«المتوسط» تكشف تفاصيل مقتل «داعشي» على أيدي التنظيم بسبب رفضه سرقة منازل «سرت»

0

خاص – اخبار ليبيا:

علمت صحيفة “المتوسط”، من مصادر مسئولة، تفاصيل قضية قتل أحد عناصر داعش على يد التنظيم في ليبيا، وبعد مرور أكثر من عامين أتضحت أسباب القتل بعد رفضه الاعتداء علي أحد المنازل في مدينة سرت لسرقته.

وتبدأ الحكاية، على لسان أحدى السجينات المنتمية لتنظيم داعش والقابعة بسجن الكلية الجوية بمدينة مصراتة منذ نوفمبر 2016، حيث قالت إن زوجها المنتسب لتنظيم داعش قتل لمعارضته لقيام بعض عناصر التنظيم بالاعتداء علي أحد المنازل بعد أن حاول أن يمنعهم فتم قتله وكانت “صحيفة المتوسط ” لها السبق في معرفة خيوط هذه الواقعة.

من هي الزوجة؟

تدعى رؤي فرحان محمد، عراقية الجنسية من مواليد 1990 ومن سكان بغداد بالعراق وأخت لخمسة أشقاء وشقيقتان من آب وأم واحد، حيث كانت النشأه في وسط أسرة ميسورة الحال بحكم أن والدها “فرحان” كان يعمل مع الاحتلال الأمريكي في المطار بالعاصمة بغداد عام 2004، وكانت الوالدة “فيروز” ربة بيت.

درست الفتاة “رؤي” الإبتدائية في حي الجهاد والثانوية بمدرسة زرقاء اليمامة بذات الحي، لتترك الدراسة بعدها وامتهنت حرفة الخياطة، وخلال استمرار الوالد “فرحان” بالعمل إلي عام 2005 أي بعد مرور سنه علم أفراد تنظيم القاعدة بمهنة والد الفتاه فأقدموا على قتله باعتباره “مرتدا ” لأنه يعمل مع القوات الأميركية.

زواج بالاكراه

وتروي الفتاة: “بعد مرور شهرين من مقتل الوالد “فرحان” تعرفت الفتاة “رؤي” علي شاب ليبي من مدينة درنة وتحديدًا الواقعة علي الساحل بالشرق الليبي وهذا بعد تردد الشاب علي خالها “سعد أحمد” ويدعى “نصرالدين سعد صالح الحطاب” مواليد 1986، ومن سكان منطقة البلاد في مدينة درنة، تواجد في العراق  للجهاد والإقتتال خلال عام 2005 ، حيث دخل إلي الأرضي العراقية بجواز سفر مزور وخلال قدومه تعرف علي خال الفتاة ” سعد ” والذي يحمل نفس الأفكار الجهادية”.

وأوضحت “رؤي”، أنها لم تكن تعرف عن الشاب “نصرالدين” شيئًا، ما عدا أنه كان يتردد باستمرار على خالها “سعد “، مؤكدة أن زواجها به كان رغمًا عنها حيث رفضته هي ووالدته وإخوتها إلا أن خالها كان مصرًا علي زواجها، وتم الزواج في أكتوبر 2005.

اعتقال الزوج

وتوضح الفتاة العشرينية، أنه بعد زواجها بشهرين وتحديدا في ديسبمر 2005، سألت زوجها ” نصرالدين” عن سبب دخوله للأراضي العراقية، فأخبرها أنه كان متأثرا بحكايا سجن “أبوغريب”، وأنه أراد أن ينتقم من من فعلوا ذلك.

وتابعت الفتاة: “وفي نهاية ديسمبر 2005 تم اعتقال زوجي “نصرالدين” من قبل القوات الأميركية، لإشتراكه في القتال ضدهم وأودع في سجن “كروبر”، وفي يناير 2006 داهمت القوات الأميركية أيضا منزل خالها “سعد أحمد ” وألقت القبض عليه بسبب القتال ضدها وأودع في سجن “بوكا”.

وضع الزوج في السجون الأمريكية

وأضافت الفتاة أنه بعد سجن زوجها كانت تزوره أحيانا وتستلم منه مبلغ وقدره 1000 دولار والمخصص لعائلات المسجونين الليبيين في سجون العراق من السفاره الليبية باعتبار أن زوجها ليبي الجنسية.

وأكملت: “بعد أن جاء الإعلان بخروج القوات الأمريكية من العراق وتسليم ملف السجناء إلي السلطات الأمنية العراقية، تم محاكمة “نصرالدين” زوجي بتهمة الدخول إلي الأراضي العراقية بطريقه غير شرعية وتجاوز الحدود وتضليل العدالة وظل في سجن “ملعب العشب” بعد نقله إلي حين تشكيل لجنة في ليبيا لمتابعة السجناء الليبيين في العراق”.

وتابعت: “وكان آنذاك مع السجين “نصر الدين” مجموعه من السجناء الليبيين ما يقارب من 100 سجين وتنحصر التهم الموجهة ضدهم في عبور الحدود العراقية دون تصريح و تهم الإرهاب، ومنهم أكثر من 20 عليهم أحكام ثقيلة وبعضهم ينتظر تنفيذ حكم الإعدام”.

وأشارت إلى أنه كان من بين السجناء والمقربين من زوجها “نصرالدين”، هم: “فرج أحميده رمضان القبائلي” من مدينه بنغازي والمحكوم عليهما بتهمة الإرهاب و السجين “أحمد رجب المسماري” من مدينة درنه و السجين “علي عثمان العرفي” من مدينة درنة بالإضافة إلي “أكرم الحامي و منصور المسماري و عادل الشعلالي و عصام الصرار و حازم الزوي و أحمد الحامي و عبدالحميد الحداد و حسام بوراشد و صلاح صداقه و محمد المغربي و حسن الشاعري”.

وأضافت الزوجة “رؤي”، أنها وبعد أحداث ثورة فبراير 2011 أمرها زوجها من السجن بالسفر إلي ليبيا وبعد تشكيل لجنة لمتابعة السجناء الليبين في البلدان العربية والتي كانت بمعية عضو مجلس الانتقالي والذي كان رئيس لجنة متابعة السجناء السياسيين في الخارج “سليمان محمد الفورتيه” حيث جلب العديد من العناصر الإرهابية تحت مسمى “المعارضة” وحينها سافرت الزوجه إلى ليبيا وتحديدا إلى مدينة بنغازي خلال العام 2012 عبر مطار ” بنينا ” وبقيت هناك لمتابعة ملف زوجها.

من بغداد العراقية إلي طرابلس الليبية

وتتابع الفتاة حديثها، قائلة إن بعد متابعة ملف زوجها السجين “نصرالدين” أفرج عنه بتاريخ 13 ديسبمر 2013، أي بعد تسع سنوات من الاعتقال منذ 2006 عبر سفارة ليبيا في العراق، بمساع من لجنة المعتقلين الليبيين في العراق والتي يترأسها “أحمد الشامي”، مسئول ملف السجناء الليبيين في الخارج حيث كان يقوم بعدة زيارات للسجناء في العراق ومقابلتهم.

وأكملت: “بعد الإفراج عن “نصرالدين” رحل بعدها إلى ليبيا وتم استقباله في طرابلس وكنت معه عن طريق مسئول حكومي لدي المؤتمر الوطني المنتهي ولايته وبقينا في طرابلس لمدة شهرين أي من يناير إلي مارس 2014 في منزل قريبهالذي كان يعمل ضابط في الأمن برتبة عقيد بمنطقة تاجوراء وولائه للتيار الإسلامي.

إقامة جبرية

وبحسب رواية “رؤى”، قرر الشاب ” نصرالدين ” في مارس 2014 السفر إلي مدينة درنة من أجل زيارة عائلته، وبعد أيام من قراره أي في نهاية شهر مارس 2014 سافر الزوج والزوجة من طرابلس ووصولا إلي مطار الأبرق حيث تم القبض عليه من قبل الأجهزة الأمنية أثناء تواجده بالمطار وتم نقله إلي سجن “قرناده” بحكم أنه مطلوب أمنيًا بتواجد اسمه بداخل المنظومة الأمنية.

وبعد أن فتح التحقيق وخلال الشهرين أبريل و مايو 2014 التي قضاها بالسجن تم الإفراج عنه من سجن قرناده، بوساطة اجتماعية ومن ابن عمه تحديدا ويدعي “عبدالرزاق الحطاب” بضمانات وشرط الإقامة الجبرية في منطقة “شحات ” شرقي مدينة بنغازي والتي ظل بها لأشهر.

إلا أن “نصرالدين” خالف الشرط المذكور وسافر وبرفقته زوجته الحامل دون إذن السلطات الأمنية إلي مدينة “درنة ” في شهر مايو 2015 وظل بها إلي منتصف شهر يونيو 2015 والتي أنجبت فيها الزوجة طفلتها الأولي وتدعي “مودة” وخلال شهر يونيو بذات العام رجع إلي مدينة “شحات ” إلا أن ابن عم الشاب ” نصرالدين ” وقريبة ” عبدالرزاق الحطاب” أخبره بأنه مطلوب إلي الأجهزه الأمنية في سجن ” قرناده ” للتحقيق بسبب مغادرته مدينة شحات ومخالفتة الشروط المتفق عليها.

وبحسب القصة التي ترويها الزوجة، وفي نهاية يونيو 2015 هرب الشاب “نصرالدين ” وزوجته وحاملين ابنتهم المولودة حديثا إلي طرابلس عن طريق “البر” وقاما بتأجير شقة صغيرة في شارع الزاوية بقيمة 200 د.ل شهريًا.

وأكملت: ” بدأ نصرالدين العمل في أحدى الورش للنجارة واتخذت مهنة الخياطة وكنت جيده فيها بعد أن استقرينا بطرابلس”، وطالبت الزوجة من زوجها، زيارة أمها في العراق ووافق على ذلك وفي شهر أكتوبر 2015 سافرت ومكثت عندها شهرًا كاملا ثم رجعت إلى ليبيا.

بعد مده قضاها الزوجين في طرابلس إلا أنه أصبح الإيجار يستصعب عليهما لإرتفاعه فقررا الذهاب إلي مدينه “سرت” باعتبار انخفاض سعر الإيجار هناك بالرغم سيطرة تنظيم “داعش” علي المدينة.

داعش” وبيئة التشدد الخصبة

انتقل “نصرالدين” وبرفقته زوجته “رؤي” إلي مدينة سرت في مارس 2016 وأثناء قدومهم عبر بوابة أمنية تابعة لداعش تم إيقافهما من قبل عناصر التنظيم واحتجزوا ” نصرالدين ” لمدة أربعة أيام لمعرفة سبب زيارته ثم أفرج عنه.

بعد الإفراج علي الزوج بحثا طويلا عن منزل للإيجار إلى أن تحصلا في شهر أبريل 2016 على شقة للإيجار في شارع دبي بمدينه سرت من شخص يدعى ” أكرم مرزوق ”  واستقرا فيها وكان معهم آنذاك مبلغ حوالي 3 آلاف د.ل أي ما يعادل 350 دولار في وقتها.

وفي شهر مايو 2016 وقبل بداية الاشتباكات مع قوات غرفة عمليات البنيان المرصوص بحكومة الوفاق، حاولت الزوجة “رؤي” الخروج من مدينه سرت إلا أن بوابة أمنية تابعه لداعش أوقفتها وطلبوا منها الرجوع لعدم وجود محرم معها.

محاولة إقناع

وأثناء ذلك كان يتردد على الزوج ” نصر الدين ” عناصر من التنظيم وأغلبهم من مدينه درنة وأبرزهم “سلامه الدرناوي” و “محمد الدرناوي” وكانوا يحدثونه عن قيام الدولة الإسلامية “داعش” محاولين إقناعه بالإنضمام إليهم خاصة وأنه يعتبر غريبا في مدينة سرت.

وخلال شهر يونيو انتقلا الزوجين إلى منزل في “الحي رقم 1” وعمل “نصرالدين” مع تنظيم داعش في توزيع الطعام والتموين ثم اشتغل في ورشة تصليح سيارات الخاصه بالتنظيم باعتبار خبرته في هذا المجال كما تسلم سلاح كلاشنكوف وأصبح مسئول عن الورشة.

“داعش” تسرق وتقتل باسم الإسلام

في شهر أغسطس 2016 وأثناء تجول “نصرالدين ” في أحد أحياء مدينة سرت شاهد عناصر تابعة لتنظيم داعش يقومون بالإعتداء علي منزل بدافع “السرقة” ومن بينهم القيادي ” عبدالعزيز الغنودي ” من مواليد 1978 درنه والذي قتل في ديسبمر 2016 بضربة جوية أمريكية .

وحاول الشاب “نصرالدين”، منعهم إلا أنه تم قتله حتي لا يكشف سرهم وهنا كانت مفاجأة كبيرة للزوجة “رؤي”، وأصبحت بعدها حائرة مع طفلتها “موده ” بين الخروج وإنقاذ نفسها أو الموت تحت طغيان داعش.

وأمر المدعو ” طالوت ” المسئول عن السجن في داعش بسجن نساء في خزانات مياه بلاستيكية ومن بينهن ” نجاح و وردة و نسيبة السورية ” بسبب محاولتهن الهروب من سرت.

وعند اقتراب قوات “البنيان المرصوص” سلمت الزوجة “رؤي” نفسها  مع طفلتها في شهر نوفمبر 2016 وأودعت بسجن النساء وهي حامل في سجن الكلية الجوية وأنجبت طفلتها الثانية “رحمة” بداخل السجن في يناير 2017.

وفي نهاية حديثها أهربت الزوجة “رؤى”، عن حزنها بسبب مقتل والدها على يد تنظيم القاعدة في العراق سابقًا والآن زوجها قتل بدم بارد من تنظيم داعش في ليبيا.

واختتمت: “وها أنذا أجني ثمرة زواجي بالغصب ودخولي بالإكراه إلى هذه التنظيمات الإرهابية ولا أعلم أي مصير ينتظرني أنا وبناتي”.

 

يمكنك قراءة الخبر في مصدره صحيفة المتوسط

اترك تعليقا