هل كان الإعلان عن مقتل “بن حميد” ومنشور “العرادي” إشارة البدء في هجوم طرابلس

0

اخبار ليبيا – سامر أبو وردة

في خضم الانشغال بمقتل قائد ما يعرف بـ “مجلس شورى ثوار بنغازي”، الإرهابي وسام بن حميد، خرج علينا الكادر الإخواني، عبد الرزاق العرادي، أول أمس الثلاثاء، بمنشورين على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، رصدتهما “المتوسط”، يعلن من خلالهما رفضه إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية، قبل الاستفتاء على مشروع الدستور وإقراره.

بعدها بساعات كان الليبيون على موعد مع حلقة جديدة من مسلسل التفجيرات الدامية، حيث هز انفجار مدوي سماء طرابلس، صباح أمس الأربعاء، مستهدفاً مقر المفوضية العليا للانتخابات، مخلفاً 13 قتيل ونحو 21 مصاب، تتراوح حالاتهم بين المتوسطة والخطيرة.

ولكي نُجري تحليلاً منطقياً لما جرى أمس، يلزم ربط الأحداث بتسلسلها، حيث تعود فصول القصة إلى قيام جماعة الإخوان المسلمين برفع شعار “الدستور قبل الانتخابات”، بغية تعطيل إجراء الانتخابات، والاستمرار في حالة الانسداد السياسي، وذلك لكونهم على علم بانتهاء رصيدهم في الشارع الليبي، وانعدام فرص نجاحهم في أي انتخابات مقبلة، ذلك فضلاً عن الاستفادة المالية التي تحققها الجماعات الإرهابية المسلحة من عمليات التهريب، مستغلة حالة الفوضى والانقسام، التي تهددها عودة مؤسسات الدولة، وتثبيت أركانها.

ولأن نهج الإخوان معروف عبر عقود، فقد بدأوا تنفيذ الخطة “أ”، على محورين، الأول استخدام آلاتهم وأبواقهم الإعلامية للترويج لمسار الدستور قبل الانتخابات، والثاني فتح نيرانهم والهجوم على كل من ينادي بمسار إجراء الانتخابات.

وهنا نذكر بالحملة التي قادها رئيس حزب العدالة والبناء، الذراع السياسي لـ “الإخوان”، محمد صوان، للمطالبة بالاستفتاء على الدستور قبل إجراء الانتخابات، وتلاها الإعلان المفاجئ عما سُمي “حراك 30مارس”، الذي دعا للتظاهر في طرابلس يوم 30 مارس الماضي، للمطالبة بنفس المسار، مدعوما بتغطية إعلامية واسعة من قناة الجزيرة القطرية، وقناة النبأ التابعة للجماعة المقاتلة، وقناة التناصح التي يترأسها المفتي المعزول، الصادق الغرياني.

حينها خرج العرادي، من خلال أحد المواقع القطرية، ليقول، إن حراك 30 مارس وحراك الدستور أولا ومبادرة الراية البيضاء، وكل حراك يطالب بنبض الشارع يجب أن يرحب به، وفي الجانب الآخر شُن هجوم حينها على مبعوث الجامعة العربية لدى ليبيا، صلاح الدين الجمالي، بسبب تصريحاته التي قال فيها، “إن الأولوية للانتخابات، وإن معضلة الاستفتاء على الدستور لا ينبغي أن تعرقل العملية الانتخابية”، كما يجدر التذكير بتصريحات القياديين الإخوانيين، علي الصلابي، ورئيس المجلس الاستشاري، خالد المشري، للتأكيد على نفس المسار.

كان فشل دعوات هذا الحراك، الذي حاولوا إلباسه الثوب المدني الحقوقي، مؤشراً قاطع الدلالة لجماعة الإخوان المسلمين، بانتهاء رصيدهم في الشارع الليبي، وهو ما دفعهم لاتخاذ قرار ببدء تنفيذ الخطة “ب” بتبادل الأدوار بينها وبين أجنحتها العسكرية، واستخدام أذنابها “المقاتلة” و”داعش”، لتنفيذ عمليات إرهابية ومحاولة إلصاقها بقيادات الجيش الوطني، بهدف إرباك المشهد السياسي، والوصول إلى هدفهم بتعطيل إجراء الانتخابات.

ومع تسارع الأحداث، وتصريحات رئيس مجلس النواب، المستشار عقيلة صالح، الاثنين 30 إبريل الماضي، والتي قال فيها، إنه يتعين إجراء الانتخابات قبل نهاية العام الجاري، وإن هناك توجه دولي وأممي داعم للتوجه للانتخابات في ليبيا كحل للأزمة، وينبغي التعجيل في إجراء الانتخابات الرئاسية، من أجل تجنيب البلاد المزيد من الانقسام، بالإضافة إلى رغبة الجامعة العربية في دعم مسار الانتخابات، فضلاً عن توافق “الرباعية الدولية” على نفس المسار.

قررت جماعة الإخوان إعطاء الإشارة لذيولها العسكرية ببدء تنفيذ الهجوم، فخرجت فضائية “النبأ” بمقطع فيديو مصور للإرهابي وسام بن حميد، ثم تم الإعلان عن مقتله في اليوم التالي، على الرغم من مرور عام ونصف على مقتله، والذي أعلن عنه المتحدث الرسمي للجيش الوطني، العميد أحمد المسماري، في الـ 7 من يناير من العام الماضي، والذي استمروا في تكذيبه، حتى الإعلان الرسمي عن مقتله، من قبل أسرة الإرهابي المقيمة في تركيا.

الهجوم الدموي على مقر المفوضية العليا للانتخابات، يفسر سر اختيار هذا التوقيت تحديداً للإعلان عن مقتل الإرهابي “بن حميد”، ويرتبط ارتباطاً وثيقاُ بمنشور الإخواني، عبد الرزاق العرادي.

واستكمالاً للمخطط، انطلقت الأبواق الإعلامية عبر قناتي النبأ والتناصح، لمحاولة إلصاق التهمة بقيادات الجيش الوطني، تارة بداع الرغبة في نقل مقر مفوضية الانتخابات إلى بنغازي، وتارة بداع عدم الرغبة في إجراء الانتخابات من الأساس، وكلها محض أكاذيب، وأدوار مرسومة تستهدف المزيد من الإرباك في المشهد السياسي، وما يؤكد أكاذيبهم، البيان الصادر عن حليفهم “داعش”، الذي تبنى خلاله المسؤولية عن الهجوم.

 

يمكنك قراءة الخبر في مصدره صحيفة المتوسط

اترك تعليقا