غات.. مدينة صحراوية غارقة وأهلها مغتربون في الوطن

0

اخبار ليبيا – هدى الغيطاني

مدينة صحراوية غارقة.. إنها غات التي جرفتها السيول الهادرة.. سيول لم تكترث بانهيار البنى التحتية في المدينة المهمشة.. فهدمت المنازل الطينية.. وأغرقت أطفالًا وأجبرت أسرًا على النزوح مستقلين القوارب في عمق الصحراء الشاسعة.. رمال الصحراء اختلطت بمياه الفيضان.. فرسمت بالماء لوحة عنوانها نزيف دماء مغتربين في الوطن.

السيول اجتاحت المدينة فلم تترك حجرا أو شجرا أو دابة إلا وقضت عليه، ولم تميز في طريقها حال من تقطعت بهم السبل في المدينة، فاضطروا للسكن في منطقة «البركت 14» التي اجتاحتها السيول فدمرت بيوتها المبنية من الطين وجرفت أسقفها الخشبية.

أما منطقة الشعبيات الصينية التي لا يختلف حالها كثيرا عن البركت 14، حيث بنيت منازلها في عهد النظام السابق ولم تستكمل بعد اندلاع أحداث فبراير، ومع ذلك سكنها المواطنون محتمين بأسقف وجدران بدون أبواب أو نوافذ أو صرف صحي.

وبالنسبة لمنطقة القروظ فكانت السيول كفيلة بإغراق ساكني المنازل في المنطقة على الرغم من بيوتهم الصحية.

حصيلة السيول

تلك المياه الهادرة تسببت في وفاة 4 أشخاص بينهم 3 أطفال وإصابة حوالي 30 آخرين بجروح طفيفة، و27 مفقودا، إضافة إلى نزوح أكثر من 4000 شخص، وتضرر أكثر من 20 ألف مواطن، وذلك حسب إحصائيات مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، والذي أكد اليوم الأربعاء، على أن المدينة ما تزال تحتاج إلى الإغاثة الإنسانية، محذرا من احتمالات مقلقة لتفشي الأمراض.

كارثة وشيكة

وفي هذا الصدد حذّر رئيس لجنة الأزمة في مدينة غات “الطاهر الكبش” من كارثة بيئية قد تضرب المنطقة بسبب ركود مياه الأمطار واختلاطها بجثث الحيوانات النافقة والنفايات، إضافة إلى اختلاط مياه بعض الآبار مع مياه الصرف الصحي، وانتشار بعض الأمراض  مثل الإسهال المزمن لدى الأطفال بشكل خاص”، الأمر الذي اضطر السكان إلى إغلاق آبار عديدة بعد تلوثها، واللجوء لاستعمال آبار أخرى محدودة غير كافية، بالإضافة إلى تدهور الأحوال العامة في المنطقة بعد السيول الأمر الذي يزيد من احتمالات وقوع كارثة بيئية في المدينة، حسب تعبير الكبش.

65% من المدينة مدمر

عميد بلدية غات قوماني صالح، أكد في تصريحات سابقة، أن ” 65% من المدينة دُمّر نتيجة المعاناة من ضعف البنية التحتية في المنطقة أصلا، حيث أن البلدية أحصت تضرر ستة أحياء من السيول”، مضيفا أن حكومتي الوفاق والمؤقتة على حد سواء تحركتا متأخرين كثيرا لإنقاذ المدينة وأهلها والحد من معاناتهم، خاصة وأن الإعانات الحكومية بدأت تصل إليهم مطلع الأسبوع الجاري، فيما انحصرت الإغاثة السريعة على المدن المجاورة والحملات الأهلية والجمعيات والمنظمات الخيرية.

شكاوى النازحين

في هذا الصدد أكد قوماني، صحة شكاوى النازحين من عدم وصول مواد الإغاثة بالكميات المطلوبة، مضيفا «هذا الخطأ وقع نتيجة عدم التواصل مع لجنة الأزمة المعتمدة من بلدية غات، حيث تولى أشخاص غير معنيين مهمة التوزيع، وقسموا المساعدات بشكل غير نزيه».

 

وهذا ما أكد عليه جمال شعيب رئيس منظمة إفريقيا المستقبل للتنمية والتوعية، حين اتهم حكومة الوفاق برئاسة فائز السراج بتهميش المدينة والتلاعب بالمساعدات التي تم تخصيصها لها بقيمة 10 ملايين دينار، قائلا إنه تم سلبها لصالح العاصمة طرابلس، لافتا إلى تقديم منظمته بعض المساعدات الإنسانية لبلدية غات.

دور التجمع الوطني الديمقراطي 

أما جمعية ليبيا الحرة الخيرية والتجمع الوطني الديمقراطي، فقام بتسيير قافلة مساعدات كبرى لأهالي مدينة غات لدعمهم ومساندتهم في المحنة التي تمر بها المدينة جراء السيول وذلك بتوجيهات من رئيس الجمعية رجل الأعمال حسن طاطاناكى.

وأوضح أنور كنتورة مسؤول العلاقات العامة والاتصال في التجمع الليبي الديمقراطي، أن المساعدات شملت خيما وأغطية وملابس وأدوية وسلع أساسية، إضافة إلى سيارتي إسعاف مجهزتان.

من جانبها نفت المشرفة على النازحين في مدرسة أسماء بنت أبي بكر في غات – أحد مراكز الإيواء في المدينة- آمال الناني؛ وجود أي تعاون من لجنة الأزمة مع المركز الذي يعاني فيه النازحين أوضاعا صعبة، موضحة أن المدرسة لم تتحصل على الاحتياجات الضرورية ومنها سيارة إسعاف، وأن لجنة الأزمة لم تهتم بتوفير مياه الشرب للنازحين.

 

 

 

يمكنك قراءة الخبر في مصدره صحيفة المتوسط

اترك تعليقا