«العدالة أولًا» تسلط الضوء على ملف الإرهاب في «درنة».. وقصة الحرب التي أشعلها «التناحر»

0

اخبار ليبيا

نشرت منظمة «العدالة أولًا»، المعنية بحقوق الإنسان، والمهتمة بتسليط الضوء على قصص ضحايا الإرهاب والعنف داخل ليبيا، ملفًا حول الإرهاب في مدينة درنة، وقصة الصراع بين الجماعات المتشددة، من أجل السيطرة على المدينة الصامدة، وكذلك دور الجيش الوطني في التصدي لذلك الورم السرطاني، ومحاولة استئصاله من جذوره.

واستعرضت المنظمة التي ترفع شعار «العدالة أولًا» قبل أي شيء أخر، واقع المأساة التي يدفع المواطن الليبي وحده ضريبتها، مبينة الدور المحوري لتنظيم داعش الإرهابي ومجلس شورى مجاهدي درنة، وكذلك موقف الجيش الوطني الليبي في السيطرة على المدينة الآبية والقضاء على رأس الإرهاب.

وإلى نص الملف كما ورد على موقع منظمة «العدالة أولًا»:

تعاني ليبيا من ويلات الإرهاب، يومًا بعد يوم، تشتعل نار الحرب بين جبهتين، إحداهما فقط تعتنق مذهب الاستقرار، والأخرى  ليس لها سوى الدمار دينًا وشعارًا، فتحت راية الجهاد في سبيل الله تارة، والتعصب لجماعة أو قبيلة تارة أخرى، تجمعت رايات الإرهاب صفًا واحدًا، وكالعادة كان المواطن المواطن الليبي البسيط حاضرًا فقط؛ ليسدد ضريبة حرب لا ناقة له فيها ولا جمل.

درنة وجذور الإرهاب

هي مدينة جبلية، قاسية لا تلين، وكذلك ساحلية تعرف جيدًا، معنى الحرية، وإن كانت حبيسة منذ أمد بعيد، يطل عليها البحر المتوسط، ليعلنها قلعة تتحطم على أسوارها رؤوس الإرهاب، فقد كتب التاريخ على تلك المدينة الباسلة أن تتعرض لموجات من العنف والإرهاب، تحاول جاهدة أن تؤثر في شخصيتها، ولكن مع مرور الوقت يتبين للجميع أنها كما هي منذ البداية، حرة أبية ترفض التطرف والإرهاب بل وتلفظه من أحشائها، فمها جار الزمان عليها ترفع تلك المدينة الباسلة رايات السلام خفاقة في وجه المعتدين.

مجلس شورى مجاهدي درنة وقصة التأسيس

قد لا تكون نقطة البداية الحقيقة ولكنها بلا شك لحظة تستحق التوقف عندها قليلا؛ في نوفمبر عام 2014  أعلن الإرهابي أبوبكر البغدادي، زعيم تنظيم داعش، قبوله البيعة ممن أسماهم بالمجاهدين في ليبيا، وتكليف ولاة فحل، بتنكيس راية مجلس شورى  شباب الإسلام، ورفع راية داعش، بدلا منها، وبايعت أغلب المجموعات الجهادية تنظيم داعش، عدا جماعة أنصار الشريعة التي حافظت على استقلاليتها، بينما أعلنت كتيبة شهداء أبوسليم وكتيبة صلاح الدين ومجموعة من الثوار تأسيس ما أصبح يعرف لاحقا ب “مجلس شورى مجاهدي درنة”.


داعش وشورى مجاهدي درنة

ظلت حالة من التوتر قائمة بين تنظيم “داعش” ومجلس شورى مجاهدي درنة،  فعناصر عدة انضموا للتنظيم، كما تورطوا في وقت سابق في قتل قياديين من كتيبة شهداء أبوسليم الكيان الأبرز بمجلس الشورى، من بينهم القيادي محمد أبو بلال، والقياديين حسن الصايغ، وماهر المسماري، فقامت “داعش” بتعزيز   صفوفها بقياديين من خارج ليبيا، كان من أبرزهم أبونبيل الأنباري، والذي قُتل في غارة جوية أمريكية بمنطقة الفتائح، فضلا عن كوادر عسكرية وأمنية، وجاء ذلك مع وصول المئات من الموالين لمشروع التنظيم من بلدان عدة، ومع استمرار داعش في بسط سيطرته على درنة، وسحب الصلاحيات من مختلف الجهات بالمدينة، وقع الصدام الأول مع مجلس الشورى، وذلك بعد محاولة التنظيم منع أحد الخطباء الموالين للمجلس من اعتلاء المنبر، ومع تكرار التصادمات أعلن مجلس شورى مجاهدى درنة بيانا جاء بعنوان “التحذير الأخير لغلاة التكفير” والذي كان بمثابة إعلان الحرب على تنظيم داعش في حالة قيامه بالاعتداء على المواطنين بدرنة.

وعندما قامت عناصر من داعش باغتيال القيادي الأول بمجلس شورى مجاهدى درنة عبدالناصر بورواق؛ الشهير بالعكر، أطلق مجلس الشورى في يونيو 2015، عملية عسكرية كانت معدة مسبقا سيطر من خلالها على مدينة درنة في 4 أيام بمساندة أهالى المدينة، وانسحب تنظيم داعش لمنطقة الفتائح، وترك مواقعه، وجمع كل قواته بتلك المنطقة، وشنت داعش عدة عمليات عسكرية لإعادة السيطرة على درنة، إلا أنه لم ينجح في ذلك.

وبعد معارك استمرت قرابة 10 أشهر فر التنظيم إلى مدينة سرت عبر الصحراء بعد فتح ثغرة في صفوف مجلس شورى درنة، عقب قيام عملية الكرامة بمحاصرة المجلس من المحور الجنوب الشرقي، وقطع التنظيم مسافة 800 كم حتى وصل إلى سرت.

الجيش الوطني وبتر رأس الإرهاب

كشف المركز الليبي للدراسات الأمنية، عن إجمالي أعداد عناصر تنظيم داعش الإرهابي الأجانب الذين تم أسرهم في مدينة درنة خلال عمليات الجيش الوطني  لتطهير المدينة.

وأوضح المركز، في بيان له، أنه تم أسر 260 إرهابيا، منهم 19 مصريا، و11 تونسيا، و7 سودانيين، و4 سوريين، وفلسطينيان وجزائري وموريتاني وتركي.

وطالب المركز، الجهات الأمنية المختصة بحصر الأجانب والتحقق من هويتهم وحصر أماكن سكنهم وإقامتهم واستخراج بطاقات إقامة بعد التحقق منهم.

وبذلك يتبقى للجيش الوطني الليبي أمتار قليلة تفصله عن تحرير مدينة درنة من قبضة الإرهابيين، ورجح عدد من المراقبين أن يتجه الجيش الوطنى نحو مدن الجنوب الليبى لبسط سيطرته على الحدود المشتركة مع دولتي تشاد والنيجر، وبسط الأمن والاستقرار في الجنوب الليبى بعد صراعات مسلحة شرسة جرت خلال الأشهر القليلة الماضية.

عمليات الكرامة تسجل نصرا للتاريخ

في أعقاب الانتصارات الساحقة التي أحرزها الجيش الوطني، قال آمر غرفة عمليات الكرامة، اللواء عبد السلام الحاسي، الأحد 10 يونيو، إن «قوات الجيش الوطني تسيطر الآن على أغلب أحياء مدينة درنة»، مشيرًا إلى استمرار وجود بعض جيوب للعناصر الإرهابية، التي تقوم قوات الجيش بتطهيرها.

وأضاف «الحاسي» أن الموقف العسكري يكاد أن يكون قد حسم، بعد تطهير هذه الجيوب، مشيرًا إلى أنه قد تمت مناشدة أغلب الأهالي بالعودة إلى بيوتهم في المناطق المحررة، حتى يتم توفير الإمكانيات الإنسانية الضرورية لحياتهم.

ولفت إلى أنه «يجب على المدنيين الانتباه في التعامل مع أي أجسام مشبوهة، وإبلاغ الجهات المختصة بشكل فوري، ونناشد جميع الجهات والدوائر الحكومية بالعودة إلى المناطق المحررة لمباشرة أعمالهم، من أجل تحقيق الاستقرار للسكان».

وأكمل، «القيادة العامة للجيش الوطني سوف تسلم المدينة إلى وزارة الداخلية والأجهزة الموجودة في ميناء درنة، وسيقتصر دور القوات المسلحة على تأمين المدينة من الخارج، وستتولى الحكومة مسؤولياتها داخل المدينة».

وعن المعوقات التي تواجه قوات الجيش، قال “الحاسي” ، إن أبرز المعوقات هي وجود الألغام والمفخخات في بعض الأماكن، ويتم الآن التعامل معها، مضيفاً أن هناك معوقات ومشكلات إدارية بخصوص الكهرباء والمياه، تم حل بعضها ويتم معالجة المتبقي منها. كما أكد الحاسي، أن الحياة ستعود لطبيعتها في مدينة درنة قريبا، وبشكل تدريجي، مشيراً إلى أن الجيش يقوم باستئناف إيصال السلع الغذائية والتموينية والأدوية، بالإضافة إلى غاز الطهي.

الجيش يعلن سقوط قادة الإرهاب

في سياق متصل، أعلنت قوات الجيش الوطني الليبي، العثور على كميات كبيرة من الذخائر والمتفجرات في منزل عطية سعيد الشاعري المكنى بـ«بقيوة» زعيم ما يطلق عليه «مجلس شورى مجاهدي درنة»،و ذلك ضمن عمليات القوات المسلحة المستمرة لتحرير مدينة درنة من أيدي الإرهاب والتي تخللتها حملات تمشيط مكثفة، حيث أعلنت قوات الجيش سيطرتها على منطقة شيحا الغربية التي يوجد فيها منزل الإرهابي عطية الشاعري.

وخلال مداهمة المنزل عثرت القوات على كميات من الأسلحة والذخيرة مخبأة بطابق أسفل المنزل الواقع في منطقة مكتظة بالسكان، الأمر الذي يعد شروعاً في ارتكاب جريمة حرب.

كما استطاع الجيش الليبي قتل أحد أخطر العناصر الإرهابية لدى مجلس شوري مجاهدي درنة المنحل ويدعى عبد السلام صالح سليمان المنفي؛ وذلك خلال المواجهات التي دارت في منطقة شيحا الغربية.

الملف على موقع منظمة «العدالة أولًا»

 

يمكنك قراءة الخبر في مصدره صحيفة المتوسط

اترك تعليقا