أمية الصديق: «الملتقى الوطني الليبي» لن يقع في فخ «الصخيرات» بتصدير نخبة أو إعطاء شرعية أو الترشح لمنصب حكومي

0

اخبار ليبيا – أحمد جمال

انطلقت أعمال «الملتقى الوطني الليبي»، الخميس 5 أبريل، في مدينتي بنغازي وزوارة الليبيتين على التوالي، كنقطة انطلاق للعديد من المدن الليبية وذلك عقب تكليف رئيس البعثة الأممية لدى ليبيا، غسان سلامة، لـ «مركز الحوار الإنساني» رسميًا، بالمشاركة مع البعثة في إطلاقه، حيث يعد الملتقى ضمن مراحل الخطة الأممية التي أعلنت عنها البعثة في سبتمبر الماضي.

ومن أجل الوقوف على طبيعة دور الملتقى الوطني الليبي ومن ثم مركز الحوار الإنساني، قامت صحيفة «المتوسط» بالتواصل مع ممثل المركز، أمية نوفل الصديق، لتقف معه على أهداف مركز الحوار الإنساني في لبيبا، وطبيعة دوره ضمن البعثة الأممية في ليبيا، وكذلك مدى صحة الآراء التي تربط بين الملتقى الوطني الليبي، واتفاق الصخيرات، وأيضًا ارتباط الملتقى بالنخب دون الحشد الشعبي، وغير ذلك من التساؤلات نطرحها على ممثل مركز الحوار الإنساني “أمية نوفل الصديق”، في سياق الحوار التالي:

– ما هو هدف مركز الحوار الإنساني ببني غازي بشكل عام؟

هدف مركز الحوار الإنساني؛ توسيع قدر ما أمكن من مساحة المشاركة لتحديد الثوابت والضرورات والأوليات المتفق عليها بين الليبيبن، وتحديد نقاط الاختلاف التي يجب معالجتها، وهذا لمحاولة بلورة توصيات عسى أن تكون المحدد الأساسي للخطوات القائمة التي ستتخذ بشأن الملف الليبي.

– هل انعقاد الحوار الإنساني في بنغازي يعلن بشكل أو بأخر فشل البعثة الأممية في ليبيا؟

قبل الجواب يجب أن نحدد بعض النقاط؛ أولًا: مركز الحوار الإنساني هو منظمة مجتمعية، أما ما يقصده السؤال هو مسار العملية الذي يسمى «الملتقى الوطني الليبي»، فمركز الحوار الإنساني تم تكليفه بتنظيم عملية استشارية واسعة اسمها «الملتقى الوطني الليبي» ولتبسيط الأمر نشير إلى أنه بناءًا على اجتماع سياسي كبير أطلق عليه اسم اتفاق الصخيرات، حظي بإقبال سياسي، إلا أنه حتى الآن لم ينجح أحد في تنفيذه على أرض الواقع ولا نستطيع أن نقول أنه أدى إلى مزيد من الاستقرار في ليبيا.

– هل تعني بذلك أن «اتفاق الصخيرات» لم يحقق الهدف المنوط به؟

بالطبع لم يحققه، ولكن أحب أن أشير إلى أنني لا أحكم على محتواه ما إذا كان جيدًا أم لا، ولكن أي ملاحظ نزيه وصادق يرى أنه لم يحقق أهدافه، ونحن نعتبر أن من الأسباب الأساسية لعدم تحقيقه أهدافه لأنه افتقر إلى من يدعمه فعلا على الأرض، حيث لم يتحصل على الحد الأدنى من الدعم من داعمين حقيقين في ليبيا، كما أنه لم يتحصل على الشرعية الكافية من الليبيين حتى يكون تنفيذه سهل أو طبيعي.

-هل «الملتقى الوطني الليبي» إصدار جديد من حوار الصخيرات؟

دعنا نقول أنها محاولة لتفادي الأخطاء التي ارتكبت من قبل، وأعتقد أنه لا يمكن تفادي الأخطاء من دون الاستماع إلى ضرورات الناس والخطوط الحمراء ومخاوفهم وما يعتبرونه أولويات أو ثوابت وطنية، هذا هو المبدأ الذي بُني عليه مشروع الملتقى الوطني الليبي، طبعا لا أحد يضمن نجاحه، ولكن نحن نسعى بكل ما في وسعنا لمحاولة إعطاء الكلمة لأكبر قدر ممكن من الليبيين في كل ربوع ليبيا، من خلال الذهاب إلى المدن واستشارة كل القطاعات ومحاولة رفع توصيات تكون قدر الإمكان وفية لما اجتُمع له، وياحبذا أن نتمكن في النهاية أن نقول؛ هذا ما يريده الليبيون، هذا ما يمكن أن يتفقوا عليه في المرحلة القادمة، وهذه الخلافات الجوهرية التي يجب معالجتها بمراحل تالية عساها تكون أفضل بالنسبة للشعب الليبي، وتساهم في توحيد البلد واستعادة سيادته الوطنية.

– هل يعيد مركز الحوار الإنساني ممثلا في «الملتقى الوطني الليبي» إعادة تصدير وجوه جديدة للمشهد الليبي؟ وتحديدًا رموز الإخوان؟

السؤال وجيه جدًا؛ من المهم التأكيد على أن من الأسس التي بُني عليها هذا المشروع هو أنه لن يصدر نُخبة جديدة، ولن يعطي شرعية لأحد، بمعنى أن القاعدة الأولى بخلاف المسارات السابقة سواء «الصخيرات» أو غيره، سنكون واضحين جدًا أن من سيشارك في هذا الملتقى الوطني الليبي، لا يعني أنه سيصبح مُخاطب شرعي، أو مرشح لمنصب أيًا كان في مجلس أو حكومة أو شيئ من هذا القبيل، إذا سيكون واضح من البداية، أن دخول الملتقى لا يعني أبدًا أنك ستكون في المجموعة المرشحة لأي منصب، علمًا أن هذا الأمر قد يصعب الأشياء حيث أننا بذلك الأمر حذفنا عنصر ترغيب قوي قد يجعل بعض الناس حريصة على المشاركة، لكن أعتقد أن هذا مهم، هذه استشارة هدفها ووظيفتها رفع توصيات تكون أوفى ما أمكن لما يقوله الليبيون، هي تريد صنع توصيات لا تريد صنع شخصيات أو مرشحين أو مخاطبين جدد سواءً بالمناصب أو ما يسمى بالمجتمع الدولي، أو أي شيئ من هذا القبيل.

-ماذا عن الإخوان وإمكانية مشاركتهم في الملتقي؟

أنا لا أدري إذا ما كانوا ينوون المشاركة أم لا، ولكن على أي حال إذا شاركوا سيكونون مثل غيرهم  بصفات شخصية، وتجدر الإشارة إلى أن تلك الملتقيات يتم تنظيمها مع البلديات، وعلى سبيل المثال في اجتماع بنغازي، قمنا بالارتكاز على الفعاليات المحلية، والبلدية هي من قاموا بالتنظيم وكانت الدعوة مفتوحة للمواطنين الراغبين بالمشاركة، ومع جموع المواطنين يكون من الصعب معرفة القومي من الشيوعي من الإخوان، كما أنه لا أظن أن هذا الإطار يمكن أن يكون إطار تسويق لأحزاب أو تيارات، وهذا لأن وظيفة الملتقى ليس إنتاج نُخب جديدة أو تشكيلات حاكمة جديدة.

– الحوار السياسي نُخبوي لا شعبيًا.. فماذا ينتظر «الملتقى» من مواطنون يبحثون عن الراتب والطعام والشراب والسياسة ليست شاغلهم؟

الإعلام والدعوات كانت مفتوحة جدًا، ولكن المعنيين بكملة «نُخب» هو من يحملون هم الشأن العام ويرغبون في المساهمة بالتداول فيه، وهذا لا يعني النخب بالمعنى الضيق، فليس بالضرورة أن يكونوا أشخاص يحملون درجات الدكتوراه، فمن الوارد أن يكونوا أشخاص عاديين ولكن منخرطين في العمل المجتمعي ومهتمين بالشأن العام إلى حد يجعلهم يذهبوا ويشاركوا في تلك الاجتماعات، وفي الحقيقة الأمر يختلف من مكان لأخر لأسباب عديدة، فعلى سبيل المثال تفاجأت في اجتماع بنغازي مثلا بوجود شرائح مختلفة جدًا داخل القاعة، حيث وجدت شخصيات وفئات مجتمعية قلما تراها، حيث كان ضمن الحضور أكاديميين وإداريين، وما يسمونه في بنغازي شباب الميادين، وهم فئات قلما يلتقوا في نفس الإطار مع بعض، وهذا ما جعل الحوار أصعب قليلًا، حيث أن وجود فئات متشابهة يوحد لغة الحوار والمفاهيم ويجعل الحديث أكثر سرعة ومرونة، على عكس هذه الحالة التي كانت أصعب قليلًا، ولكن أظن أن هذا الأمر يثري النقاش.

– ذكرت مسألة تنوع الحضور باعتباره أمرًا استثنائيًا، فهل يعني هذا أن الملتقيات القادمة، ستقوم بحشد  النخب فقط؟

هذا الأمر ليس حكرًا على ليبيا، بل هو أمر شائع في جميع أنحاء العالم، فليس من اليسير أن تجذب انتباه الأشخاص العادية، لأنهم كما سبق وذكرت لديهم هموم ومشاغل حياتية لا تعطي لهم مجال الاهتمام بالنقاشات السياسية والاقتصادية، فمن الصعب استقطاب اهتمامهم، وأنا كنت سعيد بالتنوع ونسبة الحضور الواسعة، وأتمنى أن يكون هكذا في باقي المؤتمرات.

– ما تقييمك لأداء حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج والحكومة المؤقتة برئاسة عبد الله الثني؟

يصعب الجواب على هذا السؤال، حيث أن المشكلة ليست في الأداء، ولكن في الانقسام نفسه، فأستطيع أن أقول أن عيبهما أنهما منقسمان، ويصعب وضع تقييم لأي طرف منهما لأن ظروفهما مختلفة جدًا من حيث الميزانيات والإمكانيات، فلا أستطيع عمل مقارنة تحدد مدى كفاءة هذه الحكومة مقارنته بتلك، ولكن أستطيع أن أقول أن الحكومتين مطلوب منهما شعبيًا أن يسعيان للوصول إلى حالة طبيعية موحدة تسمح بتوفير الاحتياجات الأساسية للمواطنين المفتقدين لها، وأن يتم إيقاف حالة انعدام الأمن المتفاوت من مكان لأخر ومن مرحلة لأخرى، لذا لا أستطيع أن أقول أن هذا أفضل من ذاك.

ما هو تقييمك للوضع السياسي الليبي.. خاصة أن شبح تقسيم ليبيا يطارد حتى المواطن البسيط  المواطن؟

يجب أن ننظر للأمر بطريقة أخرى، وهو أنه على الرغم من أن الحكومة منقسمة إلى اثنين وفي وقت من الأوقات إلى ثلاثة، إلا أن البلاد لم تنقسم وهذا يعني أن ليبيا موضوعيًا بها مقومات الوحدة وتصمد أمام القوى الطاردة التي من الممكن أن تقسمها، وهذا ما يدعوني للتفاؤل، أنا لا أقول أن ليبيا ستنقسم لأنها  لديها حكومتين اثنتين منقسمتين، أقول أنه رغم الحكومتين المنقسمتين منذ مدة طويلة في البلد لايزال موجود، والليبيون لايزالون يذهبون من الشرق إلى الغرب، والعكس، وجميعهم يعتبرون أنفسهم مواطنين لنفس البلد، ونستطيع أن نقول أن الانقسامات على المستوى السياسي أو الحكومي لا تعني أن هذا الجسم سينقسم أو يبتر أحد أجزاءه.

 

يمكنك قراءة الخبر في مصدره صحيفة المتوسط

اترك تعليقا