هجوم مؤسسة النفط.. صورة طبق الأصل من هجوم مفوضية الانتخابات

0

اخبار ليبيا- عبدالله عسكر

 

يبدو أن الليبيين ألفوا النوائب التي باتت تتخبطهم كأنها قدر يلاحقهم، يهربون من منزلق ليجدوا أنفسهم أمام آخر أعمق يأخذهم إلى المجهول، الاتهامات كثيرة تتلقفها الألسنة عن أصابع خارجية تعبث بأمن البلاد، وأخرى مصالح قيادات بالدولة تأبى أن يتحرك الوطن إلى الأمام للحفاظ على مناصبهم، لكن الواقع المرئي مصقل بضبابية كثيفة تمنع النظر إلى المستقبل الليبي.

استقبال العام الهجري بهجوم انتحاري

لم يرض أعداء الوطن أن يمر العام الهجري في آخر ساعاته، إلا أن يوقظوا الليبيين على كارثة تحبط آمالهم في وطن آمن ومستقر، اليوم الاثنين، وفي الصباح استيقظ الجميع على خبر هجوم انتحاري استهدف محيط ومقر المؤسسة الوطنية للنفط بمنطقة الظهرة وسط العاصمة طرابلس، ما أسفر عن قوع عدد من القتلى والجرحى لم يُعلن حتى الآن حصر لأعدادهم.

هجومان يستهدفان خطوات التقدم في ليبيا

من غوط الشعال إلى منطقة الظهرة في العاصمة طرابلس هجومان استهدفا الأول المفوضية العليا للانتخابات مطلع مايو الماضي عقب الاتفاق على إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية منتصف ديسمبر المقبل، والثاني اليوم في قلب العاصمة على مقر المؤسسة الوطنية للنفط بعد ساعات من اجتماع «الزاوية» الذي يقضي بتجميد العمليات العسكرية في العاصمة بعد أن شهدت المدينة معارك طاحنة راح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى.

هجوم المؤسسة الوطنية للنفط

هجوم المؤسسة النفطية بدأ باقتحام مسلحين مجهولين لم يعرف هويتهم حتى هذه اللحظات، محيط ومقر المؤسسة الوطنية للنفط، وسماع أهالي منطقة الظهرة بالعاصمة دويا شديدا لإطلاق الرصاص أعقبها أصوات تفجيرات متتالية، بعدها توالت تصريحات المصادر الأمنية التي أفادت بأن هناك 6 انتحاريين استهدفوا مقر المؤسسة بطرابلس، ليبدأ التفجير الأول في محيط المؤسسة بطريق السكة، والثاني داخل مقر المؤسسة.

حتى الآن لم تظهر أي رواية رسمية عن الحادث تفصح عن أعداد القتلى والجرحى وهوية المنفذين، فيما تتعاقب تصريحات المصادر الأمنية للصحف ووسائل الإعلام، كان من بينها أن المسلحين احتجزوا عددا من الموظفين كرهائن، فيما أصبح عدد آخر عالقا في مكانه بسبب النيران التي انتشرت في المقر بسبب التفجيرات، قبل أن تعلن هيئة السلامة الوطنية عن إخلاء بعض الموظفين بواسطة رافعات الإطفاء بعد نشوب حريق في الطوابق العليا من المبنى.

الروايات الرسمية للهجوم

أول رواية رسمية عن الحادث جاءت على لسان عبد السلام عاشور، وزير الداخلية المفوض بحكومة الوفاق الوطني، الذي أكد أن الأجهزة الأمنية ما زالت تحاصر المهاجمين الذين يسيطرون على مبنى المؤسسة الوطنية للنفط، في الوقت الذي أكد عدم علمه بمصير رئيس المؤسسة المهندس مصطفى صنع الله، وذلك قبل الإعلان عن خروجه سالما عقب اقتحام قوة الردع الخاصة لمقر المؤسسة.

«عاشور» كشف عن أول خيط للمسلحين المنفذين للهجوم، قائلا: «إن هناك 6 أشخاص من ذوي البشرة السمراء قاموا باقتحام مبنى المؤسسة النفطية في الساعات الأولى من نهار اليوم، واستخدموا الأسلحة الرشاشة والقنابل اليدوية واحتجزوا عدداً من الرهائن داخل مبنى المؤسسة.

قوات الردع تتعامل مع الحادث

في الأحداث الكبرى والكوارث تتوارد الأنباء الكثيرة فتتأكد بعضها وينسى الآخر بنفيها، كانت أولى وصول تعزيزات أمنية تابعة لقوة الردع الخاصة، التي يقودها «عبدالرؤوف كارة»، ومحاصرتها موقع الحادث والاشتباك الفوري مع المهاجمين المسلحين، تلك الأنباء أكدها الناطق باسم قوة الردع الخاصة أحمد بن سالم، مؤكدا أن قواته اقتحمت المقر وتحاصر مقر المؤسسة مع توقف الاشتباكات في محيطها.

الرواية الرسمية الثالثة كانت على لسان أسامة على، المتحدث باسم جهاز الإسعاف والطوارئ بالعاصمة طرابلس، الذي أكد أنه لا يمكن حصر ضحايا الهجوم الانتحاري في الوقت الحالي، رغم توالي الأخبار عن العثور على أشلاء ووصول قتلى وجرحى على المصحات القريبة من موقع الحادث، وخاصة مصحة النفط، لكنه أضاف أن القوات الأمنية سيطرت على الموقف تماما، وهناك تعزيزات أمنية متواصلة تطوق موقع الحادث.

من الروايات الرسمية نعود مجددا إلى الأنباء التي لم تتأكد بعد، والتي كان آخرها ما نقلته وسائل إعلام عن شهود عيان من داخل مقر المؤسسة الوطنية للنفط، «إن المسلحين الذين نفذوا الهجوم قاموا بتفجير أنفسهم، فيما تمكنت قوات الردع الخاصة وقوات الأمن اللتان اقتحمت المبنى من تصفية أحدهم، فيما ذكرت مصادر أخرى، أن قوات الأمن لا تزال تتعامل مع إرهابيين اثنين محاصرين في مقر المؤسسة الوطنية للنفط.

هجوما مفوضية الانتخابات و«الوطنية للنفط».. سيناريو واحد

سيناريو الهجوم على المؤسسة النفطية اليوم يبدو متطابقا مع الهجومين الانتحاريين اللذين نفذهما عدد من المسلحين على مقر المفوضية العليا للانتخابات بمنطقة غوط الشعال بطرابلس مطلع مايو الماضي، والذي سبقه هجوم بواسطة أسلحة نارية من العناصر الإرهابية الذين كانوا يستقلون سيارة من أمام المقر، قبل أن تقتحم قوة الردع الخاصة المقر وينتهي الأمر بمقتل 14 شخصا وإصابة 20 آخرين واحتراق جزء كبير من المقر، ليعلن داعش بعدها مسؤوليته عن الحادث.

من يعرقل خروج ليبيا من مأزقها؟

هجوم المفوضية كان عقب اجتماع باريس مايو الماضي، الذي اتفق فيها جميع الأطراف الليبية على إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية منتصف ديسمبر المقبل، وهجوم اليوم على المؤسسة الوطنية للنفط يأتي بعد ساعات من توصل البعثة الأممية للدعم في ليبيا إلى تثبيت وقف إطلاق النار بعد أن شهدت العاصمة معارك طاحنة على مدار نحو 15 يوما ماضية، كانت تستحيل معها إجراء أي استحقاقات ديمقراطية… ليبقى السؤال من يريد لليبيا التراوح في مكانها وعدم الخروج من مأزقها؟

 

 

 

يمكنك قراءة الخبر في مصدره صحيفة المتوسط

اترك تعليقا