ليبيا كحائط صد عن إيطاليا.. والمفوضية الأوروبية تنفيذ “المنصات” بالوسائل “الأقل إيجابية”

0

اخبار ليبيا:

في إطار مواجهة موجات المهاجرين عبر المتوسط نحو السواحل الأوروبية، تعمل إيطاليا على إيجاد حائط صد يعفيها مؤونة المواجهة المباشرة مع تدفقات المهاجرين، وتَحَمُّل تبعاتها السياسية والأخلاقية، وحائط الصد هذا هو ليبيا، عبر إلقاء تبعات حماية الشاطئ الإيطالي على ليبيا، لينوب عن إيطاليا في هذه المواجهة وتحمل كل نتائجها السلبية.

زوارق لليبيا  .. للدفاع عن إيطاليا

ومن أجل أن تقوم ليبيا بهذا الدور في خدمة السياسية الإيطالية، وهي التي أقفلت حكومتها الشعبوية الجديدة الموانئ الإيطالية؛ حتى أمام سفن الإنقاذ للمنظمات الإنسانية، ومع سبق الإصرار والترصد، قررت حسب مسودة مرسوم حكومي منح ليبيا 10 زوارق دورية تتبع لخفر السواحل الإيطالي إضافة إلى وحدتين بحريتين تتبعان للشرطة المالية. وتخصيص مليون و400 ألف يورو خلال عامين للصيانة وتدريب أفراد البحرية وخفر السواحل الليبي، وذلك من أجل “مكافحة مهربي البشر والتحكم في تدفقات المهاجرين غير النظاميين.

وكان نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني، الذي زار طرابلس مؤخرا، قد تعهد في وقت سابق بأن الحكومة الجديدة ستمنح السلطات الليبية 12 قارب دورية وبتدريب طواقم بخفر السواحل هناك في إطار عملية صوفيا البحرية الأوروبية ، من أجل فعالية حائط الصد الليبي عن الساحل الإيطالي.

 

الإقناع بالوسائل “غير الإيجابية”

وفي إطار إصرار الدول الأوروبية على توجهها نحو إقامة ما سمتها منصات للمهجرين في دول العبور رغم رفض هذ المقترح الأوروبي، أكدت المفوضية الأوروبية أن بإمكانها العمل على إقناع دول شمال أفريقيا بإقامة منصات إنزال على أراضيها للتعامل مع مسألة المهاجرين غير النظاميين.

ويأتي هذا التصريح بعد أن أعلنت عدة دول مثل تونس ومصر والجزائر والمغرب رفضها لإقامة هذه المنصات، التي تم إقرارها مبدئياً خلال القمة الأوروبية يومي 28 و29 الشهر الماضي.

وعبرت المفوضية عن تصميمها الاستمرار في الحوار مع هذه الدول لإقناعها بوجهة النظر الأوروبية، وقالت المتحدثة باسمها ناتاشا برتود “يمكننا استخدام كافة الأدوات التي بحوزتنا سواء كانت إيجابية أو أقل إيجابية”.

وأوضحت ناتاشا برتود، أن الحوار مع هذه الدول قائم منذ وقت طويل، خاصة بشأن اتفاقيات إعادة القبول، لافتة النظر إلى أن أوروبا تتعامل مع الجوار بروح من الشراكة والمساواة وفي إطار متكامل يتضمن أيضاً التنمية الاقتصادية.

وحول الوسائل “الأقل إيجابية”، أكدت المتحدثة أن بإمكان الاتحاد استخدام “سلاح” تأشيرات الدخول، لقد “استخدمنا هذا الأمر من أجل المساهمة في تطوير مفاوضات اتفاق إعادة مع إحدى الدول الأفريقية”، على حد قولها.

وتتعهد المفوضية بتكثيف حوارها مع المنظمات الأممية ودول الجوار (شمال أفريقيا) من أجل تقديم اقتراحات تنفيذية تساهم في بلورة فكرة منصات الإنزال قبل الإجازة الصيفية.

وأبقت المفوضية الباب مفتوحاً أمام مساهمات الدول الأعضاء لتساندها في مفاوضاتها مع الدول المجاورة.

وكانت المؤسسات الأوروبية قد طالبت برفع موازنة صندوق الائتمان لأجل أفريقيا إلى 6 مليار يورو من أجل تفعيل التعاون الأوروبي – الأفريقي على مسارات متعددة منها محاربة الهجرة غير النظامية.

وكان زعماء الدول قد توافقوا خلال قمتهم الماضية على إقامة منصات إنزال للمهاجرين غير النظاميين خارج دول الاتحاد، ولكن هذه الفكرة تبقى غامضة من الناحية العملية ومحل جدل من الزاوية الأخلاقية.

إصرار الاتحاد الأوروبي على سياسية المنصات عبر لي أذرع الدول المشاطئة لأوروبا، تكشف أن أوروبا لا يهمها إلا مصلحة دولها دون النظر إلى مصالح الدول الأخرى المتضررة من هذه السياسة .

 

أوروبا الإنسانية!!

وفيما تحاول المفوضية الأوروبية إضفاء تلك المسحة الإنسانية على السلوك الأوروبي، في وقت تقفل العديد من الدول موانئها أمام سفن الإنقاذ الإنسانية، يقول الاتحاد الأوروبي أنه لن ينظم مطلقا عمليات إعادة لمهاجرين إلى ليبيا أو إرسالهم على متن سفن أوروبية إلى الشواطئ الليبية، وذلك انطلاقا مما سماها “القيم الأوروبية والقوانين الدولية والأوروبية”.

إنسانية أوروبا التي تحدثت عنها الناطقة باسم الجهاز التنفيذي الأوروبي، ناتاشا برتود في مقابل ما تقول أنه الوضع في ليبيا  “نحن ندرك جيداً الوضع اللاإنساني للعديد من المهاجرين في ليبيا”، حيث “تعمل الأمم المتحدة على تحسين أوضاعهم”، كما أن “هناك آلية عبور طارئة لإجلاء هؤلاء الأشخاص من ليبيا”.

تكثيف زيارات الضغط

وفي ترجمة لسياسة الضغط والرشى الصغيرة الأوروبي، أعلن رئيس البرلمان الاوروبي، أنطونيو تاياني الاثنين عن زيارة قريبة تقوده إلى كل من ليبيا والنيجر

وقال تاياني، القيادي في حزب رئيس الوزراء الايطالي الاسبق سيلفيو برلسكوني (فورتسا إيتاليا) في تصريحات إذاعية صباح الاثنين “أعتقد أننا بحاجة إلى وقف تدفقات الهجرة في ليبيا، ولهذا السبب في الأيام القليلة القادمة سأكون في طرابلس ثم سأذهب إلى النيجر لمحاولة المساهمة في حل أوروبي لمشكلة الهجرة ”

وكان تاياني قد كشف، في تصريحات صحفية على هامش القمة الأوروبية الاخيرة في بروكسل، عن نيته القيام بزيارة وشيكة “دبلوماسية – اقتصادية”، إلى كل من ليبيا والنيجر، برفقة رجال أعمال ومدراء شركات أوروبية، قناعة منه بفاعلية هذا النوع من السياسة.

كما شدد رئيس الجهاز التشريعي الأوروبي على ضرورة وضع مخطط “مارشال لأفريقيا” من أجل القضاء على الأسباب العميقة للهجرة القادمة من هناك.

 

الحلقة الأضعف

ويبدو أن ليبيا هي الحلقة الأضعف موضوعيا في مواجهة سياسية الضغط الأوروبية، التي تحدثت عنها بصراحة المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية ناتاشا برتود فيما سمتها “الوسائل الأقل إيجابية” ، والزيارات التي تجري إلى ليبيا تصب في هذا الاتجاه ،  وقد تشجع حالة الانقسام وتولد وهم لدي البعض الليبي، التشجيع نحو تبني وجهات النظر الأوروبية حول الهجرة، سعيا إلى الاستقواء بأوروبا على الخصوم السياسيين في داخل  ليبيا، وهو أمر قد يستفيد منه الجانب الأوروبي، أي من “الضعف جراء الانقسام” لكن نتائجه لن تكون في صالح ليبيا.

 

يمكنك قراءة الخبر في مصدره صحيفة المتوسط

اترك تعليقا