«سالفيني وجنوده في طرابلس».. استفزاز إيطالي جديد لليبيين

0

اخبار ليبيا- عبدالله عسكر

«رابطة حزب الشمال الإيطالي- العنصري» ليس مجرد واحد من الكيانات المدنية في الدولة الإيطالية، بل إنه عنوان يحمل كثيرا من المآسي والآلام والدماء للشعب الليبي تجاه ذلك الكيان، والذي ارتبط بالرسوم المسيئة للرسول- صلى الله عليه وسلم- وانطلاق مظاهرات في مدينة بنغازي قتل فيها 10 أشخاص تسبب فيها تصريحات استفزازية لوزير الإصلاح الإيطالي روبرتو كالديرولي أحد قادة ذلك الحزب.

القصة المأساوية التي تعد أحد أسباب إشعال نيران فتيل أحداث ثورة السابع من فبراير عام 2011، استعادها الليبيون بعد نشر صورة لنائب رئيس الحكومة الإيطالية ووزير داخليتها، ماتيو سالفيني، زعيم حزب رابطة الشمال المناهضة للأجانب -الذي وصفه نشطاء بـ«الكيان المشؤوم»- وسط جنود إيطاليين وعناصر أمنية تابعة للمجلس الرئاسي داخل العاصمة طرابلس.

بالأمس البعيد لعام 2006 استفز «كالديروني»، الذي وعد بتوزيع قمصان عليها رسوم الكاريكاتير المسيئة للرسول- صلى الله عليه وسلم- التي ألهبت مشاعر الليبيين فهبوا إلى القنصلية الإيطالية لحرقها، واشتد عنفوانها ليلتهم لهيبها ثلاثين مبنى ببنغازي وقتل وأصيب فيها العشرات خلال مواجهات مع عناصر الأمن بالمدينة.

واليوم يشعل حفيظة الليبيين صورة نائب رئيس الحكومة الإيطالية ووزير داخليتها «ماتيو سالفيني» الذي يرأس نفس الحزب الذي تسبب أحد قادته في إشعال ليبيا والذي يزور الدولة الليبية حاليا، مع عدد من عناصر مليشيات المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق داخل قاعدة «أبو ستة» البحرية بالعاصمة طرابلس.

وسار لهيب الصورة يشعل النيران في العالم الافتراضي، ما يشبه ثورة إلكترونية على الشبكة العنكبوتية، تعبر عن رفض كامل واحتجاج شديد لاستضافة رجل عرف بمواقفه العنصرية ضد كل المسلمين، فضلا عن أصحاب البشرة السمراء الذين شبههم حزبه بـ«الحيوانات والذباب»، ذلك الحزب الذي كان أحد أسباب إشعال الفوضى والدماء في الوطن الليبي.

وتباينت ردود فعل النشطاء ورواد مواقع التواصل الاجتماعي بين الحدة التي وصلت إلى السباب -لحد تمتنع الصحيفة عن نشره- والدبلوماسية والحزن على دماء الليبيين التي تسبب في إراقتها ذلك الحزب الذي وصفته الأحزاب المدينة داخل إيطاليا بـ«العنصري».

تجول «سالفيني» بحرية داخل العاصمة طرابلس التي وصلها أمس الاثنين على متن مروحية تابعة للجيش الإيطالي، ألهب قلوب العديد من النشطاء –حسب وصفهم- بعد أن تسبب رفيقه في الحزب الإيطالي «العنصري» في حرق بنغازي منذ سنوات.

يقول أحد النشطاء: «إن مرور صورة مثل ذلك على حكومة الوفاق دون البحث في أبعادها تمثل جريمة في حق كل الليبيين، أما إن كانت متعمدة بالاتفاق مع وزير الداخلية الإيطالي المتشدد فتعد خيانة كبرى تستوجب المحاكمة».

ويعد الإيطاليون من أكثر الحكومات الأوروبية علما بالشأن الليبي، والتي أرسلت وزارة دفاعها قطعة بحرية عسكرية إلى طرابلس في أغسطس من العام الماضي، إضافة إلى تصويت البرلمان الإيطالي في يناير الماضي على إرسال مزيد من الجنود إلى الأراضي الليبية، وذلك بالتزامن مع حالة الانقسام السياسي الحاد في ليبيا إلى حد يشبه الفوضى داخل الدولة.

 

يمكنك قراءة الخبر في مصدره صحيفة المتوسط

اترك تعليقا