جلاء القوات الأمريكية.. يوم انتصرت فيه الإرادة الليبية على واشنطن

0

اخبار ليبيا- هدى الغيطاني

تحل اليوم الذكرى الـ 49 لإجلاء القوات والقواعد الأمريكية عن أرض الوطن. ففي مثل هذا اليوم عام 1970 خرج آخر جندي أمريكي من هذه الأرض، وسيطر الليبيون على القواعد الأمريكية، ودخلوها رافعين علم البلاد على سراياها.

منذ 49 عاما، انتهى تحكم القوات الأمريكية في الملاحة البحرية والجوية الليبية، وانتهى الاستيلاء على الأراضي الزراعية في البلاد، وانتهى التهديد الذي كان يصبح ويمسي عليه السكان الأبرياء بسبب قاعدة “ويليس” والتي كانت تعد من أكبر وأهم القواعد الأمريكية في ليبيا.

ومن هذه القاعدة دكّت الجيوش العربيّة التي تقاتل إسرائيل عام 1956، وحتى عام 1967، كما  شاركت القاعدة في توفير الإمدادات والدعم ” اللوجيستي ” والتخابر لصالح تل أبيت ومن معها من قوات غربية.

وبعد سنوات تغير اسمها إلى قاعدة معيتيقة، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى طفلة كانت تقطن بجوار القاعدة، واستشهدت إثر سقوط طائرة أمريكية فوق منزلها.

وبعد ثورة الفاتح من سبتمبر عام 1969، طالبت القوات الأمريكيّة والبريطانيّة والإيطالية بالاحتفاظ بقواعدها في ليبيا، واستمرار التعاون بينها وبين ليبيا مقابل اعترافهما بثورة الفاتح، إلّا أن الجلسة الأولى لمفاوضات الجلاء والإجلاء في شهر ديسمبر 1969 بين قيادة الثورة وبين المندوبين الأمريكان والبريطانيين والإيطاليين كانت حاسمة، وفيها قال العقيد معمّر القذافي قائد ثورة الفاتح آنذاك، “جميع المعاهدات والصداقات والتعاون أمر لا يمكن أن يُبنى في ظل السيف، وتحت أزيز الطائرات، وهو أمر يقوله القانون الدولي قبل أن نقوله نحن، وأن حريّة ليبيا ما زالت ناقصة ما دام هناك جندي أجنبي فوق أرضها” .

وفي هذا الصدد قالت مجلة القوات الجوية الامريكية في مقال لها “أصبحت قاعدة ويليس لا تقدر بثمن بالنسبة للولايات المتحدة”، مضيفة أن دانيال جيمس آمر القاعدة قال “هددنا القذافي ورفع علينا السلاح وأجبرنا على الرحيل خلال شهر”.

وأوضحت المجلة، تفاوض جيمس مع القذافي شخصياً لإغلاق القاعدة، وكان الوضع يتدهور بسرعة. ففي 16 أكتوبر 1969، دعا القذافي الى “تصفية القواعد الأجنبية على الأراضي الليبية”، وبعد 14 يوما، تلقت القاعدة مذكرة رسمية من ليبيا بإجراء مناقشات بشأن إجلاء القوات الأمريكية، وإيقاف الرحلات الجوية والتدريبات الأمريكية في مطار ويليس.

وتابعت المجلة، سعت الولايات المتحدة لتأخير التداول حتى سبتمبر 1970 ولكن أصر المفاوضون الليبيون على أن يكون الرحيل النهائي للقاعدة في موعد أقصاه 30 يونيو 1970، وبذلك أشرفت جيمس على انسحاب 4000 جندي و 21 مليون دولار من الأصول القابلة للإزالة، وأغلقت القاعدة في 11 يونيو 1970.

من جانب آخر، كشفت وثيقة مفرج عنها من قبل المخابرات المركزية الامريكية، بتاريخ 3 أغسطس 2005، عن قبول الحكومة الأمريكية الانسحاب من قاعدة ويليس الجوية بطرابلس بعد لقاء جمع مجلس قيادة ثورة الفاتح وممثلين عن الولايات المتحدة الامريكية بتاريخ 11 ديسمبر 1969م.

وبينت الوثيقة أن المفاوضات الرسمية بين مجلس قيادة الثورة الجديد بقيادة معمر القذافي، والأمريكان بدأت بتاريخ 15 ديسمبر 1969.

وأشارت الوثيقة، إلى رفض ليبيا للمهلة التي طلبها الأمريكان للرحيل والمتمثلة في مدة زمنية تتراوح ما بين ستة إلى تسعة أشهر.

وأشارت الوثيقة إلى سعي مجلس قيادة الثورة في اجتماع القمة العربية الذي عقد في 20 ديسمبر 1969، إلى إعلان موعد محدد لإجلاء القوات والقواعد البريطانية والامريكية، مؤكدة أن مصلحة ليبيا في إنتاج النفط الخاضع لسيطرة أجنبية هي في المقام الأول مالية وليست سياسية.

كما أكدت أنه طالما أن العلاقات السياسية الليبية الأمريكية مقبولة، فإن ليبيا أقل عرضة لمضايقة المنتجين الأمريكيين، مشيرة إلى حصول ليبيا على 1.3 مليار دولار من عائدات النفط في عام 1969.

وانطلقت مقاومة الشعب الليبي للقواعد الأجنبية منذ وطأت تلك القوات والقواعد أرض الوطن، حيث انطلقت المظاهرات والاحتجاجات والإضرابات والاعتصامات، التي اندلعت شرارتها في 13- 14 يناير 1964 من الطلاب في مدينة بنغازي ثم الأبيار ومنهما إلى طرابلس والزاوية وصبراتة وجادو وباقي المدن، واستشهد الكثير وجُرح وسُجن المئات، ولكن وتوُّج هذا الكفاح بعد ثورة الفاتح بالإصرار على تحقيق الإجلاء وعدم قبول أي مساومة أو تهديد فيه.

إلى جانب ذلك تتردد المعلومات والإفادات التي تشير إلى أن النظام الملكي كان قد طالب بعدم تجديد اتفاقية تأجير القواعد في ليبيا، وبذلك كانت ستنتهي مدة بقاء تلك القوات الأجنبية في ليبيا بعد سنوات قليلة.

 

 

يمكنك قراءة الخبر في مصدره صحيفة المتوسط

اترك تعليقا