بيان: أدباء وكتَّاب يدينون الحملة الضارية ضد «شمس على نوافذ مغلقة»

0

في وقت تتواصل فيه الحملة المحرضة ضد كتاب «شمس على نوافذ مغلقة»، بدعوى احتواء أحد نصوصه على ما سموها «ألفاظ ولغة لا تتماشى والقيم المجتمعية»، على صفحات التواصل الاجتماعي.
أصدر مجموعة من الأدباء والكتاب الليبيين بيانًا بالخصوص.

وندد الموقعون على البيان بـ«الحملة الضارية»، وطالبوا بـ«إيقافها العلني والفعلي»، مطالبين «الجهات الرسمية ذات العلاقة بالثقافة والسلطات القائمة بتحمل المسؤولية في حماية الكُتَّاب والمحررين ودار النشر والمنظمين حفلات التوقيع».
وإلى نص البيان:
«طالعتنا صفحات التواصل الاجتماعي ومحطات التلفزيون ووسائل الإعلام، الأيام القليلة الماضية، بهجوم غير مسبوق على الكتاب والأدباء مثّل شكلًا عنيفًا من أشكال الوصاية على الفكر والإبداع.
فقد أدى نشر كتاب، يعد إنجازًا متميزًا ومهمًا في الحركة الثقافية الوطنية الليبية، هو كتاب «شمس على نوافذ مغلقة» ضم كتابات شباب ليبيين في مجالات الشعر والقصة والرواية كتبت بعد سنة 2011 إلى حالة من الاعتراض والغضب، وجرى التشهير بأسماء كاتبات صاحبات نصوص في الكتاب، ومحررة الكتاب كما تم اتهام كاتب رواية «كاشان» بتهم متفرقة وصلت لحد تكفيره، ووصل الأمر حد التهديد والتحقيق مع البعض منهم، ووسط انتقاد عنيف على كل المستويات الرسمية والشعبية. بل تعدى الأمر ذلك، إلى المطالبة بمحاكمة أصحاب النصوص المنشورة في الكتاب ووصفهم بالعمالة والمطالبة بإنزال أشد العقوبات عليهم..

حدث هذا بسبب ورود بعض الألفاظ في كتاب تبلغ صفحاته ( 543 صفحة)، وعدد كتابه ( 24) كاتبًا وكاتبة، ضمن نص مجتزأ من رواية «كاشان»، التي كانت قد صدرت سنة 2012 بإذن وموافقة الجهات الرقابية المعنية في ليبيا..

هذا الهجوم أخذ يتقوى ويتسع يوميا بحيث تم إقفال بعض المؤسسات الثقافية التي أجريت فيها حفلات توقيع للكتاب.

وكما وأن من حق الجميع تكوين الرأي حول ما ورد في هذا النص، والنقاش حوله، إلا أن الأمر قد جاوز الاعتراض الهادىء الرصين واختلاف الرؤى والأفكار، واتخاذ ما من شأنه نزع فتيل العنف وتهدئة الرأي العام، وهو ظاهرة صحية ومطلوبة وحق مكفول، ليتخذ وجهة خطيرة تهدد مصائر هؤلاء الكتاب ومن تضامن معهم ويطال التهديد أسرهم فيما يعتبر إرهابا فكريا، يتعرض له الكتاب الليبيون بمباركة أو صمت وتجاهل كثير من المؤسسات الرسمية، حيث أصدرت بعض هذه الجهات بيانات تدين أولئك الكتاب أو تشجع على استهدافهم. في حين كان يمكن لها اللجوء للطرق المعتادة والمتعارف عليها قانونًا في مثل هذه الحالات كشطب الألفاظ التي قد تخدش الحياء العام، وأن يتخذ ما يمكن أن يشكل حماية للكتاب ومحرري الكتاب.

وفي ظل ماتمر به ليبيا من فقدان الأمن وانتشار الميليشيات المسلحة تصبح مثل تلك التهديدات ذات خطورة ماثلة تستلزم الوقوف ضدها من قبل كل من يتخذ موقفا مبدئيًا لصالح حرية الفكر والإبداع ويعارض الإرهاب الفكري..

لذا يندد الموقعون على هذا البيان بهذه الحملة الضارية ويدينونها ويطالبون بإيقافها العلني والفعلي، كما يطالبون الجهات الرسمية ذات العلاقة بالثقافة والسلطات القائمة تحمل المسؤولية في حماية الكُتاب والمحررين ودار النشر والمنظمين لحفلات التوقيع. كذلك تحمل مسؤوليتها كاملة لما قد يحدث من ضرر لهم. كما عليها أن تضع حدًا لإغلاق المراكز الثقافية وتكميم الأفواه وهي المسؤولة على حرية الفكر والنشر والإبداع وحماية الكتاب والمبدعين. كما ندعوا زملاءنا الأدباء في الوطن العربي والعالم إلى التضامن معنا من أجل هذا الهدف».

عمل أدبي مشترك
كتاب «شمس على نوافذ مغلقة: مختارات من أعمال الأدباء الليبيين الشباب» هو مشروع مشترك بين مؤسسة أريتي للثقافة والفنون ودار دارف للنشر، وقام بتحريره كل من الشاعر خالد المطاوع والكاتبة ليلى نعيم المغربي. كما تضمن الكتاب مقدمة للكاتبة والباحثة فريدة المصري، ودراسة للروائي أحمد الفيتوري ومجموعة من الأعمال لشعراء وقصاصين وروائيين ليبيين شباب.

وشارك بالكتاب كل من أحمد البخاري وأحمد الشارف وأحمد الفاخري وأمل النايلي وأمل بنود، وأنوار الجرنازي وانتصار البرعصي وإيناس فارس والمكي أحمد المستجير وأنيس فوزي وجمانة الورفلي وحسام الثني وخيري جبودة، وراوية الككلي وربيع بركات وسراج الدين الورفلي وشكري الميدي أجي، وعلي الطيف وغدى كفالة وفيروز العوكلي ومحمد النّعاس ومنيرة نصيب ومهند شريفة ومو مصراتي ونجوى وهيبة.

يمكنك قراءة الخبر في مصدره

اترك تعليقا