عن لقاء “الفرقاء” الليبيين.. الصحف الفرنسية: ليبيا الممزقة في طريقها للتوحد

0

اخبار ليبيا:

احتضنت العاصمة الفرنسية باريس ،اليوم الثلاثاء، الفصائل الليبية في اجتماع جديد تحت رعاية الرئيس إيمانويل ماكرون يهدف إلى العمل على استقرار الأوضاع وكسر الجمود السياسي الذي طال أمده.

حضر الاجتماع الفرنسي، كلا من فايز السراج رئيس حكومة الوحدة الوطنية المدعومة من الأمم المتحدة، والقائد العسكري خليفة حفتر، الذي يسيطر خصومه من مقاتلي الجيش الوطني الليبي على شرق البلد، وعقيلة صالح عيسى، رئيس البرلمان في مدينة طبرق شرقي البلاد، الذي يعارض الإدارة المدعومة من الأمم المتحدة، وخالد المشري، رئيس مجلس الدولة الأعلى، وهو أعلى هيئة استشارية في ليبيا.

أصدر المشاركون الأربع بيان مشترك، تم الاتفاق من خلاله على وضع الأسس الدستورية للانتخابات وسن القوانين المرتبطة بها حتى منتصف شهر سبتمبر، كما اتفقت الأطراف المتناحرة على إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في العاشر من ديسمبر القادم لكنه كان اتفاقا “شفهيا”.

من جهتها، علقت الصحف الفرنسية على هذا الاجتماع وتلك المبادرة “الماكرونية” التي تريد إخراج ليبيا من حالة الفوضى التي تعيشها منذ 7 سنوات.

ذكرت صحيفة لوموند الفرنسية، بأن حضور القوى السياسية الليبية الأربع في مبادرة فرنسا تم أيضا تحت رعاية الأمم المتحدة لكن الاتفاق الذي خرج به الاجتماع قوبل من قبل البعض بشكوك عامة وعدم رضا، لا سيما وأن باريس كانت قد شهدت في يوليو 2017 اجتماعا مماثلا لم ينفذ البنود التي تم الاتفاق عنها.

وأضافت لوموند بأن الأوضاع في ليبيا لا تتحمل إخفاقات جديدة، فهي دولة تعيش أجواءً غير مستقرة وسط نزاعات من قبل الجماعات المسلحة التي ترتكب انتهاكات عديدة دون ملاحقات قضائية، إضافة إلى وضع اقتصادي سيء وأزمة إنسانية –بحسب تقارير صادرة من منظمة هيومن راتس ووتش.

ولفتت الصحيفة إلى أن قوات الأمن الليبية ستحظى بدعم من الأمم المتحدة وستكون مسؤولة عن ضمان أمن العملية الانتخابية، وهي مهمة معقدة خاصة وأن بعض الميليشيات المسلحة والتابعة للتنظيمات الإرهابية ستعمل على تعطيل الأجواء الانتخابية.

وتحت عنوان “الأخوة الأعداء يتعهدون بإجراء انتخابات في ديسمبر”، علقت وكالة الأنباء الفرنسية على تلك المبادرة مؤكدة أن لقاء الأطراف الليبية هو “لقاء تاريخي” يرافقه دعم المجتمع الدولي بأسره، كما يعد خطوة رئيسية نحو المصالحة الوطنية.

وأضافت الوكالة الفرنسية بأن لقاء الفصائل الليبية حظي بترحيب من قبل الرئيس الفرنسي داخل أروقة الإليزيه إضافة إلى وجود حوالي 20 دولة ومنظمة دولية.

وصرح اللواء إبراهيم بن رجب رئيس المجلس العسكري بمصراتة، بأنه لم يشارك في هذا الاجتماع، وأنه لم يقتنع بالبيان الختامي لاعتقاده بأن البيان كان لابد أن يشهد توقيعا رسميا، إلا أنه يرى بعض النقاط الإيجابية في مسألة توحيد المؤسسات الوطنية.

أما صحيفة ليبراسيون، فقد أشارت إلى أن المبادرة الفرنسية تأتي لحل أزمة دولة “ممزقة” تعاني منذ سنوات بعد تدخل فرنسا أيضا عسكريا لفرض الأمن والاستقرار.

كما لفتت الصحيفة إلى أنه بالرغم من أنه لا يزال هناك طريق طويل كي تنجح جهود السلام، إلا أن الرئيس الفرنسي نجح بفضل دعوته في جمع المتناحرين للمرة الثانية وعلى رأسهم “الرجل القوي” حفتر ورئيس حكومة الوحدة الوطنية فايز السراج.

من جهتها، رأت صحيفة جون أفريك بأن ما توصلت إليه الأطراف الليبية يدعو إلى التفاؤل بالرغم من ضبابية بعض الأمور وعدم الوضوح.

أوضحت الصحيفة أن تعهد الأطراف الليبية بإجراء انتخابات في ديسمبر المقبل حتى وإن كان وعدا “شفهيا” إلا أنها خطوة جيدة نحو الطريق وأن انطباعاتهم في نهاية الاجتماع كانت مبشرة.

وأضافت الصحيفة بأن تدخل فرنسا يعد مهمة شاقة بالنسبة لها، إلا أنها تود تقديم جهودها فيما يخص الملف الليبي لحل أزمة المهاجرين التي تواجهها منذ سنوات، ويرجع البعض الآخر أسباب تدخلها وحملها لتلك المبادرة إلى رغبتها في السيطرة الدبلوماسية.

 

 

يمكنك قراءة الخبر في مصدره صحيفة المتوسط

اترك تعليقا