استهداف داعش للمفوضية تكشف هشاشة الوضع الأمني حتى في العاصمة

0

اخبار ليبيا:

عندما تٌهزم أو تٌطرد داعش أو أي مجموعة إرهابية من منطقة ما ـ فما لم يقض عليها أو يجري حجز حريتها تماما ، فإنها بالضرورة لن تتبخر، بل ستعمل على التكيف مع شروط اللحظة والاستفادة من المناطق الرخوة في ليبيا لإعادة التكيف وفق شروط اللحظة وهبة الجغرافيا مستفيدة من خبراتها، وقد تجد من يتعاطف معها أو قد يتعامل معها لدواعي المصلحة .

العديد من داعش يحتاج لتدقيق
والمنطق يقول إن ما بقي من دواعش سرت وصبراته ومصراتة وبنغازي وأجدابيا انتشروا في بعض المناطق في الغرب وجنوب سرت .
ولذلك تبدو التقارير التي تتحدث عن العديد من داعش تحتاج إلى التدقيق، ففي الوقت الذي يكشف أحدث تقرير استخباراتي غربي أعده مجموعة عملاء محليين وأجانب تحت إشراف ملحق عسكري سابق كان يعمل في سفارة بلاده أثناء عهد الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، نقلا عن وكالة الشرق الأوسط ، ارتفاع أعداد تنظيم داعش في ليبيا من نحو 150 إلى نحو 800 بينهم جنسيات غير عربية وذلك في الفترة من عام 2016 حتى أسبوع مضى ، مرجحا أن يكون هناك مئات آخرين من المتطرفين المحليين يعملون مع التنظيم ويوفرون له مسارات للتحرك ومقار للاختباء.
وقال التقرير إن الزيادة الكبيرة في هذا العدد جرت خلال الأشهر الثلاثة الماضية بسبب قدوم المتطرفين الفارين من سوريا والعراق إلى ليبيا، مشيرا إلى انتشار خلايا داعش في طرابلس ومناطق في الشمال الغربي من ليبيا، وفي الجنوب.

وكانت التقديرات الغربية لعدد عناصر داعش الإرهابي في ليبيا تقول، حتى عامين ماضيين، إنه قد يصل إلى 6 آلاف. لكن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها الوصول لمعلومات عن الكوادر الفاعلة في التنظيم داخل ليبيا.

وتناول التقرير تحركات الدواعش في بنغازي، في شرق البلاد، التي تعد ثاني أكبر المدن الليبية، وهي المدينة التي تمكن الجيش الوطني، بقيادة المشير خليفة حفتر، من طرد الجماعات المتطرفة منها منذ عدة شهور، وذلك بعد ثلاث سنوات من المعارك الضارية.
وقال التقرير إن بضع عشرات من كوادر التنظيم المتطرف فروا من المدينة، وانضموا إلى خلايا داعشية موجودة في مدن يقع معظمها في شمال غربي البلاد وفي الجنوب. ومن بين هذه المدن، في الشمال الغربي، صبراتة، وطرابلس، والخُمس، ومصراتة. أما في الجنوب، فأشار التقرير إلى تمركز كبير لمجاميع داعشية في إقليم المنطقة الجنوبية.

وتحدث التقرير عن أسباب ارتفاع عدد كوادر داعش الإرهابي في ليبيا، وقال إنه يرجع إلى فرار العشرات منهم من مناطق القتال في العراق وسوريا، خلال الشهور الأخيرة. وأضاف أنه جرى رصد دخول نحو 140 داعشيا من العراق وسوريا، في مجموعات صغيرة، عبر الحدود الجنوبية الهشة في ليبيا. وأن العدد في زيادة مضطردة بشكل ملحوظ، مشيرا في الوقت نفسه إلى وصول نحو 130 من دواعش دول بوسط أفريقيا إلى الجنوب الليبي أيضا خلال الفترة الأخيرة.

الصور.. ثلاث كتائب
قال الصديق الصور، رئيس التحقيقات في مكتب المدعي العام الليبي، أواخر العام الماضي أن عناصر التنظيم أسسوا جيشاً في الصحراء بقيادة الليبي المهدي سالم دنقو الملقب بـ”أبو بركات” وأن “هذا الجيش تم تأسيسه بعد تحرير مدينة سرت، وهو يضم ثلاث كتائب تحت قيادة دنقو، ولكل منها قائد. والآن هم موجودون في الصحراء الليبية”.

وبدوره قال المتحدث باسم الجيش الليبي أحمد المسماري ، أنه تم رصد نقاط تجمع لإرهابيي داعش بالقرب من الحدود التونسية، وجنوب سرت الليبية، مشيرا إلى أن عدد الإرهابيين يتراوح بين 5 و7 آلاف عنصر، وهو رقم مبالغ فيه، كونه يمثل جيشا ليس من السهولة بمكان أن يتحرك فيما هو ملاحق ويتحرك في ظروف أمنية بالغة الصعوبة .

وكان تقرير لجنة مجلس الأمن الدولي المعنية بالشأن الليبي، قد رصد ممارسات تنظيم داعش في مختلف المدن الليبية مبينا أن الهجوم الذي شنه عناصر التنظيم في مصراتة أكتوبر الماضي في المجمع القضائي بالمدينة أسفر عن “مقتل سبعة أشخاص”.
وبين التقرير المؤقت لفريق الخبراء المعني بليبيا المنشأ عملا بالقرار 1973″2011″، أن مهاجمان انتحاريان قاما “بتفجير نفسيهما” موضحا أن الهجوم شمل أيضا “سيارة مفخخة متوقفة خارج المباني لم تنفجر، وادعى تنظيم (داعش) المسؤولية عن الهجوم”.
وتحدث التقرير عن تواجد تنظيم داعش في سرت وبني وليد واجدابيا مبينا أنه في أكتوبر الماضي جرى مهاجمة مبنى بلدية مصراتة بقنبلة صاروخية ونسبت بلدية مصراتة هذا الهجوم إلى تنظيم ” داعش.

وأشار التقرير إلى أنه بعد “أن مني (تنظيم داعش) بالهزيمة في سرت تجمع بعض مقاتليه من جديد في خلايا صغيرة تعمل في المنطقة الوسطى لا سيما في ضواحي سرت وبني وليد”.

وأوضح التقرير أنه جرى تنفيذ “عدة هجمات على نقاط التفتيش التابعة للجيش الليبي” وتابع ” وفي حادثة وقعت في أكتوبر الماضي أعلن تنظيم (داعش) مسؤوليته عن مقتل اثنين من جنود الجيش الوطني الليبي عند نقطة تفتيش تقع على بعد 60 كيلومترا جنوب اجدابيا”.

عملية المفوضية ..إشهار وتأتي العملية الانتحارية التي نفذها تنظيم داعش ضد المفوضية العليا للانتخابات في طرابلس رغم كل هذا الحشد الأمني التي تزخر به العاصمة ، وفي مربع أمني يصعب تصور استهدافه ، هو بمثابة رسالة أمنية قوية تقول، أنه حتى العاصمة غير آمنة ، ناهيك عن مناطق الأطراف.
وكان مصدر عسكري قد أبلغ وكالة الشرق الأوسط، أن للاشتباكات التي شهدتها شوارع العاصمة خلال الأيام الثلاثة الأخيرة، ربما تسببت في تسلل عناصر من المتطرفين المتمترسين في تاجوراء لاستهداف مقر مفوضية الانتخابات.

من جانبه قال مسؤول في المخابرات العسكرية في طرابلس إن مسلحين ملثمين، غير معروفة الجهة التي ينتمون إليها، استغلوا الفراغ الأمني، والحرب بين عناصر كاره والككلي، وشوهدوا وهم يتحركون بأسلحتهم في شوارع العاصمة، قبل ساعات من تفجير المفوضية.

وأوضح المصدر بأن تبني تنظيم داعش الإرهابي للعملية أمس،أن المخابرات العسكرية لديها رصد لانتشار خلايا نائمة لداعش الإرهابي خاصة في شرقي طرابلس، إلا أن ضعف الإمكانات والصراع بين القوى التابعة للرئاسي، قلل من إمكانية القبض على هؤلاء، بما في ذلك المتحصنون في منطقة تاجوراء

 

يمكنك قراءة الخبر في مصدره صحيفة المتوسط

اترك تعليقا