«48» عامًا على ذكرى إجلاء القواعد البريطانية من ليبيا.. ومازال مسلسل انتهاكات السيادة مستمر

0

اخبار ليبيا: عادل جمال الدين

يحي الليبيون، اليوم الأربعاء، الذكرى الـ48 لإجلاء القواعد والقوات البريطانية عن بلادهم، حيث أكد الزعيم الراحل معمر القذافي صبيحة قيام ثورة سبتمبر 1969 أن حرية ليبيا تبقي ناقصة طالما لا يزال جندي أجنبي واحد فوق ترابها.

وبعد أشهر فقط من قيام الثورة في ليبيا قام الليبيون يوم 28 مارس 1970 بإجلاء القواعد والقوات البريطانية عن ليبيا ويوم 11 يونيو من نفس السنة قاموا بإجلاء القواعد والقوات الأمريكية في حين تم يوم 7 أكتوبر من نفس السنة أيضا إجلاء حوالي 20 إلف إيطالي كانوا يسيطرون علي كل النشاطات الاقتصادية في البلاد.

انتصار وطرد الاستعمار

وعلى الرغم من انتصار معركة طرد وإجلاء القواعد والقوات البريطانية من الأرض الليبية واقتلاع جذور القوى الأجنبية الدخيلة التي كانت تسيطر علي خيرات هذا الوطن وتعمل علي قهر إرادة الشعب وحرمانه من حقوقه في الحرية إلا أنه مازال الانتهاكات مستمرة من قبل الدول حاليًا.

وشكل انتصار الشعب الليبي بفعل ثورة الفاتح من سبتمبر 1969 في معركة إجلاء القوات والقواعد الأجنبية إرساء لقاعدة جديدة في العلاقات الدولية من خلال استنهاضه لهمم الشعوب التي وعت منذ ذلك التاريخ خطورة وجود القوات والقواعد الأجنبية على أراضيها بانتقاصه لحريتها وانتهاكه لسيادتها الوطنية ولإخلاله بشروط الأمن والسلم العالميين اللذين لا يتحققان إلا في ظل عالم متخلص من علاقات التبعية وسياسات الهيمنة.

فوضى وصراع

وتعيش ليبيا أزمة سياسية منذ أحداث فبراير 2011، تتمثل بوجود حكومتين «الوفاق» و«المؤقتة» المتصارعتين وتسبب ذلك في تدخل حلف الناتو فى مقدرات الشعب الليبي، بالإضافة إلى انتشار التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها داعش، والميليشيات المسلحة التى تسببت فى أعمال عنف مروعة داخل المدن والبلدات الليبية.

انتهاكات ممنهجة

ففي أغسطس 2017 أعلن مجلس النواب الليبى رفضه القاطع لأي اتفاقية عقدها المجلس الرئاسي، أو أى طلب قدمه إلى إيطاليا يسمح من خلاله انتهاك السيادة الوطنية في البلاد تحت ذريعة المساعدة وتقديم الدعم لمكافحة الهجرة غير الشرعية، مؤكدا أن تلك الاتفاقات لا يعتد بها إلا إذا كانت عبر مجلس النواب الليبى الجهة التشريعية الوحيدة بالبلاد.

وفي نوفمبر 2017 أثار تدخل فريق الاتصالات الروسي حول ليبيا، بين قبائل في الجنوب الليبي من الطوارق والتبو من جهة وحكومة الوفاق الليبية من جهة أخرى، للصلح بينهما، ردود فعل حول دلالة هذا التدخل وعلاقة موسكو بأزمة داخلية بين حكومة الوفاق وبعض الأقليات.

وقال رئيس الفريق الروسي التابع لوزارة الخارجية الروسية ليف دينغوف، إن “ممثلي قبائل أوباري (جنوب غرب ليبيا) طلبوا من روسيا المساعدة في حل المشاكل العالقة في حوارهم مع حكومة الوفاق، وبتقديم مساعدات إنسانية لسكان المنطقة الذين يعانون من نقص الأدوية والبضائع الأولية”.

وأثار الأمر تساؤلا حول علاقة روسيا بأزمة القبائل ومشاكلها مع حكومة البلاد، إن كان تدخلها يعد انتهاكا للسيادة الليبية، أم لا.

وفي مارس الجاري، قال عضو مجلس النواب عن الجنوب علي السعيدي أن قصف الطيران الأمريكي لمواقع في الجنوب الليبي يعد انتهاكا للسيادة الليبية.

وبين السعيدي في تصريحات صحفية أن السيادة الليبية تنتهك يومياً من طيران حلف شمال الأطلسي “الناتو” أيضاً، حيث تقلع طائرات تابعة للناتو من صقلية باتجاه الغرب .

كما لفت السعيدي في الوقت ذاته أن الشعب الليبي على دراية تامة بتواجد المخابرات الأمريكية على الأراضي الليبية.

وفي إطار الانتهاكات المتتالية للسيادة والأمن القومي الليبي، كلف مدير إدارة التعاون الدولي بمصلحة الجمارك، أحمد البلسوس، مبعوث للاتحاد الأوروبي ويدعى “لوتشيانو كالانشبورا”، إيطالي الجنسية، بتمثيل ليبيا في اجتماع الدورة 37 للجنة الإنقاذ التابعة للمنظمة العالمية للجمارك بالعاصمة البلجيكية بروكسل رغم وجود مندوب لليبيا في هذه المنظمة.

يبدو أن في الذكرى 48 من إجلاء الاحتلال عادت ليبيا من جديد تحت سطوة وسيطرة القوى الأجنبية، بالتدخل المباشر، والتواجد على الأرض فعليا، أو من خلال بعض الليبيين المرتبطين بالأجنبي، حيث شرعن التدخل الأجنبي في ليبيا سنة 2011 للعديد من الدول الكبرى والصغيرة، بأن تواصل تدخلها في شؤون البلاد، بل وترسل بعض الدول عناصرها الأمنية والعسكرية.

 

 

يمكنك قراءة الخبر في مصدره صحيفة المتوسط

اترك تعليقا