«عائلة الكاتب».. أحياء عند مديرية أمن زوارة أموات في رثاء الليبيين

0

اخبار ليبيا- عبدالله عسكر

«أحياء عند مديرية أمن زوارة أموات في رثاء الليبيين».. هذه هي الحالة التي يمكن أن تطلق على عائلة «صبرى الميهوب الكاتب»، حالة استياء شعبية ملأت مواقع التواصل الاجتماعي بل وصلت إلى وسائل إعلام مختلفة تتحدث عن غرق عائلة ليبية حاولت الهجرة بطريقة غير شرعية إلى إيطاليا، في الوقت الذي تقابله حالة نفي رسمية لهذا الحادث جملة وتفصيلا.. ليظل مصير هؤلاء المواطنين مجهولا بين الرواية الشعبية والأخرى الرسمية.

على شاطئ زوارة كان الحدث.. «أب وأم وأبناء ثلاثة» أسرة ليبية من بلدية رقدالين (تبعد 120 كم إلى الغرب من العاصمة طرابلس) هي عائلة «صبري ميهوب الكاتب» التي اشتعلت بهم مواقع التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الإعلام حول غرقهم ضمن عدد من المهاجرين غير الشرعيين في قارب كان يقلهم للهروب إلى إيطاليا.

«هربوا من الموت إلى الموت».. بهذه العبارة وصف العديد من الليبيين مأساة هذه الأسرة الليبية التي حاولت الهروب من الأزمات المتتالية التي تشهدها الدولة الليبية، والتي تكاد تفتك بكل الليبيين في أي وقت وداخل أي مكان حتى كأنهم يعيشون على صفيح ساخن، لكنهم هربوا منه إلى مياه المتوسط التي التهمتهم ليظلوا أعددا تذكرهم الأوراق الرسمية أو تلوك بهم ألسنة الرأي العام.

إلى هذا الحد ربما يكون الخبر صحيحا عن الحادث، فلا يوجد رثاء دون ميت، فمنذ سماع الواقعة خرجت ألسنة شخصيات عامة وكتاب يرثون عائلة «الكاتب»، كان من بينهم الكاتب الصحفي عبدالرازق الداهش الذي قال: «في رقبتنا يا صبري! ما نفع الكتابة عندما لا تستطيع أن تتحول إلى صدريات نجاة لعائلة صبري الكاتب، وهي تسقط فردا فردا بين أنياب البحر الأبيض المتوحش».

«الداهش» تابع رثائه لعائلة «الكاتب» ليقول: «أسرة ليبية هاربة من موت إلى موت، لم تر أن الجنة ستكون على الضفة الأخرى، ولكن رأت أن جهنم على هذه اليابسة، ركبت قارب الموت ولن تذهب ولن تعود، أب، وأم، وثلاثة أطفال كيف ارطمت صرخاتهم بموج البحر؟ كيف عاشوا نهايتهم المفجعة معا؟ كيف سلموا أنفسهم لموتهم العنيف؟».

«نعم ما نفع كتابة لا تمد يدها لطفل يأخذ طريقه إلى الموت الصعب، أمام أب يموت ألف موتة في الموتة.. لو كنت يا صبري أمريكيا، أو ألمانيا، أو هولنديا، لانقلب العالم عليك، ولكن كنت من هذا البلد، فانقلب عليك البحر، ورحت، سيظل موتك يا صبري معلقا على رقبة صمتنا الممتد من الصحراء إلى الماء، نحن الذي تفرق دم صغارك بين قبائل خوفنا، سيظل موتك يا صبري وشما غائر على ضمير مازال يعيش تحت التنويم السياسي» هكذا أتم «الداهش» رثاءه.

تأتي الروية الرسمية لتطيح بكل ما قيل وتصطدم بكل كلمات الحسرة والحزن الذي خيم على الليبيين من واقع أثر الحادث على حال بلد مفقود بين مصالح السياسيين، نعم بعد ساعات من الحادث خرجت مديرية أمن زوارة لتنفي الواقعة جملة وتفصيلا، فتقول: «إن هذا الحادث مجرد شائعة من أناس لهم مآرب سياسية، وأنه بمجرد انتشار الشائعة تواصل العديد من الوسائل الإعلامية، خاصة وكالات الأنباء العالمية مع المكتب الإعلامي للمديرية للتأكد من صحة الخبر، الأمر الذي تم نفيه جملة وتفصيلا».

المديرية، أكدت عبر تنويه لها على صفحتها بـ«فيسبوك» عدم وجود مثل هذا الحادث عبر شواطئ المدينة، لافتة إلى أنها أخدت على عاتقها محاربة ظاهرة الهجرة غير الشرعية وإن حدثت أى واقعة سيتم نشر الخبر الصحيح واليقين دون تزوير أو نشويه.. ليظل مصير تلك الأسرة غامضا ومفقودا بين الكلمات.

 

يمكنك قراءة الخبر في مصدره صحيفة المتوسط

اترك تعليقا