن لم أتمكن، رغم كوني بمثابة وزير”

يذكر أن عبد الله عبد الرحمن الثني الغدامسي، ولد يوم 7 يناير عام 1954 بمدينة كانو النيجيرية، حيث كان والده يعمل هناك، وتخرج بالكلية العسكرية الليبية عام 1976 ووصل لرتبة عقيد بالجيش، كما إنه كان سجينا سياسيا في الثمانينيات.

شغل منصب وزير الدفاع بوزارة علي زيدان، وعينه المؤتمر الوطني العام بالانتخاب خلفا لمحمد البرغثي، على خلفية أحداث عنف في طرابلس قبل ذلك، وحلف اليمين في أغسطس 2013، وجاء تعيينه عقب تعيين اللواء عبد السلام جاد الله، رئيسا للأركان العامة للجيش.

ذكرت أنباء أن ابن عبد الله الثني البالغ 26 سنة، قد تم اختطافه في سبتمبر 2013، وفي يناير 2014 صرح نائب رئيس لجنة الأمن القومي بالمؤتمر الوطني العام، صالح جعودة، أنه تم الإفراج عنه، بعد أن اختطفه مجهولون لأسباب غير معلومة.

وفي أبريل 2014 ذكرت مصادر حقوقية في تونس، أن محمد عبدالله الثني، نجل رئيس الوزراء الليبي، لم يكن مختطفاً كما تردد عبر وسائل الإعلام الليبية، منذ شهر سبتمبر من العام الماضي، بل إنه كان موقوف على ذمة التحقيق في قضية دعارة، بالعاصمة التونسية، وأطلق سراحه في الـ13 من يناير2014.

 

 

 

 

يمكنك قراءة الخبر في مصدره صحيفة المتوسط

اترك تعليقا