القوات العراقية تسيطر على «النوري» و«الحدباء» في الموصل

0

أعلنت القوات العراقية استعادة جامع النوري الكبير في المدينة القديمة بغرب الموصل الذي شهد الظهور العلني الوحيد لزعيم «داعش» أبو بكر البغدادي، وذلك في إطار الهجوم على آخر حصون التنظيم المتطرف في ثاني أكبر مدن العراق.

ويأتي إعلان استعادة الجامع الذي فجره «داعش» الأسبوع الماضي بعد مرور ثلاثة أعوام على اليوم الذي أعلن فيه التنظيم إقامة ما يوصف بـ«دولة الخلافة» في أجزاء من العراق وسورية، بحسب «فرانس برس».

وأعلنت قيادة العمليات المشتركة في بيان أن «قوات مكافحة الإرهاب تسيطر على جامع النوري ومنارة الحدباء».

مسألة التطهير
وبعدما أشار قائد في قوات مكافحة الإرهاب إلى أن القوات العراقية لم تسيطر بشكل كامل فعليًا على الجامع أوضح المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة العميد يحيى رسول في تصريح للصحفيين أنه تم عزل المنطقة «وبقيت مسألة التطهير».

وكان جامع النوري الكبير ومنارة الحدباء من أبرز معالم الموصل وشكلتا رمزًا في تاريخ حكم التنظيم المتطرف في العراق. وأعلن تلفزيون العراقية الحكومي في خبر عاجل ما أسماه «سقوط دولة الخرافة».

وكان جامع النوري شهد ظهور البغدادي خلال صلاة الجمعة في يوليو 2014، بعيد سيطرة التنظيم على ثاني أكبر مدن العراق، حيث دعا المسلمين إلى طاعته. وبعد ثلاث سنوات ما زال مصير البغدادي ومكان تواجده مجهولين، فيما خسر تنظيمه نسبة كبيرة من الأراضي التي كان يسيطر عليها في 2014.

وأقدم تنظيم «داعش» في 21 يونيو على تفجير منارة الحدباء التاريخية وجامع النوري الكبير في محاولات يائسة للدفاع في وجه تقدم القوات العراقية. واعتبر مسؤولون عراقيون وفي التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة أن عملية التفجير دلالة على الخسارة الوشيكة للتنظيم في الموصل، فيما وصفه رئيس الوزراء حيدر العبادي بـ«إعلان الهزيمة».

تدمير التراث
وكانت منارة الحدباء تعتبر رمزًا للمدينة إذ طبعت على العملة الورقية العراقية من فئة عشرة آلاف دينار، ويصفها البعض ببرج بيزا العراقي، نسبة إلى البرج الإيطالي المائل. وظهرت أيضًا في علامات تجارية محلية وإعلانات عدة، وأعطت اسمها لعدد لا يحصى من المطاعم والشركات والنوادي الرياضية.

ونسب «داعش» عبر وكالة «أعماق» الدعائية إلى غارة أميركية تدمير الموقعين التاريخيين، غير أن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة اعتبرت أن التنظيم هو من «دمر واحدًا من أعظم كنوز الموصل والعراق».

وأكدت روسيا الأسبوع الماضي أنها تسعى إلى التحقق من مقتل البغدادي في غارة لقواتها بسورية الشهر الماضي. وكان مسجد النوري يعد من أكبر مساجد المدينة القديمة، وسمي تيمنًا بنور الدين الزنكي الذي حكم الموصل وحلب لفترة، وأمر ببنائه في العام 1172. وكان سلف صلاح الدين يمثل مفهوم مقاومة الحروب الصليبية.

تهديد بتدمير المنارة
بعد سيطرته على المدينة الشمالية في يونيو 2014 هدد التنظيم المتطرف بتدمير منارة الحدباء، إلا أن السكان تمكنوا من إحباط ذلك بعدما شكلوا درعًا بشرية حولها. وجاءت عملية تدمير المسجد والمنارة بعد ثلاثة أيام من بدء القوات العراقية هجومًا على المدينة القديمة بغرب الموصل، حيث آخر مواقع «داعش». ولايزال نحو مئة ألف مدني محتجزين كدروع بشرية من قبل التنظيم داخل المدينة القديمة.

ورغم أن المنطقة التي يسيطر عليها «داعش» صغيرة جدًا، غير أن أزقتها وشوارعها الضيقة بالإضافة إلى تواجد المدنيين فيها جعل العملية العسكرية محفوفة بالمخاطر. وأبدى مقاتلو التنظيم المتطرف مقاومة شرسة في المدينة القديمة باستخدام قذائف الهاون والمفخخات والقناصة لإبطاء تقدم القوات العراقية.

 

لمطالعة الخبر في مصدره اضغط هنا

اترك تعليقا