يابانيات يكسرن الصمت حول تعرضهن لاعتداءات جنسية

0

وكالات:

عندما تم اغتصاب رينكو ناكاجيري لأول مرة من قبل منتج أغواها بوعد بإبرام صفقة قياسية، لم تفصح المغنية البالغة من العمر 17 عاماً عن الأمر خوفا على مسيرتها المهنية.

ظهرت حركة “مي تو” بعد عشرين عاما من تخلي رينكو عن الموسيقى لتصبح ربة مزل في طوكيو لمواجهة معانتها الشخصية.

وعلى الرغم من المزاعم واسعة النطاق حول الكراهية والعنف الجنسي اللذان تتعرض لهما النساء، والتي امتدت من هوليوود إلى هونج كونج، إلا أنه كان هناك دعم قليل نسبيًا للحملة في اليابان، حيث يُطلب من الضحايا في كثير من الأحيان التزام الصمت.

وقالت رينكو ناكاجيري لوكالة فرانس برس: “من شبه المستحيل الحديث عن الأمر في اليابان. هناك وصمة عار مروعة عن الاغتصاب. الناس يفضلون إبقاءها مخبأة”.

وتابعت، رينكو، وهي الآن أم لطفلين: “تعرضت للاغتصاب في أستوديو تسجيل في ساعة متأخرة من الليل”، مؤكدة أنها تركت الموسيقى بعد ثلاث سنوات من وقوع الاعتداء الجنسي.

وأضافت: “تكرر الأمر مرات عديدة بعد ذلك. كنت أخشى إذا قاومت أو أبلغت عنه، فإن مسيرتي المهنية سنتهي”.

يشار إلى أنه في اليابان، حيث تترسخ ثقافة الصمت عندما يتعلق الأمر بالاعتداء الجنسي والمضايقة، الحديث عن الأمر يصبح له ثمن”.

رفضت الصحفية شيوري إيتو أن تتقبل المعاناة في صمت وأعلنت عنها ف العام الماضي. اتهمت الصحفية البالغة من العمر 28 عامًا مقدم نشرات إخبارية له علاقات وثيقة مع رئيس الوزراء شينزو ابي باغتصابها بعد أن دعاها لتناول العشاء لمناقشة فرصة عمل في عام 2015.

تعرضت شيوري إيتو لهجمات على الإنترنت عندما تجرأت على كسر صمتها وتلقيت تهديدات بالقتل.

وقالت شيوري ايتو التي تشتبه في أن مهاجمها المزعوم نوريوكي ياماجوتشي خدرها إن آخر ما تتذكره هو عندما ذهبت إلى الحمام في مطعم السوشي.

وتابعت: “عندما استعدت وعي، كنت أشعر بألم شديد، كنت في غرفة في فندق وكان يجلس فوقي. كنت أعرف ما حدث ولكنني لم أتمكن من معالجة الأمر”.

وأوضحت شيوري أن أسئلة الممرضة التي عالجتها في المستشفى تحولت إلى “استجواب”. ثم حدث الأسوأ وكان من الأسوأ حيث أمرها رجال الشرطة بإعادة تمثيل اغتصابها عن طريق دمية بالحجم الطبيعي.

وقال شيوري لوكالة فرانس برس: “اضطررت إلى الاستلقاء على الأرض ووضعوا هذه الدمية فوقي وبدأوا بتحريكها. كانوا يتساءلون” هل كان الأمر كذلك؟ وكان هذا بمثابة اغتصاب ثان”.

وقالت الشرطة، التي استغرقت عدة أسابيع لفتح تحقيق جنائي، لشيوري إنهم سيعتقلون ياماجوتشي، قبل أن يتراجعوا فجأة.

ومنذ ذلك الحين رفعت شيوري ايتو دعوى قضائية مدنية ضد ياماجوتشي الذي ينفي ارتكاب أي مخالفات.

وقالت شيوري التي أصدرت كتابا عن محنتها وقدمت مؤتمرا صحفيا في مقر الأمم المتحدة في نيويورك “تلقيت رسائل بالبريد الإلكتروني تدعوني بالعاهرة”.

وأضافت: “كانت هناك تهديدات كذلك لذا خفت على حياة عائلتي. كنت خائفة لا أستطيع الخروج”.

أججت حالة شيوري إلى بعض النقاش في اليابان، لكن في بلد حيث يذهب أربعة بالمائة فقط من ضحايا الاغتصاب إلى الشرطة، وفقا لمسح حكومي عام 2015، تجرأت حفنة من النساء الأخريات فقط على الحديث عن الأمر.

وقال ساتشي ناكاجيما، وهي إحدى الناجيات من العنف المنزلي ومؤسسة منظمة Resilience””، وهي منظمة غير هادفة للربح لمساعدة ضحايا سوء المعاملة: “من الواضح أن حركة “MeToo” قد حققت نقطة تحول”.

وتابعت ساتشي: “قضية شيوري تسبب في القليل من النقاشات ولكنها لم تتحول إلى نقطة حرجة. لا يحدث شيء، لا أحد يتم القبض عليه، حتى في قضيتها”.

وألقت ساتشي باللوم على قانون الجرائم الجنسية في اليابان منذ قرن مضى، والذي عدله البرلمان في العام الماضي فقط لتوسيع تعريف الاغتصاب وزيادة عقوبات السجن.

وقالت: “إنها أشبه بمحاولة تحريك جبل، تعديل قانون الاغتصاب بعد 110 سنوات؟”.

وتظهر أرقام وزارة العدل أن ثلث قضايا الاغتصاب تصل حالياً إلى المحكمة، وفي العام الماضي، حُكم على 285 من أصل 1678 شخصاً تم محاكمتهم بتهمة ارتكاب جرائم جنسية (17٪) بالسجن لأكثر من ثلاث سنوات.

توقفت سائقة سيارة الأجرة كازويو سايتو عن العمل ليلا للحد من خطر تعرضها للاعتداء.

وقالت البالغة من العمر 42 عاما: “يحاول الركاب الذكور الذين خرجوا للتو من الحانات في بعض الأحيان الاستمرار في المغازلة”.

وتابعت: “كنت أقول إنني أحاول أن أعمل وأتجاهل الأمر”.

يذكر أن اليابان لديها واحد من أسوأ السجلات في العالم من حيث التمثيل السياسي للإناث.

وتشغل النساء ما يزيد قليلا على 10 في المائة من المقاعد في مجلس النواب، مما يضع اليابان في المرتبة 158 بين 193 بلدا -بعد سوريا والكونغو -في عام 2017، وفقا لبيانات الاتحاد البرلماني الدولي.

تعتقد ساتشي ناكاجيما أن النساء اليابانيات بحاجة إلى تمكينهن قبل تغيير المواقف تجاه جرائم الجنس.

وقالت: “يشعر الكثير من الرجال وكأن أجساد النساء حق لهم، تعريف الموافقة على ممارسة الجنس هو تعريف مشوه جدا في اليابان”.

وتابعت: “إذا دخلت إلى مركز الشرطة للإبلاغ عن سرقة، فلن يقولوا ” لماذا لم تكوني أنت في المنزل في تلك الساعة؟ ليست كما يقولون “لابد أنك تسببت له في الإثارة” أو “أنت ترتدين تنورة قصيرة”.

وأضافت: “علينا أن نبدأ بالنظر إلى وضع المرأة في المجتمع لأن ذلك يفسر الكثير من المشاكل”.

 

 

يمكنك قراءة الخبر في مصدره صحيفة المتوسط

اترك تعليقا