أخطاء الترجمة “الصادمة”: ليبيا “مُخيفة”.. و “عزل ترامب”

0

تحدث الأزمات السياسية بين الدول بسبب تضارب في المصالح والمواقف عموماً، لكن ماذا عن أزمات سياسية بعضها أدى لكوارث بسبب “خطأ في الترجمة”؟!. بعض هذه الأخطاء أدت لافتعال أزمات حقيقة دفع ثمنها أبرياء، وأخرى أدت لشرخ في العلاقات، ولعل بعضها مقصود وأخرى عفوية.

*الإساءة للجزائر وليبيا
وهي أزمة سياسية أوقعها تصريح رياض المؤخر وزير الشؤون المحلية والبيئة التونسي حينما قال إنه يحبذ أن يقول إن بلاده توجد جغرافيّا تحت إيطاليا على أن يقول إنها موجودة بين الجزائر البلد الشيوعي وليبيا البلد المخيف وفق تعبيره.
وبرر المؤخر أن التصريحات التي نسبت له والمتعلقة بوصفه الجزائر دولة اشتراكية شيوعية وليبيا بلد مخيف أخرجت عن سياقها بسبب الترجمة الإيطالية الحرفية الخاطئة حسب قوله.

*سي.إن.إن والثمن الغالي
قدمت شبكة «سي.ان.ان» التلفزيونية الاميركية بسبب تحريفها تصريحات الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد، اعتذاراتها بسبب «خطأ في الترجمة»، حيث نقلت عن نجاد قوله إن «بلاده تسعى لامتلاك قنبلة نووية”.
وكان نجاد قال:” ان لايران الحق في الطاقة النووية “، وكلف هذا الخطأ سي إن إن بحظرها في إيران.

*عزل ترامب
وأيضاً مع شبكة “سي إن إن” وذلك بالتزامن مع زيارة رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب للمملكة العربية السعودية، نشر موقع النسخة العربية لـCNN خبراً عنوانه “مصدر: البيت الأبيض يبحث إجراءات عزل الرئيس من منصبه”، وكان الخبر نقلاً عن النسخة الإنجليزية.

انتشر الخبر سريعاً وتناقلته وسائل إعلام عربية عديدة، كما لقي الخبر انتشاراً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي.
بالعودة إلى الخبر الأصلي المنشور على النسخة الإنجليزية، تبين أن “محامي البيت الأبيض” يدرسون المواجهة القانونية فى حال طلب الكونجرس سحب الثقة من ترامب، وهو أمر مستبعد جداً في الوقت الحالي وسابق لأوانه

*خطأ دفع ثمنه الملايين
في يوليو من عام 1945 أعلنت دول الحلفاء شروطها لاستسلام اليابان، ثم تمت ترجمة هذه الشروط إلى اليابانية وانتظر الحلفاء رد رئيس الوزراء الياباني حينها كانتارو سوزوكي، من ضمنها الاستسلام بدون شروط وبند يؤكد أن أي رد سلبي ياباني سوف يجلب الدمار الفوري عليها.
وكان رد رئيس الوزراء الياباني يومها على الصحفيين بشأن الطلب بكلمة “لا تعليق” وأنه يُمنع عليه التعليق في الوقت الحالي.
لكن تمت ترجمة كلامه من اليابانية إلى الإنجليزية بشكل آخر مثل “الرفض” أو التجاهل”، واختارت وكالات الأنباء معنى “الرفض”، وآخرون استخدمت ترجمة “لا يستحق التعليق”.
يومها اعتبرها الأمريكيون غطرسة يابانية وبعد أيام ألقوا القنابل النووية، ورغم أن أعدوا هذه الخطة لإنهاء الحرب بطريقة عنيفة لكن ماذا لو تمت ترجمة التصريح بطريقة صحيحة؟

*الانسحاب الاسرائيلي
وإذا كانت هناك ترجمات عفوية وخاطئة بالفعل، فهناك ترجمات ربما مقصودة ويستغلها أطراف معينة كما حدث مع اسرائيل التي تمسكت بالترجمة الانجليزية الداعية للإنسحاب من “أراضٍ عربية” التي احتلتها في عام 1967 في قرار مجلس الأمن الشهير رقم 242.
بينما هناك ترجمة فرنسية كان بند الانسحاب ينص على “انسحاب القوات المسلحة الإسرائيلية من الأراضي المحتلة في الصراع الأخير”.
لكن اسرائيل تمسكت بالنسخة الانجليزية التي قالت “أراضٍ عربية” وليس “كل الأراضي العربية”.

*أزمة البحرين – إيران
ومع الترجمات الخاطئة المقصودة أيضاً حين تلاعب المترجم الإيراني بتصريحات الرئيس المصري السابق محمد مرسي، أثناء إلقاء كلمته في قمة دول عدم الانحياز في عاصمة إيران عام 2012.

حيث قال مرسي:”إن الشعبين الفلسطيني والسوري يناضلان من أجل الحرية والكرامة”، وأضاف في موضع آخر من الخطاب “إننا نتضامن مع الشعب السوري لمواجهة الظلم والطغيان”.

في ترجمة كلمته، تمّ استبدال كلمة “السوري” بـ”البحريني” في الحالتين، لتظهر مصر بأنها داعمة لإيران في موقفها من البحرين التي احتجت رسمياً على تلاعب إيران بالترجمة.

*”الشهوات المستقبلية”
وهذه المرة مع الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر خلال زيارته لبولندا في عام 1977، وقال “أنا مهتم بمعرفة رغبات الشعب البولندي المستقبلية”.
فتمت ترجمة كلامه إلى ” الشهوات المستقبلية” ، ويبدو أن المترجم يومها لم يتم اختياره بعناية فارتكب خطأً أكثر فداحة حين حوّل تصريح كارتر “عندما غادرت الولايات المتحدة هذا الصباح” إلى “غادرت منصبي هذا الصباح”.

 

لقراءة المقال كاملا ارجوا مطالعة المصدر 

اترك تعليقا