صحف عالمية: طريق الانتخابات محفوف بالمخاطر… والميليشيات تهديد جسيم لها

0

اخبار ليبيا:

تناولت العديد من الصحف العالمية اتفاق باريس، الذي وافقت عليه الأطراف الليبية الأربعة الفاعلة في ليبيا شفويًا، والذي جرى برعاية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بهدف إنهاء الوضع الشاذ القائم في ليبيا منذ الإطاحة بالنظام السابق عام2011، بالتقييم والتعليق.

الميليشيات عامل تفجير

نبدأ بما كتبته صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، التي قالت إن اجتماع باريس يمثل أحدث مسعى دولي لجمع الأطراف الليبية الإقليمية العنيدة خلف حل سياسي لإنهاء الفوضى التي ضربت البلد منذ إسقاط النظام السابق واغتيال الزعيم الراحل معمر القذافي في ثورة 2011، حيث انقسم البلد بين طرفين رئيسين ومجموعة كبيرة من المليشيات التي تسيطر على مناطق بالبلد.

وأبرزت الصحيفة على ضوء مشهد الفوضى الليبي، أنه يتحتم على الأطراف الليبية التي شاركت في لقاء باريس الحصول على موافقة دوائرها الانتخابية في ليبيا والتصدي لمعارضة «الميليشيات» التي لم تُمثَّل في اللقاء.

ولما كان تحديد الانتخابات هو أبرز نتائج اتفاق باريس إلا أن صحيفة “وول ستريت جورنال” اعتبرت أن «الطريق إلى الانتخابات محفوف بالمخاطر، إذ يتحتم على الأطراف الموافقة أولًا على قانون انتخابات بحلول 16 سبتمبر المقبل»، مضيفة أن «الميليشيات والجماعات المتطرفة ستمثل تهديدًا جسيمًا على أمن العملية الانتخابية».

ونبهت الصحيفة إلى أنه أثناء الاجتماع كانت المعارضة تتشكل من القوات الرئيسية الموجودة على الأرض في ليبيا إزاءها، إذ أصدرت مجموعة من «الميليشيات» التي تتركز في غرب ليبيا بيان لها الأحد الماضي يفيد برفضها اجتماع باريس ومبادرة الرئيس الفرنسي.

تفاؤل زائد

وإذا كانت صحيفة “وول ستريت جورنال” قد وصفت ” طريق الانتخابات بأنه محفوف بالمخاطر” فإن صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية اعتبرت أن إعلان باريس الذي يؤكد على إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في كانون أول (ديسمبر) المقبل، “بالمتفائل أكثر من اللازم”.

وعزت الصحيفة ذلك إلى أن الانقسامات عميقة في ليبيا، والانتشار كبير للميليشيات المسلحة، مضيفة أن مهمة تحقيق السلام “ما زالت شاقة وطويلة”.

صحيفة “ذا تلغراف” البريطانية تناولت نتائج اجتماع باريس حول ليبيا، وقالت إنه رغم اتفاق المجتمعين على إجراء الانتخابات في شهر ديسمبر المقبل، إلا أن هناك تحديات كبيرة تواجه تنفيذ «إعلان باريس» أهمها الوضع الأمني وتضارب مصالح القوى الخارجية.

تقرير الصحيفة البريطانية تحدث عن تحديات أمنية ومخاوف حيال إجراء الانتخابات في ظل الوضع الأمني الراهن، نظرا لكمية الأسلحة الهائلة المتاحة داخل ليبيا، والأعداد الكبيرة للمجموعات المسلحة المؤثرة والتي تملك نفوذا حقيقيا على الأرض.

وأضافت الصحيفة البريطانية إلى جملة التحديات الأمنية الداخلية ما سمته “المصالح المتضاربة للدول الخارجية في ليبيا”، وقالت إن “الوضع يشوبه المصالح المتنافسة لبعض دول الشرق الأوسط، التي دعمت في كثير من الأحيان أطرافا ليبية متنافسة، إلى جانب المنافسة بين الدول الأوروبية”.

وأشارت الصحيفة إلى أن” بعض الأطراف الليبية تعتقد أن فرنسا تفضل خليفة حفتر، خاصة بعد علاجه مؤخرا في مستشفى بباريس إثر أزمة صحية ألمت به”.

يضاف إلى ذلك كما كتبت “تلغراف”  وجود “خلاف كبير فجره اجتماع باريس، بين فرنسا وإيطاليا، إذ ألمح البعض في روما، صاحبة المصالح النفطية الأكبر في ليبيا، إلى تعمد الرئيس الفرنسي عقد الاجتماع في وقت تعاني فيه إيطاليا من أزمة سياسية حادة”.

تذكير بقوة الميليشيات

صحيفة “لا ستامبا” الإيطالية أرادت تذكير أطراف الاتفاق الباريسي ورعاته من خلال مقال للكاتب الإيطالي جيوردانو ستابيلي بأن هناك لاعبين في ليبيا لا يمكن تجاهل تأثيرهم حيث “وقعت أقوى الميليشيات في إقليم طرابلس، وثيقة ترفض فيها قمة باريس التي دعا إليها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الثلاثاء الماضي، والتي ستشهد اجتماعًا بين رئيس الوزراء فايز السراج والرجل القوي في شرق البلاد، المشير خليفة حفتر.

وأكد جيوردانو ستابيلي أن الوثيقة تتهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ضمنا بالرغبة في “إعادة تأسيس حكومة عسكرية في ليبيا”.

بدورها صحيفة الـ”واشنطن بوست ” قالت إن مسودة الاتفاق رغم ما جاء فيها لا تتناول أكبر تحدٍ في ليبيا والمتمثل في الشبكة واسعة النطاق من الميليشيات» التي تتقاتل سعيًا للسيطرة وبسط نفوذها في البلد.

مصالح فرنسية

فيما نقلت صحيفة ” لا كروا” الفرنسية عن“بليغ نابلى” مدير مركز أبحاث “إيريس”، ” أن هناك أسباب عديدة دعت باريس لاستضافة مؤتمر حول الأزمة الليبية، منها على المستوى الاستراتيجي، ورغبة فرنسا في تصعيد القتال ضد تهريب الأسلحة في منطقة الساحل، وهي المنطقة التي ينتشر فيها الجيش الفرنسي ويطلق عليها “عملية بركان” منذ أغسطس 2014″.

وأضافت الصحيفة نقلا عن نابلى ، “أما على الصعيد الأمني، فإن استقرار ليبيا يجعل من الممكن القضاء على تهديد تنظيم داعش ( الإرهابي)، وهي مجموعة، كما يقول خبراء: على بعد ثلاث ساعات فقط من أوروبا”.

تحديات داخلية وخارجية

الصحف العالمية وأراء بعض كتابها لا تحفي انعكاس مصالح دولها في الرسالة التي أرادت إيصالها من خلال هذه التقارير.

لكن الواضح أن قاسما مشتركا بين هذه الصحف، هو أن الوضع في ليبيا معقد ومحفوف بالمخاطر، وتحديات الوصول لحل عبر الانتخابات يواجه تحديات داخلية وخارجية جديدة.

 

 

يمكنك قراءة الخبر في مصدره صحيفة المتوسط

اترك تعليقا