طرابلس تحت جحيم القذائف العشوائية

0

اخبار ليبيا- عبدالله عسكر

أن تكون وسط الاشتباكات أو بالقرب منها، رصاصة عشوائية قد تفقدك حياتك، أو حتى نائما تحت سقف بيتك أو ساجدا في بيت من بيوت الله فلا تأمن أن تظل روحك في جسدك من القذائف العشوائية، في العاصمة طرابلس الموت يتخطفك في مكان لا مهرب ولا مأمن من شر هو آتٍ اليوم أو غدا طالما بقيت المدنية تتقطعها المعارك الطاحنة والنزاع على سلطة المنطقة.

قد تبدو أن الحياة بدأت تشق طريقها الطبيعي في العاصمة، عقب اتفاق لوقف إطلاق النيران بعد معارك طاحنة لم ترحم مسلحا أو أعزل كبيرا أو صغيرا شابا أو مسنا رجلا أو امرأة في نزاع مسلح بدأ رحاه في 24 من أغسطس الماضي ليتم الاتفاق على وقف للنيران بعد وقف يتم خرقها للمرة الثالثة منذ 20 سبتمبر الجاري، فالقتال عشوائيا لا توجد قوة تواجه قوة أخرى بالمعنى القتالي المنظم والخاسر الوحيد المواطنون الآمنون وممكتلكاتهم.

أصوات الرصاص حدث ولا حرج، لكن الإصابة أو الموت برصاص حتى وإن كان عشوائيا لكنه يعد حظا عثرا للضحية الذي أوقعه في منطقة الاشتباكات، لكن أن تكون في بيتك ويخر عليك سقفه وترى فيه فجأة لهيب النيران في كل مكان تكسر فيك الأمان وتخلق في القلب هلعا وفزعا، فهذا ما تصنعه القذائف العشوائية التي يجهل مصدرها لكن هدفها معلوم وشرها واقع يراه الآمنون كل يوم، فمع تجدد الاشتباكات للمرة الثالثة، بدأ سقوط تلك القذائف الأربعاء الماضي على منزلٍ خالٍ من السكان في منطقة خلة بن عون جنوب العاصمة طرابلس.

الخميس الماضي، كانت القذيفة الثانية كانت من نصيب أحد الهناجر بمنطقة صلاح الدين جنوب شرقي العاصمة طرابلس، والتي تسببت في حدوث حريق هائل بذل رجال الإطفاء مجهودا مضنيا في محاولات إخماده، وبعد ساعات تسقط أخرى على إحدى الورش المهنية بالقرب من جامع «بن قصيعة» فتقتل صاحبها وهو يؤدي عمله، لتذهب روحه إلى خالقها متسائلة «بأي ذنب قتلوني؟».

ومع صباح يوم الجمعة الماضي، يستيقظ الأهالي على خبر سقوط قذيفة بالقرب من فوار تاجوراء بجانب مقر للنازحين، لكن هذه المرة دون وقوع إصابات، أما يوم السبت رابع أيام تجدد الاشتباكات المسلحة بعد الخرق الثالث لوقف إطلاق النار كانت منطقة عين زارة في مرمى القذائف العشوائية، ليؤكد شهود عيان ووسائل إعلام مختلفة أن هناك قذيفة كل 20 دقيقة، تسقط على أحياء سكنية بمناطق «عين زارة والسبعة وجامعة ناصر وشارع ولي العهد بطريق المطار والخلة، فيما ذهب آخرون إلى أنّ عمليات القصف بالمدفعية «الهاوزر» زادت إلى أن وصلت لقذيفة كل 3 دقائق.

أخبار الجمعة كانت مليئة بأخبار القذائف العشوائية، أبرزها التي سقطت مستودع نفطي تابع لشركة البريقة لتسويق النفط، ما أدى إلى اشتعال النيران في الأنبوب 2 إنش المتصل علويًا بخزان الغاز النفطي المسال بطريق المطار، كما أصابت عدة قذائف ورشة صيانة الشاحنات وورشة الكهرباء وبعض المكاتب الإدارية، وشاحنة مخصصة لتزويد الطائرات بالوقود في مطار معيتيقة، لينتهي اليوم بإغلاق مطار معيتيقة الدولى لحين إشعار آخر.

وحسب وسائل إعلام مختلفة، فإن السبت الماضي كان حافلا بالقذائف العشوائية التي تتخطف المنازل والأرواح في كل مكان بعين زارة والمناطق المحيطة، لتنقل لنا سقوط إحداها بالقرب من محلات دينار بمحيط مسجد الكحيلي، واثنتان أخريان على منطقتين سكنيتين بالمدينة، دون وقوع خسائر في الأرواح، الأولى بالقرب من حي الأكواخ بمنطقة أبو سليم، والأخرى بالقرب من كوبري سبيعة، لم ينته اليوم وقد تحطم منزل عائلة كرنافة بـ«خلة الفرجان» بجوار مدرسة درع ليبيا، الذي استهدفته مجموعة من قذائف الهاوتزر تسببت في تحطيم الدور الثاني، وأخرى أمام مقر 42 في شارع مسجد الكحيلي بالطريق الرئيسي.

أمس الأحد، بدا اليوم بإعلان فرقة التخلص من الألغام ومخلفات الحروب التابعة لهيئة السلامة الوطنية، عن انتشال قذيفة سقطت داخل مدرسة «علي سيالة» الثانوية بمنطقة زاوية الدهماني بعد تلقيها بلاغا بسقوط قذيفة داخل المدرسة نتيجة القصف العشوائي التي تبين لها أنها رأس صاروخ جراد، وحسب الناطق باسم جهاز الإسعاف والطوارئ أسامة علي فإن هناك شخص أصابته قذيفة عشوائية بمنطقة سوق الجمعة، لافتا إلى أن قرابة خمس قذائف سقطت على حي شرفة الملاحة بمدخل سوق الجمعة، ما أدى إلى أضرار مادية جسيمة بالمنطقة.

وفي صباح أمس الأحد، تسببت قذيفة عشوائية في وفاة عائلة بن زكري المكونة من أربعة أفراد إثر سقوطها على منزلهم بطريق مطار طرابلس، لينتهي اليوم بسقوط أخرى داخل مقبرة سيدي حسين بمنطقة مشروع الهضبة.

اليوم الاثنين، وفي ساعاته الأولى من الصباح سقطت 3 قذائف في منطقة أم درمان بمحيط مستشفى الخضراء خلف العمارات، وهرع السكان إلى عين المكان في حالة من الفوضى وصراخ الأطفال والنساء في المنطقة السكنية، كما سقط أحد الصواريخ بين عمارتين ما أسفر عن حرق وتدمير سيارة أحد المواطنين ولم تُسجل أية خسائر بشرية، وقبل ذلك بساعات هز دوي انفجارات حي المشروع بمنطقة الهضبة الخضراء، لم ترد بعد أخبار عما أسفرت عنه.

9 قتلى في تجدد الاشتباكات المسلحة بين المدنيين ليرتفع عدد الضحايا منذ بدء الاشتباكات إلى 115 قتيلًا و560 جريحا، وفقدان 17 شخصا، وفق ما أعلن المستشفى الميداني العاصمة التابع لإدارة شؤون الجرحى.. فإلى متى يظل المواطن الليبي ينتظر المجهول؟

 

 

 

 

 

 

 

 

يمكنك قراءة الخبر في مصدره صحيفة المتوسط

اترك تعليقا