السراج في قمة باريس: ليبيا ضحية للهجرة غير الشرعية مثلها مثل الدول الأوروبية

0

ليبيا – شارك رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فائز السراج فى أعمال القمة الرباعية الأوروبية في باريس أمس الإثنين التي ركزت على الاستقرار في ليبيا و أزمة المهاجرين غير الشرعيين.

الرؤساء الأوروبيون أكدوا في كلماتهم خلال الاجتماع على أهمية عودة الاستقرار إلى ليبيا وضرورة التنسيق مع حكومة الوفاق للتصدي لظاهرة الهجرة و تقديم ما يلزم من دعم لتمكين حرس السواحل وحرس الحدود الليبيين من مواجهة عصابات التهريب والاتجار بالبشر والجريمة المنظمة.

وأكد الحضور توافقهم مع الطرح الليبي بأن حل المشكلة لا يتم فقط بمنعهم عن الوصول إلى أوروبا وان 90% من أسباب الهجرة تعود إلى عوامل اقتصادية.

ووفقاً لهذا التفهم فإن أساس الحل الذي أقره المجتمعون يعتمد على برامج للتنمية في دول المصدر الأفريقية لخلق فرص عمل للشباب الأفريقي مع ضرورة تكثيف الجهود لتأمين الحدود الجنوبية للحد من تدفق المهاجرين غير الشرعيين عبرها وذلك بالتعاون مع دولتي تشاد والنيجر وهي أيضا دول عبور للمهاجرين ولذلك دُعيت الدولتان لحضور هذا الاجتماع الهام.

وأكدت دول الاتحاد الأوروبي على الرفع من كفاءة حرس السواحل الليبي بالتدريب وتوفير المستلزمات الضرورية لطبيعة عمله إضافة إلى مساعدة ليبيا بتمويل مشروعات تنموية بمناطق العبور لغلق كافة الاحتمالات في تورط ليبيين بعمليات تسهيل الهجرة غير الشرعية.

الاجتماع أقرّ تحمل الاتحاد الأوروبي لجزء من تمويل مراكز الإيواء القائمة حالياً تحت إشراف وزارة الداخلية لحين إعادتهم إلي بلدانهم.

ومن جانبه أكد السراج في كلمته أمام القمة أن ليبيا ضحية لهذه الهجرة مثلها مثل الدول الأوروبية، موضحاً ما تتحمله ليبيا من أعباء كبيرة استقطاعاً من ميزانياتها المحدودة لمواجهة هذه الظاهرة والحد من تأثيرها أمنياً واقتصادياً واجتماعياً، مشيراً إلى أن حرس السواحل وحرس الحدود يفتقدان إلى الإمكانيات القادرة على مواجهة شبكات التهريب المسلحة تسليحا جيداً بسبب الحظر على التسلح.

وتقدم السراج بالشكر لدول الاتحاد الأوروبي على اهتمامها وما قدمه بعضها من مساعدات، مشيداً بجهود ايطاليا في تدريب خفر السواحل خلال الآونة الأخير وتزويده بمعدات وأجهزة ودعم التنمية المكانية في عدد من البلديات.

وقال إن هذه المساعدات وتلك الجهود المشكورة لا تفي رغم أهميتها بمتطلبات المواجهة التي لا تقتصر على شمال البلد، مرحباً بما أبدته كل من فرنسا وايطاليا وألمانيا من استعداد لدعم جهود مراقبة الحدود الجنوبية لليبيا التي أكد بأنها المصدر الرئيسي لتدفق المهاجرين غير الشرعيين.

وتطرق في كلمته إلى مشكلة المهاجرين العالقين في ليبيا مشيراً الى ضرورة توفير برنامج للمساعدة الإنسانية والى أن يتم ترحيلهم إلى بلدانهم.

وتابع قائلاً:” إن حكومة الوفاق تقدم الدعم الإنساني لهم بحسب الإمكانيات المتاحة وتعلن التزامها بالواجبات الأخلاقية تجاه المهاجرين وترحيلهم وفق المتطلبات الإنسانية وفي هذا الإطار رحب بكل دعم تقدمه المؤسسات الإنسانية لمراكز الإيواء الحالية كما طالب في الوقت نفسه مساعدة تلك المنظمات في إعادة هؤلاء المهاجرين غير الشرعيين إلى بلادهم”.

وأضاف: ” نؤكد بوضوح لا لبس فيه ان سياسة ليبيا في السابق و الحاضر ضد أي مسعى لتوطين المهاجرين غير الشرعيين على أراضيها بأي صورة كانت و إن مقاربتنا للحل تدعو إلى تقديم الدعم الاقتصادي لدول المصدر حتى لا يضطر مواطنوها إلى مغادرتها في رحلة محفوفة بالمخاطر”.

وشدد على أهمية التنسيق مع دول الجوار مرحباً بمشاركة الدولتين الجارتين تشاد والنيجر في هذا الاجتماع آملاً التوصل معهما إلى صيغة عملية لتأمين الحدود المشتركة.

واختتم السراج كلمته بالقول ” يظل الحل الحاسم لمشكلة الهجرة يكمن في استقرار ليبيا عندها بمقدور الدولة الليبية أن تحمي حدودها”.

يشار الى أن قمة بريس حضرها كل من الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الإيطالي باولو جنتيلوني والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ورئيس الوزراء الإسباني ماريانو راجوى إضافة إلى مفوضة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني كما حضرها كل من رئيسي النيجر محمد إيسوفو وتشاد إدريس ديبى ايتنو المعنية دولهم بشكل مباشر بعبور المهاجرين من أفريقيا إلى السواحل الأوروبية عبر ليبيا.

يمكنك قراءة الخبر في مصدره

اترك تعليقا