باشآغا : الاعلام شيطن المجتمع المصراتي بعد الثورة.. ولا وجود للجيش الليبي

0

ليبيا – أكد العضو المقاطع لمجلس النواب فتحي باشآغا إن الليبيين يعتبرون الجزائر الدولة الأقرب إليهم حالياً وبمثابة الأخ الأكبر لليبيا إلا أنها لم تقم بدورها الكامل في إيجاد حلول للأزمة الليبية رافضاً في ذات الوقت القبول بفكرة وجود جيش ليبي منظم حالياً في البلاد.

باشآغا رفض في مقابلة صحفية أجرتها معه صحيفة الشروق الجزائرية ونشرتها أمس الأربعاء وتابعتها صحيفة المرصد وصول “خليفة حفتر” أو سيف الإسلام القذافي إلى سدة الحكم من دون أن يكون ذلك عبر إنتخاب حر ونزيه مضيفاً في الحوار التالي الذي توجهت فيه الصحيفة الجزائرية بأول أسئلتها:

بداية من هو في فتحي باشآغا؟

ج/ فتحي باشآغا من مواليد مدينة مصراتة توجهت للكلية الجوية بعد إتمامي المرحلة الثانوية وتخرجت منها برتبة ملازم ثان طيار مقاتل وإختارت منا في وقتها الكلية 5 ضباط حتى نستمر في تدريب الطلبة وهذا بعد إجتيازنا لدورة التدريب وبقيت هكذا إلى أن إستقلت من السلاح الجوي عام 1993 وبعدها إنتقلت إلى تجارة الإستيراد وجاءت بعدها أحداث عام 2011 وتشكلت وقتها اللجنة القضائية وهي اللجنة التي إستدعت الضباط العاملين والمستقيلين لتكوين لجنة عسكرية وكنت أحد أعضاء المجلس العسكري لمصراتة مع بداية ثورة عام 2011.

س/  كيف كان موقفكم من التحالف مع حلف شمال الأطلسي؟

ج/ بالنسبة لنا كمدينة مصراتة كانت مهمة اللجنة القضائية إدارة شؤون المدينة بعد تفكك الدولة داخل المدينة ومهمتنا كانت حمايتها وتأمينها وقد تولى الأمور السياسية في ذلك الوقت المجلس الإنتقالي الذي أختير على رأسه مصطفى عبد الجليل وصدر القرارين الأمميين 1970 و1973 لحماية المدنيين ولم تكن بمدينة مصراتة سواء بمجلسها العسكري أو اللجنة القضائية أو غيرهما علاقة بالمطالبة بهذا القرار إنما هذا كان شأن المجلس الإنتقالي وهو الذي يمثل جل الليبيين الذين كانوا يعارضون نظام معمر القذافي ونحن لم نستقدم أحدا إنما كنا تحت طاعة وولاية المجلس الإنتقالي من الناحيتين السياسية والقانونية.

س/ أنت متهم بأنك أحد مهندسي ما يسمى بفجر ليبيا هل هذا صحيح؟

ج/ هذا الكلام غير صحيح فجر ليبيا كانت عملية ردة فعل على مجموعة أفعال وأخطاء وأتذكر أن مجلس مدينة مصراتة المحلي وحتى مجلس الشورى وقتها حاول زيارة كل المدن الليبية بداية من طبرق إلى درنة ومختلف المناطق الشرقية وحتى الجنوبية والغربية وكان الهدف فتح مجال الحوار وإيجاد صيغة للتفاهم وكان المؤتمر الوطني العام موجوداً يقود البلاد والحكومة أيضاً ولكن الهدوء الذي حملته سنوات ما بعد 2011 كان واضحاً أنه الهدوء الذي يسبق العاصفة وهذا ما تبين بعدها من الأخطاء التي حدثت.

س/ هنالك من يقول أن كتيبة ميليشيا المرسى تتبعكم بشكل مباشر؟

ج/ منذ الـ20 من فبراير عام 2011 كنت ملحقاً بالمجلس العسكري ولم أتبع أية كتيبة ولم أنتسب لأية كتيبة أنا تركت المنصب العسكري بعد أن إنتهت حرب 2011 إلى غاية تقلدي منصب سياسي في الوقت الحالي.

س/ هل فشل الإتفاق السياسي بين الفرقاء الليبيين أم تم إفشاله؟

ج/ الإتفاق السياسي لم يفشل ولكن جهات عديدة حاولت إفشاله وللأسف أن كلا الطرفين المتخاصمين الرافضين للإتفاق إتحدا في هذا الجانب على إسقاطه وعدم التمكين من تطبيقه. إن الإتفاق السياسي لم يطبق والشيء المثير للإستغراب أن كلا الجهتين سواء الجهة في المنطقة الغربية أو المنطقة الشرقية لم تقدم مشروعاً بديلاً له رغم أنها تنتقده وتقيس فيه بزوايا شخصية أو تمثل مصلحة طائفة معينة. الإتفاق السياسي لم يفشل ولم يطبق بالكامل.

وتسائلت الصحيفة الجزارية بالقول: ما موقفكم من مبادرة رئيس حكومة الوفاق فايز السراج التي تدعو لإنتخابات رئاسية وبرلمانية؟ وما الضمانات التي يمكن أن تقدموها حتى لا يتكرر سيناريو رفض البرلمان سابقاً؟

ج/ مبادرة الرئيس أطلقها بعد الجمود والإنسداد السياسي الكبير. ربما كانت مبادرة جيدة في وقتها وهو أراد أن يوصل رسالة أنني لست متشبثاً بوجودي في المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق ولكن لجنة الدستور أيضاً أنهت الدستور وقدمته للبرلمان إذاً هنا لدينا خيارات عديدة منها الإستفتاء على الدستور الذي أعتقد أنه سوف يحل محل مبادرة السراج ومازالت في يدنا مسألة تعديل مسألة الإتفاق السياسي.

س/  ما موقع المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق في الغرب الليبي الذي يعاني مشاكل كثيرة وهل حان الوقت لتغيير هذا المجلس؟

ج/ أزمة المواطن الليبي تعاني منها كل ليبيا حتى المنطقة الشرقية من السلوم إلى راس الجدير ومن شمال البحر المتوسط إلى الجبال كل المناطق في ليبيا تعاني لا نريد أن نحمل المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق مسؤولية هذه الأزمة الممتدة منذ السنوات الماضية والحكومات التي تعاقبت والإنشقاق والقتال الذي حدث من قبل وحتى إنقسام المؤسسات وصراعها داخل نفسها أيضا.أتذكر أنه في نهاية عام 2014 حذرت خلال إجتماع رسمي من أننا مقبلون على أزمة خطيرة جداً إقتصادية وأمنية وأن مستقبل إنقاذ ليبيا مظلم وهناك من قال لي وقتها أنني أخيفهم لكنني كنت أحذر من باب المعطيات الموجودة أمامي ودائما ما دعوت إلى حوار وطني للجلوس مع الإخوة الليبيين جميعاً.

س/ هل يمكن أن نعتبر أن المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق مسير دوليا؟

ج/ هذه تهمة سمعناها من يوم قدم المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق في فرقاطة والحقيقة التي يمكن لدولة تونس أن تشهد بها وهي أن الرئاسي دخل بزورق ليبي إلى العاصمة طرابلس ورفض مساعدة أي دولة في الدخول.

س/  عفواً سيدي لكننا نتحدث عما بعد ذلك عن مجلس يعجز عن التوقيع على أي ورقة إلا بمباركة من الدول الغربية ورأينا أن معظمها كانت مع إيطاليا خاصة؟

ج/ هذا كلام غير صحيح خاصة عن إيطاليا وبيننا إتفاقيات منذ زمن النظام السابق لا أريد أن أظلم المجلس هنا فقد فتح بابه أمام كل الدول الجارة منها والمتواجدة بشمال إفريقيا العربية وحتى الأجنبية لكن ربما بعض الدول عرضت على المجلس الرئاسي تقديم مساعدات ليس لها حدود لكن في المقابل المجلس لم يستطع أن يكون إدارة لإدارة الدولة ولم يستطع أن يبسط سيطرته على الأقل على المؤسسات ولهذا لم يستفد من المساعدات التي لازالت أبوابها مفتوحة.

ومضت الصحيفة الجزائرية بالقول: بالعودة إلى مدينتكم مصراتة هنالك البعض الذي يتهمها بأنها تمول كتائب مصنفة دولياً أنها إرهابية فما مدى صحة هذا الموضوع؟

ج/ هذه الإتهامات باطلة وبالنسبة لكتيبة الفاروق فقد شاركت في حرب عام 2011 وحاولت أن تظهر مظهراً في مدينة مصراتة عن طريق تشددها ورفعها للراية لكنها جوبهت من قبلنا وخرجت نحو مدينة سرت.

س/  وماذا عن كتيبة سرايا بنغازي؟

ج/ سرايا بنغازي العالم كله يعرفها لكن أريد أن أنبه إلى شيء أولاد مصراتة غير متشددين هم يدعمون مدنية الدولة والإعتدال ولكن كل مجتمع حتى الجزائري أو التونسي لا يخلو من أن يكون لديه متطرفين نحن نعلم الآن أن في سوريا من يقاتل هم جزائريون ومغاربة وتوانسة وليبيون ومصريون وغيرهم في سرت أيضاً من قاتلنا هم من جنسيات مختلفة سعودية وقطرية وجزائرية ومغربية وحتى أوروبية وروسية يعني هذه طبيعة مجتمعات التنوع لهذا أقول أن المجتمع المصراتي خصه الله بالتجارة التي لا يمكن أن تلتقي مع التطرف فالتجارة دائماً تبحث عن العمل والتطور وأشير هنا إلى أن شيطنة المجتمع المصراتي تمت في أحداث الثورة من قبل الإعلام المحلي والدولي بغرض تشويه سمعته لدى الدول الإقليمية وغيرها لكن كل من زار أو تواصل مع المدينة يكتشف الواقع المغاير تماماً بل ويكتشف أنه عامل إعلامي بل ومخابراتي أيضاً.

س/ إذاً ماذا عن موقفكم من القوة الثالثة التابعة لكم والتي أكملت حرب الجنوب رغم أن ذلك يعتبر خرقاً للإتفاق السياسي؟

ج/ القوة الثالثة تم تشكيلها في عهد حكومة علي زيدان وتم تكليفها من وزارة الدفاع تكليفا رسميا وذهبت إلى الجنوب وساهمت مساهمة كبيرة في فك الإشتباك والقتال ما بين المكونات الإجتماعية وكذلك ساهمت أيضاً في حل مشكلة الإشتباك الذي حدث في منطقة أوباري الجنوبية يعني كان لها دور في البداية في إستتباب الأمن بمنطقة الجنوب ولكن حقيقة بعد قدوم المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق كانت فترة أو مهمة القوة الثالثة في الجنوب على وشك الإنتهاء فمدد لها الرئاسي عن طريق وزارة الدفاع وكان يوجد خلل في القوة الثالثة وعلينا أن نعترف به وهو أن قيادتها ضعيفة جداً وفيها قصور وعدم دراية وكانت هنالك شكوى من الجنوب بتغيير قيادة القوة وقد نبهنا الحكومة السابقة وحتى المجلس الرئاسي بأنه يجب تغيير قيادة القوة لكن أحدا لم يستجب لنا وهي ربما العوامل التي أدت إلى النتيجة التي حدثت في الجنوب في الأيام الأخيرة لتلك القوة.

س / سرايا بنغازي أيضاً المصنفة على أنها إرهابية تظهر في مدينتكم وتصرح بشكل عادي؟

ج/ أنا لم أشاهد ذلك ولم أسمع أنهم خرجوا بتصريحات من مدينة مصراتة وسرايا بنغازي يتحملون مسؤوليتهم وهم موجودون في كامل الغرب الليبي وليس في مدينة مصراتة فقط والمؤتمر الوطني العام كانت له علاقات وهذا سبب بسطه السيطرة على الغرب الليبي وحتى على الجنوب ولكن بعد دخول المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق وإعلان كل مصراتة الموافقة عليه لا أعتقد بأن سرايا الدفاع عن بنغازي بقيت موجودة لدينا داخل المدينة.

س / أين وصلت الحوارات والمساعي التي تقودونها ما بين منطقتكم مصراتة والشرق الليبي؟

ج/ عقدنا لقاء في القاهرة برعاية اللجنة المصرية المختصة بالملف الليبي وكان لقاء عبارة عن كسر للحواجز وتعزيز للثقة والمقصود منه هو بداية أو لبنة الإنطلاق نحو المصالحة الوطنية وإتفقنا نحن وأعضاء المنطقة الشرقية على أن يعود كل منا لقواعده وأن يشرح كل منا لجهته ما تمخض عنه اللقاء وأن نكون بعدها لجانا مختلفة تتواصل مع بعضها حتى تساهم في البدء ومعالجة المشاكل العالقة على أن تكون هنالك لقاءات أخرى تنتج عنها مصالحات وتوضيح للصورة بين المنطقتين خاصة من جهة مصراتة التي تربطها تأريخيا علاقات كبيرة بالمنطقة الشرقية وهنالك قول مأثور قديم بيننا وهو أننا حلفاء بعض صحيح حدثت مشاكل بيننا لكنها ستزول وستتواصل في القريب نخب مهمة من المدينتين مع بعضها البعض.

س / هل أصبحت جماعة الشرق الإخوة الأعداء بالنسبة لكم؟

ج/ هم ليسوا بأعداء ربما غضبنا من بعضنا البعض في الفترات السابقة لكنهم لن يكونوا أعداء.

وفي شأن آخر وجهت الصحيفة الجزائرية السؤال التالي: هل يمكن أن نقول أن هنالك جيشاً بالمنطقة الشرقية وهل تؤيد  من وصفته الصحيفة بـ”العقيد المتقاعد” خليفة حفتر؟

ج/ لا يوجد هنالك جيش ليبي أنا إبن الجيش لما نقول جيش معناه يتكون من وحدات عسكرية وكتائب وألوية وفرق ولو أخذنا أصغر تشكيل وهو السرية أو الكتيبة هذه المفروض تتكون من أبناء جميع المناطق في ليبيا وهذا هو مفهوم الجيش مثل ما كان في السابق في عهد المملكة أو في عهد النظام السابق أي جيش من دون السؤال عن الإنتماء المناطقي لكن أن نكون جيشاً من المنطقة الشرقية فقط فهذا يحمل صفة الجهوية ربما قد يكون حاجة له في فترة من الفترات لكنه ليس بجيش ليبي لأن الجيش لابد أن يكون موحداً وولائه لليبيا فقط والليبيين وتغير الأشخاص لا يهم بما أن نفس الهيئة تحمي السيادة.

س / ماذا لو وصل خليفة حفتر إلى سدة الحكم في البلاد؟

ج/ إذا كان عن طريق صندوق الإنتخاب فأي ليبي يحق له ذلك هذا هو النظام الديمقراطي أما أن يفرض شخص نفسه فلن نقبل.

س / حتى لو كان سيف الإسلام القذافي؟

ج/ حتى لو كنت أنا فتحي باشآغا لن نقبل بأي شخص نريد أن نؤسس لمجتمع سليم وأن نكون رقماً نافعاً في منطقة شمال إفريقيا والعالم.

س/ ما رأيكم في الموقف الرسمي الجزائري من قضيتكم والمنادي دائما بعدم التدخل في الشؤون الداخلية علما أن زيارة الوزير المكلف بالشؤون المغاربية عبد القادر مساهل إليكم وصفت بالفاشلة؟

ج/ في إجتماع روما الأخير ذكرت كلاما أمام الوفد الجزائري وأمام كل الدول الحاضرة بأن هذه الدولة لم تتدخل في ليبيا تدخلا سلبيا وأنها لا تمتلك مصالح مادية في ليبيا لكن منفعتها الوحيدة هي إستقرار ليبيا حتى لا يتهدد أمن الجزائر وهنا نشير إلى أن الجزائر لم تقم بدورها الكامل خاصة وأن الليبيين يعتبرونها الأقرب إليهم والأخ الكبير لهذا كان من المفروض بها أن تساهم في الحل وأن تكون وسيطا عادلا ونزيها بيننا خصوصاً وأن الجزائر وهي ضعيفة سابقاً حصلت على مساعدة ليبيا فقد كانت النسوة ينزعن الحلي ويقدمنها للثورة ومن هذا الباب وغيره كنا فعلاً نأمل أنه بقوة الجزائر ومكانتها يمكن أن تصلح بين الليبيين الخلاف والشقاق لكنها للأسف لم تكن قوية في ذلك.

س / هل يمكن القول هنا أن الملف الليبي سحب من بساط الدبلوماسية الجزائرية خاصة وأن معظم اللقاءات والحوارات تتم إما في تونس أو مصر؟

ج/ أعتقد أن الجزائر في المراحل الأخيرة قامت بخطوة ذكية فقد سمعت وأنا في القاهرة مؤخراً أن الحكومتين الجزائرية والمصرية إتفقتا على التنسيق بينهما فيما يخص الملف الليبي وقد تكون جهود كل طرف على حدى وفيما يخص ملفنا فهذا مضر علينا ولكن التنسيق المستقبلي شيء جيد.

يمكنك قراءة الخبر في مصدره

اترك تعليقا