“هجوم الهلال النفطي” مابين ردود فعل “الإسلام السياسي” وبيان “السراج”

0

اخبار ليبيا:

الأصوات التي تعودنا أن نسمعها وهي تشن حربا دعائية على الجيش وهو يواجه الإرهاب في صمت، في حين أن المستهدف هو ثروة كل الليبيين، وهي ليست في يد الجيش، بل في يد المؤسسة الوطنية للنفط، التي تعبر عن الكل الليبي، وهذا يكشف طبيعة الدعم المعنوي والسياسي سواء المعلن أو المضمر التي تحظى به حملة قوى الإرهاب على الهلال النفطي من تلك القوى.

قوى الإرهاب تستهدف الهلال النفطي

الهجوم الغادر قاده إبراهيم الجضران آمر حرس المنشآت النفطية السابق التابع لحكومة الوفاق بعد أكثر من سنتين على اختفائه عقب طرده من منطقة خليج السدرة وسيطرة الجيش على المنطقة واستئناف تصدير النفط وإعادته إلى معدلاته شبه الطبيعية.

الجضران توعد في كلمة مصورة له، بانتهاء التجهيزات لقواته من قبيلة المغاربة والقوات المساندة لها من سرايا الدفاع عن بنغازي والمعارضة التشادية ، التي استبق جضران ظهورها قائلاً بأنها قوات من قبائل التبو مشيراً إلى انطلاق عملية عسكرية،  هدفها كما ادعى، رفع ما أسماه الظلم عن أهالي منطقة الهلال النفطي ، وهو الذي كان يعطل إنتاج وتصدير النفط، ويبتز الحكومات التابع لها طوال سنوات.

وأضاف جضران، بأن أبناء المنطقة و” برقة ” بالعموم عانوا سنتين عجاف بسبب سيطرة الكيان الغاصب في إشارة منه إلى قوات الجيش الليبي التي وصفها بالإرهابية، مدعياً بأن قواته حاربت في السابق داعش وتنظيم أنصار الشريعة الذي ينتمي له شقيقه المعتقل في مصراتة.

وكانت القوات المهاجمة قد سيطرت على عدد من النقاط النفطية، فيما تسبب القصف الذي سبق تقدمها، باشتعال النيران في أحد خزانات حظيرة شركة الهروج، وأعلنت المؤسسة الوطنية للنفط إجلاء موظفيها وفقدانها 240 ألف برميل.

مسؤول إعلامي من الوفاق يغطي الحملة

وما يمكن أن تكون له دلالة على الدعم؛ الذي يحظى به الجضران من جهات في حكومة الوفاق، هو في تصدر مدير مكتب الإعلام بوزارة الدفاع الوطني بحكومة الوفاق، أسامة الجارد، العمل الإعلامي المتزامن مع هجوم قوات إبراهيم جضران على منطقة الهلال النفطي منذ صباح اليوم؛ حيث رافق القوة المهاجمة والتي تمركزت في بعض المرافق النفطية بالمنطقة.

ويشغل الجارد مهام مسؤول الإعلام في قوات حرس المنشآت النفطية السابقة التي كان يقودها جضران قبل أن ينتقل إلى طرابلس ويشغل مهام المسؤول الإعلامي مع العقيد المهدي البرغثي في وزارة الدفاع.

 

 

الأطيوش يرد

ادعاءات الجضران رد عليها شيخ قبيلة المغاربة صالح الأطيوش الذي أدان واستنكر هجوم قوات متحالفة تابعة لحكومة الوفاق، تساندها سرايا الدفاع ومسلحي المعارضة التشادية يقودها إبراهيم جضران على منطقة الهلال النفطي.

وفى تصريح صحفي مساء الخميس، وصف الأطيوش الهجوم بأنه اعتداء إرهابي على منطقة الهلال النفطي.

ودعا الأطيوش كافة الليبيين إلى تهدئة الأوضاع، والانتباه إلى كل المخططات المشبوهة التي تهدف إلى إفساد البلاد بما فيه هذا الهجوم.

البيان الملتبس

وفي طرابلس سارع السراج إلى نفي تبعية القوة المهاجمة لحكومته في بيان أصدره باسمه؛ وجاء فيه: “أن الهجوم من شأنه تهديد الأمن والاستقرار وإشعال نار الفتنة”.

السراج الذي أدان الهجوم بصفته ” القائد الأعلى للجيش الليبي” قال إنه لم يصدر أي تعليمات لأي قوة بالتحرك”، ولذلك فإن ما حدث هو هجوم خارج تماماً عن شرعية حكومة الوفاق .

محاولة نفي التبعية، هي محاولة للتهرب من توصيف القوى المهاجمة باعتبارها قوى إرهابية خارجة عن القانون استهدفت ثروة الليبيين، فالبيان اعتبرها قوة ، دون أن يوصف هذه القوة ، قانونية أم لا، واكتفى بأن اعتبر أن ما جرى هو تصعيد غير مسؤول ، أي أنه تصعيد من جهة قائمة  ومقبولة لديه، لكن مشكلتها أنها صعدت بشكل غير مسؤول ، إذا المشكلة لدى السراج هو في التصعيد، وليس في جوهر القوة الإرهابية التي هاجمت الهلال النفطي، وحذر من أن هذا التصعيد قد يدفع البلاد نحو حرب أهلية.

فالسراج اعتبر أن هذه القوة الإرهابية؛ فريق يقف وراءه جمهور ليبي عريض لدية وجهة نظر، وهو هنا يخشى من حرب أهلية، في محاولة لقلب الحقائق حول توصيف هذه المجموعات، من أنها قوى إرهابية يجب محاربتها، وهي خارج منظومة النسيج الاجتماعي، كي تشكل مطاردتها حربا أهلية، ولعل في حديث شيخ قبيلة المغربة أبلغ رد على محاولة السراج، إدانة الفعل دون التطرق للفاعل الذي هو جوهر المشكلة.

وبعكس السراج أكدت الحكومة الليبية المؤقتة خلال بيان لها اليوم الخميس، ” إنها تدين بأشد عبارات الإدانة والاستنكار الهجوم الذي شنه فجر اليوم الخميس تحالف قوى الشر والإرهاب الفارين من المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة المؤقتة”.

المؤقتة تتهم الرئاسي

وقالت الحكومة المؤقتة،   إنها وهي تتابع عن كثب تحالف ما تسمى بسرايا الدفاع عن بنغازي التابعة لتنظيم القاعدة وميليشيا إبراهيم الجضران على منطقتي رأس الأنوف والسدرة، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك وقوف ما يسمى بالمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق المرفوضة خلفه وفقا لما أعلن الجضران في بيان متلفز وهو يقود الهجوم على منطقة الهلال النفطي حتى وإن نفوا هم ذلك”.

وأوضحت الحكومة المؤقتة،” يعلم الجميع أن القوات المسلحة العربية الليبية سلمت موانئ النفط بعد سيطرتها عليها في عملية “البرق الخاطف” الناجحة إلى جهاز حرس المنشآت النفطية والمؤسسة الوطنية للنفط التابعة للحكومة المؤقتة ومقرها في مدينة بنغازي، وهو ما أعاد تدفق وازدياد انتاج النفط في السوق العالمية”.

وأضافت الحكومة المؤقتة،” إنها تحذر من العواقب الوخيمة لهذا الهجوم الذي تسبب في أضرار كبيرة بحقل الفيبا التابع لشركة الهروج للخدمات النفطية ما أدى لتوقف تصدير النفط من ميناء السدرة النفطي”.

وشددت الحكومة المؤقتة على، “إن هذا الهجوم من هؤلاء الذين ما تحالفوا على خير أبدا يأتي في إطار فك الحصار عن إرهابيي درنة الذي يحاصرهم الجيش في أمتار قليلة، يهدف كذلك لزيادة الأزمة الاقتصادية التي ألقت بضلالها على الوضع الإنساني والمعيشي للمواطن الليبي وضاعفت من مشاكله”.

وأكملت الحكومة المؤقتة،” أنها ترى أن هذا الهجوم يهدف للتحجج بمنع أي تقدم في عمليات الوفاق الليبي وما يجري حاليا من حراك عقب لقاء باريس، بسبب تشبث البعض بالسلطة”.

وأضافت الحكومة،” إن عملية البرق الخاطف استرجعت حقاً مكتسباً لكل الليبيين من جماعات مارقة خارجة عن الشرعية، كانت تتحكم في المورد الوحيد للشعب الليبي”.

وحذرت الحكومة المؤقتة، “كل من تسول له نفسه المساس بمقدرات الشعب الليبي ووحدة أراضيه، وأن الجيش الوطني جاهز بالمرصاد للرد وبقوة دون هوادة، على أي عمل من شأنه أن يمس بثروات الوطن، كما فعل ويفعل الآن بمساندة الأجهزة الأمنية والشرطية والشباب المساند.”

 

النواب يدين

وبدوره أدان مجلس النواب،  في بيان صدر عنه الهجوم الإرهابي على منطقة الهــلال النفطي الذي نفذته ما تسمى مليشيات سرايا الدفــاع عن بنغازي الإرهابية وعصابات المدعو إبراهيم الجضران وعصابات من المرتزقة، في محاولــة منها لضـرب أمــن واستقــرار المنطقـــة وتدميـر ممتلكــات ومقــدرات الشعــب الليـبــي والعبـث بمصـدر قـوت  الليبـيين الوحيـد وضرب اقتصاد البلاد .

وحمل مجلــس النــواب كافة الأطراف الداعمة لهذه المليشيـات المسؤولية القانونيـة والاخلاقيــة لهذا العمل الإرهابي الجبان، مشيدا بدور أبطـال القــوات المسلحـة من منتسبي حرس المنشآت النفطيــة وكافـــة وحــدات الجيــش الليبــي في التصــدي لهــذه المليشيـــات الإرهابيـــة والضــرب بيـد من حديد لكــل من تســول له نفســه المســاس بقـوت الليبـيين ومقــدرات وممتلكات الشعب الليبي.

 

الأمم المتحدة تصعيد خطير

ومن جهتها دانت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا الهجوم على مينائي تصدير النفط في راس لانوف والسدرة. واعتبرت أن هذا التصعيد الخطير في منطقة الهلال النفطي يعرض اقتصاد ليبيا للخطر.

اتهام قطر

واستنكر علي السعيدي، عضو مجلس النواب، بشدة الهجوم المسلح على الموانئ النفطية من طرف مليشيات المقاتلة، وما وصفهم بـ«عصابة الإخوان» المدعومة من دولة قطر.

وقال «السعيد»، في تصريحات صحفية “إن قطر هي الراعي الحقيقي للمليشيات التي تسيطر على رأس الهلال النفطي، بهدف سيطرتهم على قوت الليبيين”.

 

 

يمكنك قراءة الخبر في مصدره صحيفة المتوسط

اترك تعليقا