مؤتمر باريس.. وعود وأقوال ينقصها التوثيق تحت سقف «الإليزيه»

0

اخبار ليبيا:

مؤتمرات دولية ومبادرات إقليمية تنعقد وتنتهي ولا تغير من المشهد الليبي في شيء، سلسلة لا تبدو في حلقاتها نهاية، بعد أن ذهب التحمس والضجة التي شهدتها وسائل الإعلام المختلفة حول استضافة العاصمة الفرنسية اجتماعات مؤتمر باريس الدولي حول ليبيا، أدراج الرياح، لينتهي دون توقيع الأطراف المختلفة على البيان الختامي للمؤتمر.

وحضر الأطراف الليبية الأربعة الرئيسية الأبرز في المشهد الليبي، وفي الخلفية شيء لا يخفى على أحد وهو عد اعتراف بعضهم ببعض، لكن ردود الفعل تفاوتت بين مؤيد للاجتماع واعتباره ناجحا وتاريخيا وبين من يعتبر كغيرها من الاجتماعات التي لم تتحرك قيد أنملة في الواقع المعاش على الأرض الليبية.

واقع هش

تصريح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن سبب عدم توقيع الأطراف الليبية على البيان، يكشف هشاشة وبؤس المشهد الليبي، ويكثف الواقع الراهن، وكم هو الطريق صعب ومعقد وطويل وربما غير مضمون أمام الحل السياسي راهنا.

الرئيس ماكرون أرجع عدم توقيع المبادرة الفرنسية من قبل الأطراف السياسية الليبية، إلى رغبة كل طرف بالتشاور مع من يمثل في ليبيا، والسبب الآخر لكون الأطراف الحاضرة لا تعترف ببعضها، وهذا هو مربط الفرس.

 

قرارات لا تتجاز قصر الإليزيه

وهذا إلى حد ما يعطي لعدم اليقين مساحة في الوسط السياسي والشعبي الليبي، من أن مؤتمر باريس لن تتعدى قرارته أبواب قصر الإليزيه، ومع ذلك فقد أكد الاجتماع على تنظيم انتخابات رئاسية وبرلمانية يوم 10 ديسمبر المقبل.

وأكد التزام الأطراف كافة بنتائج الانتخابات ومحاسبة كل من يحاول عرقلة العملية الانتخابية، وإصدار واعتماد قانون الانتخابات من قبل البرلمان بالتنسيق مع المجلس الأعلى للدولة، وتعاون قوى الأمنية على ضمان سلامة العملية الانتخابية، ومحاسبة أي مجموعة تحاول عرقلة عملية الاقتراع دون أن يحدد البيان من الذي سيحاسب.

مواقف مرحبة

وعلى قاعدة تفاءلوا بالخير، أكد الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، على مساندة الجامعة لأي جهد يرمي إلى حلحلة الأزمة في ليبيا ويساهم في التوصل إلى تسوية سياسية شاملة للوضع هناك.

ومن جانبه، اعتبر الرئيس الفرنسي أن اجتماع باريس جمع لأول مرة المسئولين الليبيين، بما يعنيه أن ذلك يشكل عاملا إيجابيا.

واعتبر المستشار السياسي لرئيس المجلس الرئاسي بحكومة الوفاق طاهر السني، في تغريدة نشرها عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، أن هناك “إجماع وإيجابية بين ممثلي الوفود الأربعة على الإعداد لقاعدة دستورية للانتخابات في تاريخ أقصاه 16-9، وتحديد لموعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية يوم 10-12 هذا العام”.

واتفق الرئيس المالطي “جوزيف موسكات”، والوزير الإماراتي “أنور قرقاش”، على أن اجتماع باريس حول الأزمة الليبية يعد خطوة إيجابية في الاتجاه الصحيح.

وأكد عضو مجلس النواب، عبد الهادي الصغير، أن الاجتماع إيجابي وتم التوافق على النقاط الخلافية بين الأربعة أطراف.

ورحب عضو مجلس النواب عن طرابلس المركز حمودة سيالة بالاتفاق الذي توصلت إليه الوفود الليبية الأربعة اليوم في باريس، وأفضى إلى تحديد موعد 10 ديسمبر المقبل لإجراء الانتخابات، لكنه تساءل عن كيفية إجراء هذه الانتخابات واعتمادها على أي مرجعية.

وقال عضو مجلس النواب، أبوبكر أحمد سعيد، إن اتفاق باريس يعد خطوة مهمة على الطريق لإعادة بناء الدولة وتوحيد مؤسساتها، موضحا أن نجاح هذه الخطوة يعتمد على حرص الأطراف الليبية المشاركة على تنفيذ ما تم الاتفاق عليه، مشيرا إلى أن الأهم من كل ذلك هو مدى مصداقية المجتمع الدولي في دعم الاتفاق وممارسة الضغوط اللازمة وفرض العقوبات على المعرقلين للعملية الديمقراطية.

وأعلن عضو مجلس النواب فرج عبدالملك، ترحيبه بمخرجات مؤتمر باريس الدولي حول ليبيا، بدعوة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بقصر الإليزيه، واصفًا إياه بـ«الجيد».

بدوره أكد المبعوث الخاص لجامعة الدول العربية إلى ليبيا السفير صلاح الدين الجمالي؛ أن اجتماع باريس خطوة إيجابية وهامة جدّا في مسار حلحلة المعضلة الليبية.

وكان الممثل الخاص للأمين العام في ليبيا غسان سلامة، قد أكد أن اجتماع اليوم بين الأطراف الليبية يعد تاريخيا بالنسبة لليبيين قائلا “هذا اليوم مهم لليبيا والليبيين سياسيا وتاريخيا”.

لكن سلامة قال إن الوضع الليبي معقد للغاية لا يمكن أن يحل إلا بتوافق وإرادة الليبيين في تقرير مستقبلهم والقفز على مختلف التعقيدات والحجج، مشيرا إلى أنه سيتم البت في القاعدة الدستورية التي ستعتمد قبل السادس عشر من سبتمبر المقبل.

 

تشكيك بالنتائج

رئيس المجلس العسكري مصراتة العميد إبراهيم بن رجب اعتبر أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه اليوم في باريس بشأن ليبيا “لا قيمة له لأنه لم يتم توقيعه”.

أما عضو مجلس النواب فتحي باشا أغا فقال إن «مخرجات لقاء باريس جيدة، ولكنها سوف تبقى كلمات وأمنيات مطبوعة على ورق؛ بدون آلية واضحة لتنفيذها علي أرض الواقع».

وقال عضو مجلس النواب عن مدينة بنغازي، زياد دغيم، إن اجتماع باريس اليوم الثلاثاء «جاء ليؤكد المؤكد من الاتفاق السياسي» بما يثبت أنه «لقاء فاشل».

ووصف رئيس مجلس أعيان ليبيا للمصالحة، محمد المبشر، مخرجات المؤتمر الدولي حول ليبيا الذي انعقد بباريس اليوم الثلاثاء، بأنها “أحلام لن تتحقق بدون عصى غليظة”.

وقال المبشر في تصريح صحفي “لا أريد إحباط أحد لكن لقاء فرنسا أحلام لن تتحقق بدون عصى غليظة، والقوى على الأرض هي من ستسير الدفة في ليبيا، نقاش القاعدة القانونية للانتخابات كيف يمكن تحديدها ومن يحددها، عبث في دولة ممزقة وحتى الاعتراف ببعض لم يعترفوا ولم يوقعوا على اتفاق باريس، أرجو أن أكون على خطأ”.

أما عضو مجلس النواب علي السعيدي، فوصف اجتماع باريس بالـ “فاشل” معتبرًا أن «ما حدث اليوم هو مزيد من ضياع الوقت»، بالمقارنة بـ«عشرات المؤتمرات التي عقدت في السابق من أجل ليبيا، ولم تطبق مخرجات أيٍ منها».

وتابع السعيدي في تصريحات صحفية: «لم يتصافح الفرقاء الليبيون، ولم نر أي صورة جماعية، وهو دليل على اختلاف كُلي في وجهات النظر، ولذلك أرى أن مبادرة باريس (فاشلة) كغيرها من المبادرات».

وعود مليشيات.. وموقف روما

لقد حدد المجتمعون في باريس مواعيد محددة لترجمة بنود الاتفاق، ولكن منذ متى كان للمواعيد احترامها، طالما أنه قد سبق انعقاد المؤتمر إعلان موقف جمعي مشترك من مليشيات مسلحة تسيطر على بعض المناطق في الغرب الليبي وعلى العاصمة، وهو موقف يتناغم مع موقف روما التي يربطها حبل سري مع تلك المليشيات.

هذه المعطيات لا تشجع كثيرا على النظر إلى النصف الملآن من الكأس فقط، ولكن إلى الكأس بقسميه، وهذا يعني أن الأمر غير مشجع تماما؛ ارتباطا بأن المليشيات التي ليست جزءا من الاتفاق، هي من يسيطر على المشهد في المنطقة الغربية، وذلك وفق تقارير الأمم المتحدة.

 

 

يمكنك قراءة الخبر في مصدره صحيفة المتوسط

اترك تعليقا