«العدالة أولًا» تسلط الضوء على مأساة أحد ضحايا غياب الأمن  والهجرة غير الشرعية

0

اخبار ليبيا – أحمد جمال

نشرت منظمة «العدالة أولًا»، المعنية بحقوق الإنسان، والمهتمة بتسليط الضوء على قصص ضحايا الإرهاب والعنف داخل ليبيا، مأساة أحد ضحايا الهجرة غير الشرعية في ليبيا، وغياب الأمن، حيث عبرت المنظمة التي ترفع شعار «العدالة أولًا» قبل أي شيء أخر، عن قسوة الحادث الذي راح ضحيته شابًا لم يبلغ العشرين من عمره، بسبب غياب الأمن والأمان.

وإلى نص القصة الإنسانية كما وردت على موقع منظمة «العدالة أولًا»:

«مهاجر يلقى مصرعه في ليبيا» خبر صغير تتناقله وسائل الإعلام ملقية اللوم على شخص أو جهة ما، فيما تظل حقيقة الأزمة غائبة، يروي سطور مأساتها العديد من المهاجرين غير الشرعيين داخل ليبيا التى يحاول الإرهاب تمزيقها إلا أنها تأبى  إلا أن تظل صامدة لا تلين ولا تستكين.

«نأسف لبشاعة الصور ولكن وجب النشر للتعرف عليه، هذه جثة الشاب الذي عثر عليه بطريق السريع بنطاق الفويهات الأيام الماضية»، بتلك الكلمات علق صحفي ليبي يدعى المعتصم بالله الفيتوري، على  صور شاب قتيل ملطخ بدمائه، داعيا أصحاب المروءة لنشر الصور للتعرف على الشاب وعائلته.

قصة الشاب القتيل

تنتشر صورة الشاب القتيل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، انتشار النار في الهشيم، حتى يتعرف عليها أصدقاء له  شاركوه العمل في ليبيا، الذين أكدوا بدورهم خلال التعليقات على صورته أنه يدعى محمد خالد عباس، يحمل الجنسية المصرية، وهاجر إلى ليبيا منذ 3 سنوات.

يقول جابر السيد الشحات؛ «سافر ابن خالتي محمد خالد عباس غريب، البالغ من العمر 19 عامًا، إلى ليبيا، منذ 3 سنوات، وعمل هناك نجار مسلح، وارتبط بعلاقة صداقة قوية بزميل له شاب ليبي، جعلته يثق فيه ثقة عمياء لدرجة أنه ترك معه تحويشة عمره، وقدرها 15 ألف دينار، وكان يتحاكي عن صداقتهما المصريين العاملين هناك» على حد وصفه.

يتوقف جابر لحظات ويجهش في البكاء، ويواصل حديثه باكيًا:« ابن خالتي قرر العودة إلى بلده لإنهاء أوراق الخدمة العسكرية الخاصة به، طلب نقوده من صديقه الليبي ولكنه ماطله ثم غدر به، وأطلق عليه 7 رصاصات، وألقى بجثته في الصحراء، وتم العثور عليها بعد يومين».

يصمت «جابر» قليلًا، ويتذكر اللحظات التي جمعته بابن خالته وهما صغيران يلعبان، وكيف كانت الحياة بسيطة لا تستحق عناء التفكير، يغمض عينيه قليلًا وهو يتذكر كلمات «محمد» التي كانت مليئة بالطموح والأمل، وكيف كان يحلم بالسفر ورؤية الدنيا والعمل والاجتهاد وتحصيل المال الذي سوف يعينه على أن يبدأ حياة سعيدة. أو هكذا كان يحلم، كأي مهاجر يضع في رحلته، أمل في غد أفضل حيث الحياة بلا عناء أو تعب.

يتابع جابر «لم نكن نعلم بمقتل محمد، حيث انقطعت أخباره عنا وعن زملائه المصريين العاملين هناك وبحثوا عنه كثيرا ولم يجدوه، حتى عثر على جثمانه شاب مصري، بالصدفة فى الصحراء فأبلغ الشرطة، وتم نقله إلي مستشفى الجلاء ببنغازي».

الصحفي الليبي ونقطة البداية

يواصل جابر ابن خالة الشاب القتيل، سرده لتفاصيل الواقعة وكيف ساهمت الصورة التي نشرها الصحفي ليبي – المعتصم الفيتوري-  على صفحات التواصل الاجتماعي في التعرف عليه والتواصل مع أصدقائه للوقوف علي سبب الوفاة.

يقول جابر، إن السلطات الليبية ألقت القبض على المتهم، الذي تبين أنه يدعى عمران عبد الله البركى، وشدد قائلاً: «نريد إعادة الجثمان فمن وقت الوفاة وحتى الآن لم يصل الجثمان وكلنا نعيش في نار، بسبب عجزنا عن إعادة الجثمان ومتابعة القضية ضد المتهم الليبي».

وطالب جابر الخارجية المصرية بالتدخل لإعادة الجثمان والقصاص لمقتل ابن خالته، قائلا: «محمد يتيم فقد توفي والده ووالدته وله شقيق أصغر منه وشقيقتين متزوجتين وليس له أحد يجرى وراء حقه ومن وقت الحادث لم تجف دموعنا جميعا».

 

يمكنك قراءة الخبر في مصدره صحيفة المتوسط

اترك تعليقا