بعد نفاد صبره.. الجيش يوجه صفعة لتركيا

0

خاص- اخبار ليبيا – هدى الغيطاني
أرعد وأبرق.. فأبرق إليه الجيش الليبي رسالة شديدة اللهجة مقترنة بخطوات إجرائية موجعة، إنه الجانب التركي الذي دعم التشكيلات المسلحة في ليبيا لسنوات كبد خلالها المدنيين والعسكريين على السواء خسائر فادحة، ولكن في دقائق قال الجيش كلمته.. رفعت الأقلام وجفت الصحف.
تصعيد حاد بين تركيا الداعم الأساسي لقوات حكومة الوفاق، وبين قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر، بعد جريمة تصفية بشعة تعرض لها مرضى وجرحى عزل في مستشفى غريان.
الناطق باسم قيادة الجيش العميد أحمد المسماري، أكد في أول تصريح عقب الحادثة أن الأراضي الليبية تتعرض لغزو تركي غاشم، نتج عنه أعمال تخريبية في البلاد، لذلك صدرت الأوامر للقوات الجوية باستهداف السفن والقوارب داخل المياه الإقليمية، واستهداف كافة الأهداف الاستراتيجية التركية، مضيفا أن الشركات والمقرات التركية وكافة المشروعات التي تؤول للدولة التركية أهدافا مشروعة للقوات المسلحة رداً على هذا العدوان، معلنا وقف جميع الرحلات من وإلى تركيا والقبض على أي تركي في ليبيا.
كما وجه المسماري اتهاما مباشرا لأنقرة بالتدخّل في المعركة الجارية في ليبيا مباشرةً بجنودها وطائراتها وسفنها، موضحا أن إمدادات من الأسلحة والذخيرة وصلت مباشرة إلى قوات حكومة الوفاق عبر البحر اخبار ليبيا.
في المقابل رد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بالقول إن بلاده ستتخذ التدابير اللازمة في حال صدر قرار كهذا من المشير خليفة حفتر، فيما أكد وزير الدفاع التركي، خلوصي آكار، أن أنقرة ستنتقم من أي هجوم واقع على مصالحها، مضيفا “سيكون هناك ثمن باهظ للغاية للمواقف أو الهجمات العدائية، وسننتقم بأكثر الطرق فعالية وقوة”، معلنا اتخاذهم جميع أنواع التدابير للتعامل مع أي تهديد أو عمل عدائي ضد تركيا”.
كانت تلك ردود الفعل الرسمية من جانبي الصراع، ولكن تبعتها عدد من ردود الفعل الأخرى على المستويين الشعبي والرسمي، حيث خرجت في مدينة بنغازي مظاهرة منددة بالغزو التركي السافر على ليبيا، وأضرب المتظاهرون الغاضبون النيران في العلم التركي، كما تم تمزيق الإعلانات التجارية التركية أمام فندق تيبستى بالمدينة.
وفي اجدابيا تم قام رجال مديرية الأمن بالمدينة بإقفال المحلات التركية في المنطقة، وضبط شخصان تركيان.
وعلى صعيد آخر اتهم عضو مجلس النواب، محمد العباني، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان برعاية الإرهاب في ليبيا، من خلال دعمه المباشر واللا محدود للمليشيات الخارجة على القانون، وأكد عضو مجلس النواب الليبي علي السعيدي القايدي أن “قرار إغلاق المجال الجوي والبحري أمام الطائرات والسفن التركية من قبل القيادة العامة للجيش خطوة في الاتجاه الصحيح وإن كانت متأخرة، ولابد من منح مدة زمنية لمغادرة البلاد في فترة 7 أيام لإقفال أعمالهم وترتيب عودتهم إلى تركيا”.
فيما أكد مستشار المنظمة الليبية للدراسات الاستراتيجية رمزي الرميح، أن أردوغان يسعى لتدمير ليبيا، ومحو أي أمة تقف أمام أطماعه، ومصالحه، معتبرا أن الانتشار التركي في ليبيا، من خلال الجنود والعسكريين، يرجع إلى عدم وجود سلطة سياسية حقيقة أو قوات أمنية شرطية لضبط الأمن في الشارع، فضلا عن انتشار المليشيات في البلاد .
أما الكاتب والمحلل السياسي الليبي رضوان الفيتوري، فاعتبر أن ما تفعله تركيا، لا يمثل تدخلا في شؤون ليبيا، ولكنه يمثل حالة حرب أعلنتها أنقرة، من خلال غرف العمليات التي تديرها بعدة أماكن في طرابلس وغريان، والطائرات بدون طيار، والطائرات التي تقصف المدينة قبل دخول المليشيات بها.
من جانب آخر أعلنت مصادر إعلامية عن هويات فريق خبراء عسكريين أتراك يعملون في غرفة عمليات بالعاصمة طرابلس لصالح حكومة الوفاق ويبلغ عددهم ستة عشر شخصا، لافتة إلى أن من بين هؤلاء العسكريين جنرالا رفيع المستوى هو الفريق ” عرفان أوزسيرت ” الذي شغل منصب قائد فوج الأكاديمية العسكرية التركية ، كما شغل منصب المسئول عن القطاع العسكري لمنطقة غازي عنتاب التركية.
في المقابل أعلنت وزارة الداخلية بحكومة الوفاق، أن كل رعايا الدول الأجنبية والصديقة بمَن فيهم المواطنون الأتراك والعاملون داخل ليبيا من شركات ومؤسسات تقدم خدماتها للدولة الليبية، في أمان، مؤكدة أن حكومة الوفاق ملزمة بحماية مصالح ورعايا الدول الصديقة والشقيقة بمَن فيهم تركيا، وفق القوانين والأعراف الدولية المعمول بها.
واليوم كان رد الجيش الليبي قاسيا وموجعا لتركيا، حيث أكد ‏آمر غرفة عمليات سلاح الجو اللواء محمد منفور استهداف طائرة مسيرة تركية في مطار امعيتيقة بطرابلس، وهو ما أكدته الخارجية التركية.
تصعيد يبدو أنه يتجه نحو مزيد من الاحتدام في ظل استمرار الدعم التركي للمليشيات في ليبيا، ولكن إصرار الجيش على إنهاء مهزلة التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد هدف سام سيتحقق.. هذا ما وعد به المشير خليفة حفتر، وما أكدته قيادات وعناصر وأفراد الجيش.

 

يمكنك قراءة الخبر في مصدره صحيفة المتوسط

اترك تعليقا