“من الإليزيه للسجن”.. أموال ليبيا تهدد مستقبل اليمين الفرنسي

0

اخبار ليبيا- جرجس فكري :

لم يكن يتصور أن يوم العشرين من شهر مارس الجاري سيكون يوما حاسما في قضية ” تمويل القذافي ” والتي تلاحقه منذ عام 2013 حيث قررت الشرطة الفرنسية احتجاز الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي، للتحقيق معه في تمويل الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي لحملته الرئاسية عام 2007.

ساركوزي يواجه مصير السجن

ونقلت  صحيفة “لوموند” الفرنسية، عن مصادر قضائية كواليس التحقيق مع ساركوزي حيث كشف الصحيفة الفرنسية أن الوسيط في قضية ” تمويل القذافي”  كان يدعى، زياد تقي الدين، والذي كشفت التحقيقات في نوفمبر 2016، أنه نقل 5 مليون دولار نقداً من طرابلس إلى باريس في نهاية عام 2006، وأوائل عام 2007، وسلمها إلى إم لكلود غيان، ونيكولا ساركوزي.

كما ذكر موقع “فرانس أنفو”، نقلا عن رجل الأعمال اللبناني المنحدر من أصول فرنسية “زياد تقي الدين”، الذي أكد أن “ساركوزي” تلقى مبلغ وقدره5 ملايين يورو قائلا ” أخذ الحقيبة ووضعها جانبا، و” لم يرغب في عد الأموال” ، وذلك أثناء لقاء اجري داخل شقة “ساركوزي” بمبنى وزارة الداخلية أثناء عمله بمنصب وزير الداخلية الفرنسي.

و نفى الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، أمام القضاة التهم الموجهة إليه في إطار التحقيق حول الشبهات بتمويل ليبي لحملته الانتخابية في2007، قائلا ” أنه يعيش “جحيم التشهير” بالرغم من عدم وجود “أدلة مادية” تدينه”.

القذافي يعترف بتمويل ساركوزي

يذكر أن الرئيس الليبي الأسبق معمر القذافي قد صرح خلال حوار تليفزيوني له بأنه هو من وصل الرئيس ساركوزي للحكم ودعمه بالمال ليصبح رئيس فرنسا.

وظل  الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزى والذي حكم فرنسا من 2007 إلى عام 2012 ينفى التهمة المنسوبة له بل وتعهد بسحق كل من وجه إليه اتهاما وخاصة من وصفهم بـ”عصابة القذافي”،مؤكدا “إن القضاة ليس لديهم أي أدلة ملموسة وإن الاتهامات الموجهة له مروعة”.

القذافي يهدد مستقبل اليمين الفرنسي

أثار خبر احتجاز ساركوزي جدلا واسعا في فرنسا فبحسب تصريحات المتخصصُ في الشؤون الفرنسية، نبيل درويش،  إنّهُ إذا ما أثبتت التهمة ستكون هذه القضية بِمثابة الزلزال الذي يَهز فرنسا، فـ هذه أول مرة في التاريخ الفرنسي وعلى الأقل في الجمهورية الخامسة  الذي يُسجن فيها رئيس جمهورية دولة رابع قوة عالمية.

ويمتد تأثير السجن المحتمل لساركوزي لشكل الحياة السياسية في فرنسا فيقول درويش ، ”  هذه القضية التي يُتهم فيها ساركوزي، ستؤدي إلى تشتت اليمين، الذي استطاع أنْ يُوحده ساركوزي، وأن يكون رمزًا له، ففي الانتخابات السابقة هُزم اليمين بسبب أشياء أقل من هذه القضية بكثير كانت متعلقة بمرشح سابق لرئاسة الجمهورية، وستُعطي الفرصة لإيمانويل ماكرون، لإضفاء الأخلاقيات التي دعا إليها على الحياة السياسية الفرنسية وتجديد هذه الحياة السياسية الفرنسية التي تجددت طوال الجمهورية الخامسة”.

شهود قضية ” تمويل القذافي”

ومن أبرز شهود قضية ” تمويل القذافي ” لحملة ساركوزي هو مفتاح ميسوري المترجم الشخصي للرئيس الراحل معمر القذافي، والذي أجرى حوار مع راديو فرنسا الدولي، أكد فيه ”  أنه شاهد بنفسه على تمويل ليبيا بأمر من القذافي  للحملة الانتخابية للرئيس الفرنسي الأسبق ساركوزي ، و أن اللقاء الأول الذي جمعه بساركوزي كان في 2005 حينما كان الأخير وزيرا لداخلية فرنسا ووصل طرابلس لمقابلة الرئيس القذافي، أكد فيه ساركوزي للقذافي  وقتها نيته للترشح للانتخابات الرئاسية في 2007 وهو ما قابله القذافي بكل ترحيب وقال له “من الرائع أن يكون لدينا صديق مقرب على رأس السلطة الفرنسية”.

وكشف ميسوري كواليس الاتفاق قائلا،”  التمويل بدأ مبكرا حيث تم التوقيع على وثيقة رسمية ب50 مليون يورو عقب اجتماع الطرفين في نهاية 2006 برعاية موسى كوسان مدير المخابرات الليبية وقتها”.

وانتشرت تلك الوثيقة التي انتشرت في وسائل الإعلام بعدها ب5 سنوات لكن ساركوزي  انتقد تلك الوثيقة فور انتشارها في وسائل الإعلام، وأكد أنها  «مزورة».

ولن يكون ميسوري الشاهد الوحيد في قضية ” تمويل القذافي لحملة ساركوزي” لكن سيف الإسلام القذافي نجل الرئيس الراحل معمر القذافي أعلن أنه على استعداد بالشهادة في القضية ، حيث كشف خلال تصريحات صحفية له ، ”  أنه يمتلك أدلة وشهودا أبرزهم عبد الله السنوسي، مدير الاستخبارات السابق، على أن والده معمر القذافي دعم حملة نيكولاس ساركوزي الانتخابية عام 2007وإن السنوسي يملك تسجيلا كاملا لأول لقاء عقد بين القذافي وساركوزي قبيل حملته الانتخابية عام 2007.

وعن العقوبة التي تنتظر ساركوزي حال اتهامه يقول المستشار السابق في وزارة الخارجية الفرنسية، مناف كيلاني، ” أن القانون الفرنسي يعاقب في مثيل التهم الموجهة إلى الرئيس الفرنسي الأسبق، نيكولا ساركوزي، من بين الغرامة 150 ألف يورو، إلى عقوبة السجن 10 سنوات”، مستبعدا سجن ساركوزي والسبب في ذلك إلى وضعه الخاص كرئيس سابق لفرنسا، بالإضافة إلى أنه يحمل الكثير من الأسرار، التي لا يمكن البوح بها”.

 

 

 

يمكنك قراءة الخبر في مصدره صحيفة المتوسط

اترك تعليقا