وسط صمت محلي ودولي .. هل يجد تلويح الغرياني بالحرب فى طرابلس طريقاً للتنفيذ ؟

0

ليبيا – قوبلت دعوات المفتي الشيخ الصادق الغرياني يوم أمس الأربعاء التي لوح من خلالها بالحرب فى طرابلس إذا لم يخرج سكانها ضد ما وصفها بسجون الظلم التي أشار إلى أن قوة الردع تشرف عليها فى امعيتيقة بموجة إستنكار لإستمراره فى نهج التلويح باستخدام القوة وتصنيف الليبيين بين أخيار مجاهدين ، وأشرار مضلين ، إضافه إلى تحيزه – وفق مراقبين – للإرهاب على إعتبار أن السجن يضم حوالي 2500 موقوفا من جنسيات مختلفة غالبيتهم ليبيون ، بحسب إحصائيات رسمية

 

 

إستغراب تجاه الصمت المحلي والدولي ! 

ومن جانبه قال المحلل والباحث السياسي عبدالحكيم فنوش لـ  المرصد إن انعدام اتخاذ اي قرار بشان تصريحات الغرياني من قبل رئيس الرئاسي فائز السراج و التي اعلن فيها بشكل صريح مساندته و شرعنته للارهاب تبيّن اولويات الأخير تجاه من يهدد سلطته و مادام الغرياني لم يتخذ اي اجراء من شانه تهديده فلا يمكن توقع اتخاذ اي اجراء بشانه  .

وتابع فنوش قائلاً : ” لا يهم السراج تشجيع الغرياني للارهاب ضد الجيش الليبي الذي يخشى منه على سلطته و لا تصريحاته ضده مالم تقترن باي فعل يهدد سلطته ، ولكن نفس السؤال يجب ان يطرح على جميع مبعوثي الامم المتحدة وسفراء الدول الغربية الذين يدعون محاربة الارهاب فتصريحات الرجل لا لبس في دعمها للتطرف و الارهاب ” .

وتابع متسائلاً : ”  لماذا لم تتخذ حياله اي اجراءات قانونية متاحة للبعثة الأممية من أول رئيس لها وصولاً إلى غسان سلامة ، و لماذا لم يقم اي من السفراء بتجريم ما يقوم به الغرياني ؟ كل هذا يبين بان سياسة السراج و السفراء و بعثة الامم المتحدة متوافقة بشان العداء للجيش و عدم المساس بالسراج و كيفية التعامل مع الغرياني ” .

الغرياني ومفاصل القوى

يكشف الباحث فى شؤون الجماعات الاسلامية جمال شلوف رئيس منظمة سلفيوم للدراسات والبحوث المتعلقة بالبيئات الحاضنة للارهاب لـ المرصد عن ملاحظتهم منذ مدة ليست بالقصيرة أن خطاب الغرياني يتجه للتعبئة الثورية ويبتعد عن التعبئة الجهادية بمعنى أنه يستخدم مصطلحات الدفاع عن الثورة واﻹنقلاب العسكري والثورة المضادة اكثر من مصطلحات الدفاع عن الشريعة والبغاة ودفع الصائل .

يرى شلوف أن هذا يدفعهم للظن بأن الغرياني بات يستهدف فئة جديدة من الشباب المتحمس لثورة 17 فبراير والدولة المدنية ويعطي أنطباع أن انصاره السابقين من التيارات الجهادية المسلحة في تضاؤل ولعله لا يستهدفهم بخطابه لأنهم محشورين في موضع الدفاع عن انفسهم في معركة حياة أو موت .

يضيف : ” لذا نعتقد ان الغرياني يحاول اﻷعتماد في معركته القادمة على حلفاء جدد من الميلشيات الاجرامية غير المؤدلجة التي تريد أستمرار الفوضى وغياب مظاهر الدولة في معركته التي يعدون لها. لكني وبشكل شخصي أظن ان منتسبي هذه الميلشيات لن يكونوا المقاتلين الشرسين الذين كان تغريهم فتاوي الغرياني بالجنة وحورها وإنما مجرد اشباه مرتزقة لن يضحوا بحياتهم مقابل مكاسب مادية ” .

 

تناقض موقف الإخوان المسلمين تجاه معرقلي الاتفاق السياسي ! 

يؤكد شلوف أن حركة اﻷخوان المسلمين وذراعها السياسي ممثلاً فى حزب العدالة والبناء كانوا على مدى السنوات السبع الأخيرة الجناح السياسي والدبلوماسي والقانوني للجماعات اﻹرهابية في ليبيا وجزء أصيل من المعركة بين الشعب الليبي والجيش ضد الجماعات اﻹرهابية وأنصارها كما يربط شلوف بين التغيرات التي طرأت على الساحة الدولية خلال عام 2017 وما تلاه من فقد حركة الاخوان في ليبيا للكثير من أنصارهم الدوليين بسبب تغيرات السياسة الدولية التي ازاحتهم من مناصبهم القيادية مع محاولتهم خلال العام المنصرم الانسلاخ والتنصل من حلفائهم فى التيارات التي تنهج العنف الارهابي بشكل صريح.

يتابع ” : لقد فوجئوا بشمشونيات ابوسهمين ومرغم وغيرهم التي هدمت المعبد فوق رؤوس الجميع فالعديد من رموزهم يدركون اﻷن أن انتصار التيار الوطني العسكري والسياسي سيوصلهم إلي ساحات القضاء وزنازين العقاب. فهم ومن خلال رؤية تستحضر شواهد تاريخية لمنهجهم سيقدمون على اﻷتي -التخلص من رموزهم الحالية الفردية والكيانات بإقحامهم في مواجهات سياسية وحتى أمنية للتخلص منهم من ناحية- وتحويلهم إلي رموز من الشهداء وسجناء الرائ او المناضلين المنفيين ، الخ .

كما أكد رئيس منظمة سلفيوم بأن الجماعة ستسعى إلى العمل على إظهار نماذج أكثر أعتدال من الصف الثاني والثالث تنكر على المتشددين الحاليين أعمالهم وتقدم تنازلات سياسية كبيرة ، تنتقل بالأخوان إلي العمل اﻷجتماعي والخيري واﻷنساني وحتى الوطني لجمع انصار جدد لفكرهم وكل هذا هو إنحناء للعاصفة حتى تمر ويمكنهم العودة بأكثر أنصار وأكثر تنظيم للعمل السياسي والتنظيمي المعزز بأذرع ارهابية بشكل مختلف ، وذلك وفق تعبيره .

الغرياني يسعى لتكرار سيناريو بنغازي فى طرابلس 

يعتبر الصحفي عيسى عبدالقيوم تصريحات الغرياني الأخيرة محاولة لتكرار سيناريو معاد ، ويقول ” :  على ذات الطريقته التى تسببت فى توريط الاغرار فى صدامات بنغازي ومن ثم التنصل منهم يعود المفتي المعزول لاستخدام الدين من اجل تقسيم طرابلس ايضا الى فسطاطين فى خطوة حملت نبرة الابتزاز عبر التلويح بالحرب والدمار.

كما يؤكد عبدالقيوم بأن ” الدكتور الغرياني ” يتحمل جزء كبير من مسئولية توريط التيار الاسلامي فى مشروع تصادمي مع المجتمع والذى من نتائجه وجوده هو واتباعه فى تركيا ، فالانجرار وراء خطاب هذا الرجل لن يؤدي الا لمزيد من الصدامات والدمار كونه خطاب مبني على نشر الكراهية وتبرير للعنف عبر استخدام الدين لاغراض سياسية لم تعد خافية على أحد ” .

رأي نيابي .. المفتي معزول ! 

وفى إجابة عن سؤال حول عدم وجود أي ردة فعل من المجلس الرئاسي حيال دعوات وتصريحات وفتاوى الغرياني أو إتخاذ أي إجراء حيالها وحيال وضع دار الإفتاء ومنصب المفتي الذي صوت السراج على عزله وحل الدار عندما كان عضواً بمجلس النواب ، قال النائب صالح افحيمة لـ المرصد أن الرئاسي لا يملك من امره شيء حتى يتحرك ضد المفتي المعزول او ضد غيره معتبراً استمرار وجود الرئاسي في طرابلس مرهون برضى بعض الاطراف لعل على رأسها المفتي المعزول و جماعته ، والكلام لـ افحيمة .

ويضيف  : ” إن المفتي السابق يأتي على رأس الفاعلين الاساسيين على الساحة السياسية في طرابلس حتى ان الرئاسي الحالي لا ولن يستطيع مخالفة ما يأمر به الغرياني لانه يعلم ان هذا قد يكلفه الخروج من العاصمة وبالتالي هو يتبع سياسة المهادنة ” .

وفى سؤال آخر للنائب عن ان حديثه يعني وجود اطراف موالية للمفتي مازالت فى طرابلس ولها تأثير او انها موجودة فى اطراف الوفاق  يجيب افحيمة  بأن كلا الامرين صحيح الى حد كبير مؤكداً بأن المفتي ممثل في الرئاسي و في الحكومة وهذا غير خافي على احد كما انه يملك قوة على الارض ممثله في بعض المليشيات .

ذات السؤال طرحته المرصد على الباحث السياسي والكاتب فوزي عمار وأجاب  : ” تساؤل مهم يعكس مدي سلطة امر الواقع لدي جماعات تابعة للاسلام السياسي مسيطرة على مفاصل الحياة السياسية في طرابلس ، فمثلا مازال المحافظ الصديق الكبير ورئيس ديوان المحاسبة خالد شكشك في اهم مرفقين في الدولة. و هما المعروفين بانتماؤهم لفصيل الاخوان كان اخرها اعترافات المستشار عبدالجليلامس على قناة 218 نيوز ” .

الغرياني وتحالفات الاسلام السياسي فى مشروع الوفاق 

يقول المدون رجب ابريك لـ المرصد تعليقاً على حديث الغرياني وصمت الرئاسي : ”  في حقيقة الامر الكثير يسأل عن عدم اصدار السراج بيانات او اي موقف ضد الصادق الغرياني ، هذا مايجعلنا نذهب إلى كيف نشأة المجلس الرئاسي والتحالفات الذي حدثت اثناء جولات الحوار وبأنه من غير الخفي بأن الطرف الذي فاوضه مجلس النواب هو تكتل فجر ليبيا بجناحيه السياسي المتمثل في المؤتمر الوطني وحكومة الإنقاذ و أحزاب العدالة والبناء ، الوطن ، التغيير ، الاتحاد من اجل الوطن ، رغم الخلاف الذي حدث بين المقاتلة والإخوان عقب اختيار اعضاء الرئاسي .

يرى ابريك أن حصول حزب العدالة على ممثل رئيسي في المجلس وهو عبدالسلام كجمان وممثل شخصي لبلحاج هو محمد عماري زايد أثبت للمقاتلة بأنهم خرجوا بخفي حنين من الاتفاق ما أدى لنشوب خلاف بينهم عبر حرب البيانات وتصريحات الغرياني ضد العدالة والبناء وردهم عليه إلا أنهم ابقوا على شعرة معاوية بينهم وهي كرههم للجيش ودعمهم للجماعات المتطرفة في بنغازي لأن عداء الجيوش بالنسبة لهم ” عقيدة راسخة ”  .

رأي : صمت السراج إستفادة ضمن خارطة التحالفات

يختم المدون حديثه مؤكداً بأن ” السراج استفاد من هذه القوى وتشكيلهم جبهة سياسية وعسكرية ضد الطرف الاخر المحسوب على عملية الكرامة المتمثل في القيادة العامة والبرلمان ماجعله يتحرك تحت هذا الاطار مع الأخذ فى الاعتبار ان القوة العسكرية المدعومة من ايطاليا وامريكا والتي حاربت داعش في سرت ممثلة بـ ” البنيان المرصوص ” التابعة للمجلس الرئاسي تعد مقربة في نفس الوقت من دولة قطر وابرز قادتها يحجون للدوحة بأستمرار ويتأمرون بأوامر أمرائها وشيوخها وهو ذات الأمر مع الغرياني وهنا يمكن حل المعادلة بإن مايحدث هو تبادل مصلحة بين الرئاسي وقوة البنيان المرصوص ، فهو اعطاهم الشرعية وهم اعطوه القوة التي يتفاوض بها بالإضافة لقناة التناصح التي تبث على بعد خطوتيين من مقره ” .

دار الإفتاء .. تحريض مستمر

المحلل السياسي العربي الورفلي يقول بأن دار الافتاء ومنذ تشكيلها سنة 2011 برئاسة الصادق الغرياني تحولت لوكر يمارس التحريض ضد ابناء الشعب الليبي وأصبحت اداة من أدوات الارهاب الممنهج والموجه بغطاء ديني .

ويعتبر بأنه بات ومن الواضح جدا بان المفتي الغرياني تحول لبوق من أبواق الفتنة وبث روح الكراهية والتحريض علي القتل وسفك الدماء مؤكداً بأن الأدلة علي ذلك كثيرة ولا يسع المجال هنا لسردها .

ويختم الورفلي حديثه بأن الغرياني اتخذ من قناته التناصح منصة ومنبر اعلامي لتحقيق اغراضه التي وصفها بالخبيثة معرباً عن أسفه لرؤيته وهو يرتكب جريمة التحريض يومياً بينما أجهزة الدولة وعلى رأسها المجلس الرئاسي لم تحرك ساكناً ولَم تتخذ اي إجراءات قانونية وقضائية بشأنه وشأن قناته الواقعة على بعد أمتار من أبوستة .

المرصد – خاص

 

 

 

يمكنك قراءة الخبر في مصدره صحيفة المرصد الليبية

اترك تعليقا