عن إعلان باريس.. محاولات فرنسية لصدارة المشهد الليبي.. واتهامات إيطالية بـ «التجاهل»

0

اخبار ليبيا:

أعادت المبادرة الفرنسية التي جمعت فرقاء السياسة الليبية فوق أرضيها، إلى الأذهان التنافس الخفي بين فرنسا وإيطاليا حول قضية الدولة “الغنية بالنفط” والتي تعاني من العنف المسلح وعدم الاستقرار السياسي منذ 7 سنوات.

ويبدو أن هذا التنافس أصبح يأخذ شكلا غير خفي، فإيطاليا صارت تتهم فرنسا بتجاهلها من رعاية مبادرات السلام الليبية وهي الأجدر بذلك، بينما تلتزم فرنسا الصمت وتمضي في طريقها.

تعود بدايات الأزمة، في 2017 حيث نظمت باريس مؤتمرا يجمع الأطراف السياسية الرئيسية بليبيا، مما جعل إيطاليا تعبر عن انزعاجها من الاستبعاد الفرنسي لها سواء على مستوى التنسيق أو الظهور في المشهد كأحد الرعاة، ليس هذا فحسب بل اتهمت فرنسا بإخفاء ما تم في المؤتمر وعدم إبلاغها بأية معلومات أسفر عنها المؤتمر.

ووفقا لصحيفة لاريبوبليكا الإيطالية، فقد أشارت إلى أن روما تعتبر نفسها منسقا وراعيا للجهود الدبلوماسية الرامية لإرساء الاستقرار في ليبيا، الأمر الذي دفعها لرفض التجاهل الفرنسي، وإعلانها رسميا عدم معرفتها بما تنوي باريس فعله أو طبيعة العملية السياسية التي تود إرساءها.

أما الآن، فبعد قيام باريس باحتضان أطراف الأزمة الليبية الثلاثاء الماضي، لم يختلف رد الفعل العام الإيطالي عن 2017، فالإيطاليين والصحافة الإيطالية لا تزال ترى في موقف فرنسا تجاه بلادهم “تجاهلا” واستبعادًا من المشهد بغية السيطرة على الأوضاع وحدها.

وأمام التصرفات الفرنسية، اعتبرت روما أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بحث من خلال المؤتمر عن دور يمكنه من اقتناص فرصة فشل إيطاليا في الملف الليبي عبر جمع فرقاء الأزمة الليبية، في محاولة للوصول إلى اتفاق تاريخي بينهما ينهي الصراع، ويمكنه من الظهور كقائدا استطاع فعل ما لم يتمكن أحد من الإقدام عليه، خاصة وأنه كان قد استطاع بالفعل في 2017 من تحقيق انتصار دبلوماسي وذلك بالتوصل مع حفتر والسراج إلى وقف لإطلاق النار والحصول من الطرفين على تعهد بإجراء الانتخابات في ربيع 2018.

من جهة أخرى، اعتبرت صحيفتي لاريبوبليكا وإل جورنالي، أن ما تقوم به فرنسا ورئيسها إيمانويل ماكرون لا يمت لمبادرات السلام أو السياسة بصلة، بل هو محاولات حثيثة للسطو على مقدرات وثروات ليبيا، متهمين ماكرون بكونه طامع في ثروات الدولة الغنية بالنفط إضافة إلى رغبته في ضرب المصالح الإيطالية هناك للإنفراد وحده بكل ذلك.

الصراع الإيطالي – الفرنسي، أرجعه محللون كثر إلى رغبة البلدين في استغلال ما تمر به ليبيا من صراعات أفقدتها القدرة على السيطرة وتقدير ما تملكه من مقدرات ثمينة مما جعلها مطمع لكلا الدولتين، فهم لم ينسيا أصلهما الاستعماري، وما تفعله باريس من احتضان الفصائل الليبية ماهو إلا رغبة منها في السيطرة والاستحواذ على نصيب الأسد من ثرواتها، الأمر الذي تعيه إيطاليا “الطامعة” أيضا، مما يدفعها إلى الغضب من التجاهل الفرنسي لرغبتها في الحصول على النصيب لأكبر من حصة السوق الليبي.

 

 

يمكنك قراءة الخبر في مصدره صحيفة المتوسط

اترك تعليقا