ليبيا تلفظ الإرهاب.. رحلة سقوط هشام عشماوي إرهابي «القاعدة» بدرنة

0

اخبار ليبيا: أحمد جمال

تمكنت القوات المسلحة الليبية، من إلقاء القبض على الإرهابي المصري هشام عشماوي، فجر اليوم الاثنين، خلال عملية عسكرية، بمدينة درنة، حسبما أوضح المتحدث الرسمي باسم القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية العميد أحمد المسماري، في تصريح صحفي.

ويعد «عشماوي» أحد أخطر العناصر الإرهابية الأجنبية المتواجدة في ليبيا، حيث يلقب بأمير تنظيم المرابطين التابع لتنظيم القاعدة في درنة، وكان يتواجد فى المدينة منذ فراره من بلاده قبل 4 سنوات.

هشام عشماوي.. على رأس قائمة المطلوبين لدى الأمن المصري

يعتبر هشام عشماوي على رأس قائمة المطلوبين لدى أجهزة الأمن المصرية، فهو ضابط سابق بقوات الصاعقة في الجيش المصري برتبة مقدم، عمل في سيناء حوالي 11 سنوات، إلى أن تم فصله قبل حوالي 8 سنوات بموجب قرار من القضاء العسكري بعد أن حاد عن الطريق واتجه إلى التطرف واعتنق الأفكار المتشددة وأصبح يروج لها بين الجنود.

رحلة التطرف من تنظيم «أنصار بيت المقدس» إلى «ولاية سيناء»

عقب فصله، كوّن «عشماوي»، خلية تضم مجموعة من الإرهابيين من بينهم 4 ضباط شرطة مفصولين من الخدمة وآخرين من الجيش، ثم التحق بعد ذلك بتنظيم «أنصار بيت المقدس» الذي تحول إلى «ولاية سيناء» بعد مبايعته تنظيم داعش وصار عضوا فيه.

اتهم «عشماوي» المكنى بـ«أبو عمر المهاجر»، بالضلوع في أغلب الهجمات الإرهابية التي حدثت في مصر، من بينها محاولة اغتيال وزير الداخلية المصري السابق محمد إبراهيم، وقضية «عرب شركس»، كما اتهم بالتخطيط والمشاركة في تنفيذ مذبحة كمين الفرافرة في يوليو 2014، والتي قتل فيها 22 مجنداً بالجيش المصري، واتهم أيضاً بالمشاركة في استهداف الكتيبة 101 في شهر فبراير 2015 بعد اقتحامها.

«عشماوي» والسفر إلى ليبيا

سافر «عشماوي» إلى ليبيا وبالتحديد إلى مدينة درنة، عام 2013، حيث أعلن انشقاقه عن تنظيم «ولاية سيناء» التابع لتنظيم «داعش» وانضمامه لتنظيم «المرابطون» الموالي لتنظيم «القاعدة» بالمغرب الإسلامي، والذي تكوّن بعد اندماج تنظيمين هما كتيبة «الموقعون بالدم» التي يقودها الجزائري مختار بلمختار، وجماعة «التوحيد والجهاد» في غرب إفريقيا، وتدرب تحت إشراف عبد الباسط عزوز، مستشار أيمن الظواهرى، زعيم تنظيم القاعدة، وأصبح يترأس فرع التنظيم بليبيا.

معسكرات القاعدة واستقطاب المصريين

تدرب «عشماوي» في معسكرات تنظيم «القاعدة» الموجودة في درنة، واستطاع استقطاب وتجنيد عناصر جديدة من مصر إلى درنة، وقام بتدريبها لتنفيذ عمليات في الداخل المصري، وأصبح من أكثر العناصر المطلوب القبض أو القضاء عليها، نظراً لما يشكله من تحدٍّ أمني قائم يواجه مصر.

عشماوي ومذبحة «كمين الفرافرة» بمصر

ظهر اسم هشام عشماوي، لأول مرة بعد مذبحة كمين الفرافرة بمصر، التي وقعت في 19 يوليو 201، حيث ذكرت التحقيقات أنه أحد منفذي العملية، التي أسفرت عن مقتل 22 مجنداً بالقوات المسلحة، في «كرم القواديس» كان حاضراً، حيث قاد العملية هو وصديقه المقرب عماد عبدالحميد، ومن «كرم القواديس» إلى محاولة اغتيال وزير الداخلية المصري، اللواء محمد إبراهيم، فى 5 سبتمبر 2013.

وتذكر التحقيقات أن «هشام» تولى عملية رصد تحركات الوزير بالتنسيق مع المنفذين للعملية عماد عبدالحميد، ووليد بدر الذي استقل السيارة المفخخة.

كما شارك في استهداف الكتيبة 101 في شهر فبراير 2016، بعد اقتحامها، كما اعتبره البعض المدرب الرئيسي في التنظيم الذي ساهم في تشكيل نواة الخبرة العسكرية لدى أفراد التنظيم في سيناء.

«عشماوي».. ورحلة الهروب من درنة والعودة إليها

هرب هشام عشماوي، من درنة إلى مدينة سرت الليبية، وعاد إليها مرة أخرى، واختبيء داخل إحدى الأنفاق السرية، برفقة حارسين أحدهما ضابط مصري سابق، والآخر تونسي منشق عن تنظيم القاعدة بالمغرب العربي يكنى «أبو محمد المدان».

جاء انتقال «عشماوي»، من مدينة سرت إلى درنة كمحاولة لإعادة تمركزه عقب تصفية أهم رجاله؛ عمر رفاعي سرور، مفتي القاعدة الذي تمت تصفيته في 10 يونيو الماضي، أثناء العملية العسكرية لتطهير درنة، وعماد الدين عبدالحميد، الذي لقي مصرعه أثناء هجوم الواحات البحرية في أكتوبر 2017، تحت مظلة جماعة «أنصار الإسلام»، التابعة للقاعدة.

مقتل قاضي تنظيم القاعدة واتهام «عشماوي» بالتخاذل

هرب هشام عشماوي، من مدينة درنة بعد خلاف حاد مع عدد من عناصر التنظيم، عقب مقتل القاضي الشرعي لتنظيم القاعدة عمر رفاعي سرور؛ إذ اتُّهم أنصار عشماوي، بالتخاذل والضعف لاختيارهم الهروب التكتيكي من المدينة، إلى حين إعادة التمركز وتنسيق الأوراق، في حين رأى الفريق الآخر من الإرهابيين أنه كان عليهم التخطيط لعملية كبرى؛ انتقاماً لمقتل سرور.

الجيش الليبي يكتشف سراديب درنة

تم رصد هشام عشماوي، بين منطقتي المغارة والقلعة، وسط درنة، حيث عثرت القوات المسلحة الليبية على عدد من السراديب تحت المدينة القديمة ممتدة إلى خارجها؛ ما يزيد من احتمالية استخدام عشماوي لها، وغيره من الإرهابيين، للهروب من المدينة.

وتحرك «عشماوي بين» مدينتي سرت ودرنة جاء اضطراريًا وفقا للمصادر العسكرية، عقب تطهيرهما من التنظيمات الإرهابية بشكل نهائي؛ وظهور تخوف من لجوء هذه التنظيمات للصحراء الغربية المصرية، وشن عمليات انتحارية ضد قوات الجيش المصري على الحدود الليبية المصرية، وخاصة أن درنة تبعد حوالي 200 كم فقط عن مصر.

«عشماوي» ودعم عبد الحكيم بالحاج وإسماعيل الصلابي

احتمى «عشماوي» بعناصر تابعة لتنظيم القاعدة متحالفة مع تنظيم الإخوان في ليبيا، وفي مقدمتهم أحمد عبدالجليل الحسناوي، الذي يقود فرع تنظيم القاعدة فري الجنوب الليبي، ويتم دعمه من إسماعيل الصلابي، وعبد الحكيم بالحاج.

الجيش الليبي يحبط خطط «العشماوي»

كان «عشماوي» قد خطط للتمركز في الصحراء الغربية المصرية، لكن الضغوط الأمنية التي فرضتها العملية العسكرية للجيش الليبي، مواكبة مع الإجراءات الوقائية التي تم اتخاذها من الجانب الأمن المصري حال دون تنفيذ هذه الخطة بهدف إرباك المشهد الداخلي المصري، لاسيما، أن تنظيم «المرابطون»، يمثل فرع القاعدة في مصر، ويسعى لتنفيذ عمليات ضد الدولة المصرية أجهزتها التنفيذية.

 

يمكنك قراءة الخبر في مصدره صحيفة المتوسط

اترك تعليقا