العالَم “الشابّ”.. ومجتمعات “الشيخوخة” !

0

لم تستثنِ الحروبُ أحدا في هذا العالم، لكن أثرها لم يكن نفسه في كل بقاع الدنيا، فنجحت “دولٌ” في توظيف الفرص وحرق المسافات نحو الاستقرار والازدهار، في الوقت الذي فشلت فيه دول أخرى في تحقيق غاياتها وتورطت في الأفكار التقليدية التي تعادي حركة التحديث، وكان العالم على موعدٍ مع موجة تسونامي شبابية فريدة انطلقت مسلَّحة بكل أدوات العولمة والتكنولوجيا نحو آفاق المستقبل وقيادة مجتمعاتها بكل مسؤولية لا تعوزها الحكمة التي أثبتت مسيرة هذه الأسماء اليافعة أنها أهل لها:

“سباستيان كورتس” تولى حقيبة الخارجية وهو لم يتجاوز الثامنة والعشرين من عمره، ثم أصبح رئيسا لأهم حزب في “النمسا” وهو في الثلاثين فقط.

“شارل ميشيل” تولى رئاسة وزراء الحكومة في “بلجيكا” وهو لم يتجاوز ثمانية وثلاثين عاما، ليكون أصغر رئيس وزراء في تاريخ البلاد.

“إيمانويل ماكرون” تولى منصب الرئاسة في “فرنسا” وهو لم يتجاوز تسعة وثلاثين عاما.

“فولوديمير غروسمان” تولى رئاسة الوزراء في “أوكرانيا” ولم يتجاوز ثمانية وثلاثين عاما هو الآخر.

“عايدة هادزيلك” أصبحت وزيرة للتعليم في “السويد” ولم تبلغ السابعة والعشرين عاما.

” جاستن ترودو” تولى رئاسة الحكومة في “كندا” وهو لم يتجاوز  ثلاثة وأربعين عاما.

“باراك أوباما” تولى رئاسة أهم دولة في العالم “الولايات المتحدة الأميركية” وهو لم يتجاوز ثمانية وأربعين عاما.

“ديفيد كاميرون” تولى رئاسة الحكومة في “بريطانيا” وهو لم يتجاوز ثلاثة وأربعين عاما.

“تافي روسفاس” تولى رئاسة “أستونيا” وهو لم يتجاوز أربعة وثلاثين عاما.

يبدو أن العالم اليوم تقوده سياسات شابة، بعد نجاح المشروع الثقافي الذي تبنته المجتمعات المتقدمة والمغامرة وأفضى إلى توأمة أخلاقيات منتجات الحضارة المادية من ثورة اتصالات ومعلومات وإنترنت ومواقع تواصل اجتماعي مع السياسة والاقتصاد.

لكن المفارقة تفصح عن نفسها في العالم الموازي حيث تعيش مجتمعات العالم الثالث ماديًا في القرن الحادي والعشرين، غير أنها تعيش بأفكارها وقيمها في العالم القديم المفارق لروح عصر الألفية الثالثة، هي دول ومجتمعات مستثناة من الحظ السعيد، تعيش اليوم الحروب والصراعات الأهلية والطائفية والدينية التي يقودها المشائخ والشيوخ والمسنون ووقودها شباب انعدمت لديهم الغايات وغابت عنهم الوسائل.

 

 

يمكنك قراءة الخبر في مصدره قناة 218

اترك تعليقا