ترامب يزور جرحى حادثة فلوريدا.. و«إف بي آي» تقر: لم نتحرك

0

زار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الجمعة، مستشفى في فلوريدا لتفقد جرحى إطلاق النار في مدرسة، بعد أن أقر مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) بأنه أساء التعامل مع تحذيرات بشأن منفذ المجزرة التي أودت بحياة 17 شخصًا.

ووصل ترامب وزوجته ميلانيا في نهاية يوم عصيب لأهالي الضحايا الذين قتلوا في مجزرة الأربعاء في ثانوية في باركلاند بولاية فلوريدا، والذين علموا بأن الكارثة كان يمكن تفاديها على الأرجح، وفق ما أوردت وكالة «فرانس برس».

وأقر مكتب التحقيقات الفيدرالي، أكبر وكالات تطبيق القانون الأميركية، بأنه تلقى تحذيرًا مرعبًا في يناير من مصدر قال إن المسلح نيكولاس كروز البالغ من العمر 19 عامًا قد يكون بصدد التخطيط لإطلاق نار جماعي لكن عناصر «إف بي آي» لم يتابعوا التحذير.

أقر مكتب التحقيقات الفيدرالي بأن عناصر «إف بي آي» لم يتابعوا التحذير الذي ورد إليهم باحتمالية وقوع الحادث

وفي مستشفى «برووارد هيلث نورث»، حيث التقى ترامب ناجين من عملية إطلاق النار، شكر الرئيس الأطباء والممرضين والمسعفين «لعملهم الرائع» ووصف المجزرة بـ«المحزنة جدًا».

وتوجه بعد ذلك مع ميلانيا إلى مركز الشرطة المحلية في برووارد، حيث التقى الحاكم ريك سكوت والسيناتور ماركو روبيو وقائد الشرطة المحلية سكوت إيزراييل ومسؤولين آخرين من وكالات تطبيق القانون.

وقال ترامب في مركز الشرطة إنه التقى ناجية أطلق عليها النار أربع مرات وأصيب برصاصة في الرئة، موضحًا أن المسعفين الأولين أنقذوا حياتها. وقال «أعطوهم علاوة».

وتأتي زيارة الرئيس إلى منطقة باركلاند شمال ميامي وسط غضب متزايد لدى الأهالي وطلاب ثانوية مارجوري ستونمان دوغلاس إزاء ما يبدو عدم وجود رغبة أميركية في تشديد قوانين الأسلحة.

وقال أندرو بولاك: «أميرتي لم تكن بمأمن في تلك المدرسة»، وذلك خلال جنازة ابنته ميدو البالغة من العمر 18 عامًا. وأضاف «أرجوكم أن تصلوا كي لا تحصل هذه المأساة المروعة لعائلة أخرى».

وفي مؤتمر صحافي مساء في مركز الشرطة المحلية قال السناتور روبيو: «إن هذا المجتمع والولاية يشعرون بألم شديد ويريدان التحرك لضمان عدم تكرار الأمر». ورد ترامب «يمكنكم التعويل على ذلك».

غير مقبول

أقر مكتب «إف بي آي» في وقت سابق الجمعة أن «شخصًا مقربًا من نيكولاس كروز» اتصل بالرقم العام للابلاغ عن الحوادث في الخامس من يناير «للتبليغ عن تحذيرات بشأنه».

وقال «إف بي آي» في بيان: «قدم المتصل معلومات حول حيازة كروز أسلحة ورغبته في قتل أشخاص وسلوكه الغريب وتعليقاته المقلقة على مواقع التواصل الاجتماعي إضافة إلى احتمال قيامه بإطلاق نار في مدرسة».

وأضاف البيان أن المعلومات التي قدمها المتصل «كان يجب أن تعتبر تهديدًا محتملاً للأرواح» وأن تقدم إلى مكتب الوكالة في ميامي. لكن «لم يجر المزيد من التحقيقات».

وقال مدير «إف بي آي» كريستوفر راي الذي تولى منصبه في أغسطس: «تحدثنا إلى ضحايا وعائلات ونأسف بشدة للألم الذي لحق بكل الذين تأثروا بهذه الكارثة المروعة».

وأضاف راي أنه «ملتزم معرفة حقيقة ما حصل» وأن المدعي العام جيف سيشنز أمر بإجراء مراجعة فورية لضمان «الرد الفعال لأي مؤشرات عن عنف محتمل».

لكن سكوت حاكم ولاية فلوريدا، طالب مع ذلك استقالة مدير «إف بي آي»، معتبرًا أن عدم التحرك «غير مقبول».

والتحذير الذي ورد لـ «إف بي آي» في يناير لم يكن الوحيد بشأن كروز الذي استخدم رشاشًا من طراز «إيه آر-15» اشتراه بشكل قانوني قبل عام ليمطر صفوف المدارس بالرصاص.

حاكم ولاية فلوريدا طالب مع ذلك استقالة مدير «إف بي آي» معتبرًا أن عدم التحرك «غير مقبول»

وفي سبتمبر تم تنبيه «إف بي آي» إلى رسالة على «يوتيوب» يتوعد فيها مستخدم يدعى نيكولاس كروز قائلاً «سأصبح مطلق نار احترافي في المدارس».

وقال مكتب التحقيقات الفيدرالي إنه تحقق من التعليق حينها لكنها لم تتمكن من تحديد هوية المعلق.

وكروز معروف أيضًا لدى الشرطة المحلية بعد «اتصالات متكررة لوالدته طالبة مساعدة الشرطة في التعامل مع فوراته العنيفة وتهديداته وسلوكه المدمر»، وفق شبكة «سي إن إن».

وتعود أحدث الوقائع التي تبلغتها الشرطة إلى سبتمبر 2016 وقد ذكر في إحداها أنه «أشار في الماضي إلى رغبته في شراء سلاح»، وفق «سي إن إن».

غير منطقي

زيارة ترامب إلى منطقة باركلاند -غير البعيدة عن منتجعه في مارالاغو حيث سيمضي الرئيس عطلة نهاية الأسبوع- لم يتم الإعلان عنها مسبقًا، ربما لتجنب احتمال أن تستقبله مطالبات غاضبة بالتحرك إزاء قوانين الأسلحة.

وقالت ميفي روبيانو (47 عامًا) التي نجت ابنتها من المجزرة «من غير المنطقي أن القانون يمنع القاصرين من شراء الكحول لكن يسمح لهم بشراء سلاح».

وفي واشنطن يظهر الرد السياسي لغاية الآن أن الجمعية الوطنية للأسلحة التي أنفقت 30 مليون دولار لدعم حملة ترامب في 2016، لا تزال قوية.

وكما في حوادث إطلاق نار سابقة، فإن النشطاء المؤيدين لتشديد قوانين الأسلحة، يركزون على سهولة الحصول على الرشاش إيه.آر-15 وهو نموذج مدني لرشاش إم-16 العسكري الأميركي.

بيعت ملايين القطع من هذا الرشاش في أنحاء الولايات المتحدة واستخدم في عمليات إطلاق نار في لاس فيغاس وساثيرلاند سبرينغز وتكساس ونيوتاون وكونيتيكت.

 

 

يمكنك قراءة الخبر في مصدره صحيفة بوابة الوسط

 
اترك تعليقا