أمريكا تتبرأ من جماعة الإخوان الإرهابية.. فهل انتهت الوظيفة؟

0

اخبار ليبيا:

قالت لجنة الأمن القومي في الكونغرس الأمريكي، إن جماعة “الإخوان المسلمين” تشكل تهديدا للأمن القومي الأمريكي، وذكرت خلال جلسة استماع، أن الجماعة تبنت الإرهاب نهجا لها.

الإخوان تهديد أمني

وأوضح عضو اللجنة، رون ديسانتيس، والذي ترأس جلسة الاستماع، أول أمس الأربعاء، أن “الإخوان المسلمين” هي “منظمة إسلامية مسلحة لها جماعات تتبعها في 70 دولة”، مضيفا أن بعض هذه الجماعات تصنفها الولايات المتحدة على أنها إرهابية.

وأشار النائب الجمهوري إلى أنه “من الواضح أن جماعة الإخوان المسلمين تشكل تهديدا جديا للأمن القومي للولايات المتحدة ومصالحها … هناك حاجة لبحث الطريقة المثلى لمواجهة هذا التهديد، لكن تجاهله ليس مقبولا”.

وأخيرا يبدو الكونجرس اكتشف، أن جماعة “الإخوان المسلمين” فرخت عشرات الجماعات الإرهابية والمنتشرة فروعها في الكثير من دول العالم: باتت تشكل تهديدا للأمن القومي الأمريكي!!.

بحديث الكونجرس عن التهديد تم تغليب المخاطر من تلك الجماعة على الدور الوظيفي الذي طالما قامت به بشكل مباشر أو غير مباشر، والذي استمر تسعة عقود في خدمة المشروع الغربي منذ إنشائها عام 1928.

المفارقة هنا أن الدول الغربية رغم أجهزتها الأمنية ومراكز دراساتها تغاضت عن جوهر الفكر الإرهابي الذي تحمله هذه الجماعة طوال عقود، ولذلك حظيت بالرعاية من قبل أميركا وألمانيا وبريطانيا، اللواتي شكلن حواضن لهذه الجماعة طوال كل تلك المدة، رغم كل جرائمها الإرهابية، التي تنبع من أيديولوجية العنف، كتجلي  لجوهر فكرها السياسي، والتي طالت العديد من الدول العربية، بحيث استهدفت  إفرازاتها الإرهابية المفكرين والمثقفين المتنورين وطلال الكليات العسكرية في مصر وسوريا، وكل من يخالفهم الرأي،  في الكثير من الدول العربية، وما حصل في مدينة بنغازي في السنوات الأخيرة  من اغتيالات طال المئات، طال صارخ على هذا الإجرام.

النفاق الغربي رغم تلك الجرائم التي طالت رموز فكرية وثقافية وإعلامية في ليبيا والسودان ومصر والجزائر وسوريا ولبنان وغزةـ، عمل على أن تتمكن تلك الجماعة من رقبة الشعوب العربية عام 2011، عندما أعاد ضخ هذه العناصر التي احتضنها طوال تلك السنوات لتوظيفها مرة أخرى من أجل مشروعها الشرق أوسطي، والذي بلغ ذروته، في الفوضى التي أطلق عليها اسم الربيع العربي.

الإخوان.. ووظيفة تفريغ الإرهاب

ذلك النزوع نحو العنف لحل التناقضات، بحيث مثل على الدوام سياسة لجماعة الإخوان، وهو ما أكده الباحث في شؤون الحركات الإسلامية “أحمد بان”، من” أن أول مَن أسس لفكرة الصراع المسلح ضد الأنظمة، وأول مَن نشر فكر الاغتيالات السياسية كانت جماعة الإخوان” المسلمين، حيث خرج من عباءاتها مَن هم مؤمنون بالفكر المسلح وحسم الصراع بالسلاح، إلا أنهم مع ذلك لم ينفصلوا جذرياً عن الجماعة؛ فتم تقسيم التنسيق وتوزيع الأدوار بين جناحي التنظيم “السلمي والمتطرف”.

ويكشف رئيس ما يُسمّى “الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين” القيادي الإخواني الدكتور يوسف القرضاوي، من خلال مقطع فيديو أن إبراهيم عواد إبراهيم علي البدري السامرائي وشهرته “أبو بكر البغدادي””زعيم تنظيم داعش كان إخوانياً وينتمي للفكر الإخواني، إلا أنه كانت لديه نزعة قيادية ما دفعته إلى الاستجابة للإغراءات لفكرة الخلافة والدولة الإسلامية” التي هي الهدف النهائي لجماعة الإخوان المسلمين.

وأضاف الباحث بان، “أن الرجل الثاني في تنظيم القاعدة أيمن الظواهري كان إخوانياً، إضافة إلى أن العديد ممن أسسوا جماعات جهادية وتكفيرية مسلحة، خرجوا جميعهم من عباءة جماعة الإخوان”.

وأفاد باحثون أن تنظيم «القاعدة» يُعد من أبرز التنظيمات الإرهابية التي انبثقت من الرحم الأم لجماعة الإخوان، إذ نشأ هذا التنظيم في الأساس على يد عبد الله عزام أحد القيادات التاريخية للإخوان، حيث التحق بكتائب ما يعرف بـ«المجاهدين» التي شكلها الإخوان عام 1967، والتي كان مقرها عمّان حتى سافر لأفغانستان بداية الثمانيات، ليؤسس هناك مكتبًا لجلب المجاهدين من البلدان العربية، وتشكيل ما يعرف بتنظيم «القاعدة».

وينسب الباحثون في الجماعات الإرهابية إلى جماعة الإخوان المسلمين قدرتها على التشكل والتلون وفق ما تقتضيه المرحلة، وليس هذا وحسب، بل قدرتها أيضًا على فعل المتناقضات في الوقت نفسه، كأن يقوم طرف منها بالتفجير، والآخر بالاستنكار. يقول صلاح الصاوي، أحد كبار منظري الإخوان: “هذا، ولا يبعد القول بأن مصلحة العمل الإسلامي قد تقتضي أن يقوم فريق من رجاله ببعض هذه الأعمال الجهادية، ويظهر النكير عليه آخرون…”.

أمريكا … وإدراج الإخوان كجماعة إرهابية 

القدرة على التلون، والتعامل بأكثر من وجه ، هو سلوك ينسجم ومبدأ التقية، وهو ما أجاد الإخوان التعامل به،  لكن يبدو أن الولايات المتحدة لم تعد قادرة على المواءمة بين احتضان جماعة الإخوان لخدمة سياساتها في المنطقة، وبين مواقف العديد من الدول العربية التي يربطها بالولايات المتحدة علاقات استراتيجية، والتي صنفت جماعة الإخوان كجماعة إرهابية وفي معرض تعليقه على امكانية أن تصنف جماعة الاخوان كجماعة إرهابية في الولايات المتحد، قال الخبير في الجماعات الإسلامية كمال حبيب: هناك توجه قوي في الإدارة الأميركية لتنصيف هذه الجماعة كجماعة إرهابية، لكن هناك عوائق حيث أن الجماعة موجودة بشكل قانوني في دول عربية عدة، كما أن تركيا العضو في الحلف الأطلسي تدعم هذه الجماعة.

وأوضح حبيب أن: “ادراج الجماعة على قائمة الإرهاب الأميركية يحرم الجماعة والمؤسسات والتنظيمات التابعة لها من حواضن في أوروبا وأميركا، وفي كل الاحوال إذا أقر ذلك المشروع فإن ذلك سيحرم هذه الجماعة في العمل في العديد من الدول الهامة غير أوروبا وأميركا مثل ماليزيا”.

وأضاف: ” إذا نجحت الخطوة في أميركا فهناك دول ستتبع الولايات المتحدة في ذلك لاسيما في بريطانيا”.

وعلى ضوء مشروع القراءة الجديدة للموقف من الإخوان، جدّد الخبراء المشاركون في الجلسة، ومشرعون في الكونغرس، مطالبتهم بتصنيف جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية، وذلك إثر عرض مفصل قام به كل من هيلال فرادكين من معهد هدسون للأبحاث وجوناثان شانزر نائب مدير الدراسات في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، وزهدي جاسر رئيس ومؤسس المنتدى الإسلامي الأميركي للديمقراطية.

ويرى بعض الخبراء أن الإجراء المناسب لطبيعة المرحلة الحالية إقليميا ودوليا هو تصنيف الجماعة كمنظمة إرهابية، فهذا سيعطي واشنطن الحق قانونا في حظر أنشطتها بالداخل الأميركي ووقف تمددها بالمؤسسات والهيئات الاقتصادية والسياسية، وسيعطيها قدرة أكبر على المناورة والتحكم في الصراعات الجارية في الشرق الأوسط.

لأن من شأن هذه الخطوة أن تجعل تمويل أميركيين للجماعة جريمة يعاقبون عليها، وستحظر على أعضاء الجماعة التعاملات البنكية، وستمنع من له صلة بالجماعة من القدوم إلى الولايات المتحدة الأميركية، وسيكون على السلطات ترحيل من ثبت عمله مع الجماعة أو عضويته بها.

وفي المقابل، استبعد المفكر السياسي المصري عبد المنعم سعيد تمرير قرار اعتبار الإخوان المسلمين جماعة إرهابية، قائلا إن القرار ليس متراكبا مع السياسة الأميركية، كما أن اللوبي الإخواني في الولايات المتحدة له الكثير من الأذرع التي تعمل في الكونغرس، وتوقف أي محاولة لإقرار خطورة الجماعة ودعمها للإرهاب.

انكشاف إخوان ليبيا والمقاتلة

وخلال بحث لجنة الأمن القومي الفرعية في الكونجرس الأمريكي، إدراج جماعة الإخوان على قائمة الإرهاب حضر المشهد الليبي بقوة، في ظل سعي الإخوان المسلمين عبر ذراعهم السياسي حزب العدالة والبناء السيطرة على مفاصل الدولة السياسية والاقتصادية والأمنية، وبكل الوسائل، حيث أوضحت اللجنة في بيان لها، أنه خلال أحداث 2011 في ليبيا، “تلقى كوادر الإرهابي على الصلابي بنادق هجومية وقاذفات قنابل صاروخية، وأسلحة صغيرة أخرى وتدريبا عسكريا من قطر”.

وأضافت اللجنة أن الدوحة قدمت أيضا للقيادي بالجامعة الليبية الاسلامية المقاتلة الإرهابية عبد الحكيم بلحاج ثلاث شحنات أسلحة على الأقل ذهبت إلى الجبل الغربي، حيث كان يقود بلحاج فرقة من المقاتلين المتمردين على النظام الليبي.

وأكدت اللجنة أن الدعم القطري للإرهابيين في ليبيا لم يتوقف عند حد إسقاط النظام الجماهيري، حيث أنها قدمت بالتعاون مع تركيا دعما لما يسمى عملية “فجر ليبيا” 2014م، التي شنها المتطرفون ضد الحكومة المنتخبة والمعترف بها دوليا وطردها من العاصمة طرابلس.

وأشارت اللجنة إلى تاريخ كل من الارهابيين عبد الحكيم بلحاج وعلي الصلابي، ودورهما في نشر الفوضى في ليبيا، موضحة أن على الصلابي كان يعيش في قطر قبل عام 2011م، مبينة أنه تعلم على يد الزعيم الروحي لجماعة الإخوان الإرهابية يوسف القرضاوي، في حين قاد عبد الحكيم بلحاج “الجماعة الاسلامية الليبية المقاتلة” الارهابية، والتي تتبع تنظيم القاعدة، علاوة على انها مصنفة كمجموعة إرهابية في الولايات المتحدة.

وكشفت لجنة الأمن القومي الفرعية في الكونجرس الأمريكي، محاولة “الجماعة الاسلامية الليبية المقاتلة الارهابية”، 3 مرات تنفيذ عمليات اغتيال ضد الزعيم الراحل معمر القذافي في التسعينيات.

وأضافت اللجنة أنه بعد فشل المحاولات الثلاث فر بلحاج إلى أفغانستان، حيث طوّر علاقات وثيقة مع قادة القاعدة ورئيس حركة طالبان الملا عمر، وصدرت بحقه مذكرة اعتقال من الحكومة الليبية في عام 2002م، وفي عام 2007م، أعلن أيمن الظواهري أن جناح الجماعة الإسلامية المقاتلة قد انضم رسميا للقاعدة.

وأوضحت اللجنة أن وزارة الخزانة الأمريكية صنفت “الجماعة الاسلامية الليبية المقاتلة” في 23 سبتمبر 2001م كجماعة إرهابية، كما أضاف مجلس الأمن الدولي أيضاً هذه الجماعة إلى قائمته الموحدة للكيانات المرتبطة بتنظيم القاعدة في 6 أكتوبر 2001م.

وفي عام 2004م، اعتقلت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، الإرهابي الليبي عبد الحكيم بلحاج، وسلمته إلى ليبيا، حيث تم سجنه حتى عام 2010م.

وأثناء فترة احتجازه، ادعى بلحاج رفض الارتباط بتنظيم القاعدة عبر سلسلة من المراجعات، حسب اللجنة التي وصفت تلك “المراجعات” بغير الصادقة”، مشيرة إلى أن مسجوني “الجماعة الاسلامية الليبية المقاتلة”، وعلى رأسهم بلحاج، قاموا بأعمال عنف ضد النظام الجماهيري وخالفوا عهدهم معه بمجرد حصولهم على الفرصة لحمل السلاح في عام 2011م.

ولفت البيان إلى أنه بعد إسقاط النظام الجماهيري، شكل الصلابي حزب العدالة والبناء، وهو اسم مشابه لكل من حزب العدالة والتنمية التركي وحزب الحرية والعدالة التابع للإخوان في مصر.

أما بلحاج، فأعلن إطلاق حزب الوطن، إلا أنه فشل في الفوز بأي مقاعد في كل من انتخابات 2012 – 2014م، وتابعت اللجنة أنه (بلحاج) كان يدرب أعضاء أنصار الشريعة في تونس، وهي مجموعة إرهابية مصنفة من قبل الولايات المتحدة، كما أنه أوجد المأوى لزعيم الجماعة أبو عياض التونسي، مشيرة إلى وجود بعض الأدلة على علاقاته النشطة مع العناصر الأخرى المرتبطة بالقاعدة داخل ليبيا، بحسب اللجنة.

وأضاف بيان لجنة الكونجرس، أن حزب الوطن انضم إلى مليشيات أخرى في عملية “فجر ليبيا” عام 2014م، ضد الحكومة المنتخبة والمعترف بها دوليا وطردوها من طرابلس، وأقاموا حكومة مدعومة من قبل “فجر ليبيا”، وذلك بدعم من قطر وتركيا.

وبينت اللجنة أن كل من الصلابي وبلحاج مدرجان الان على قائمة تضم 59 شخصاً تتهمهم السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر والبحرين بأن لهم صلات بالإرهاب، ويتمتعون بالدعم القطري، كما يوجد في القائمة قناة “النبأ” التي تنشر بيانات المليشيات، وتبث من تركيا حيث يقيم بلحاج.

التجربة كشفتهم في ليبيا

موقف لجنة الكونجرس التي تتهم المقاتلة وجماعة الإخوان المسلمين وذراعهم حزب العدالة والبناء بالإرهاب، هو الموقف الذي طالب به الجيش وشرائح واسعة من القوى السياسية وجمهور ليبي واسع كونها خبرت هذه الجماعات عن قرب، وكشفت جوهرها الإرهابي، رغم الاختباء خلف شعارات مضللة، كونهم وقفوا ضد الحرب على الجماعات الإرهابية في بنغازي ودرنة، وبدلا من ذلك قدموا لهم الدعم بكل الوسائل، في ظل حملة تشويه وتضليل استهدفت الجيش، ومن يسانده في حربه.

وإذا كان الكونجرس قد اكتشف الآن طبيعة هذه التنظيمات الإرهابية، فإن الليبيين، عرفوا ذلك مبكرا، لأنهم اكتووا بنار إرهابهم الذي طال المئات من خيرة أبناء بنغازي ودرنة غيرها من المدن.

 

 

يمكنك قراءة الخبر في مصدره صحيفة المتوسط

اترك تعليقا