«دير شبيغل»: على أوروبا مواجهة المشاكل الأصلية للمهاجرين من أفريقيا

0

سلطت مجلة «دير شبيغل» الألمانية من جديد الضوء على أزمة الهجرة غير الشرعية في البحر المتوسط وفي ليبيا، وقالت إن أوروبا عليها مواجهة المشاكل الأصلية التي تدفع بالمهاجرين للخروج من أفريقيا صوب أوروبا. ورأت أن «الحكومة الليبية ليست شريكًا جادًا للاتحاد الأوروبي في حل الأزمة، فهي لا تزيد على كونها طرفًا في الحرب الأهلية الجارية بالبلاد».

وكشفت المجلة، في عددها الأخير، الأسبوع الماضي أن شبكات تهريب المهاجرين في ليبيا لم تعد تستخدم مراكب الصيد القديمة للوصول إلى خارج المياه الإقليمية الليبية، وهي رحلة تعد قصيرة نسبيًا، لكنها تستخدم زوارق مطاطية كبيرة مصنوعة خصيصًا لهذا الغرض في الصين.

وذكرت أن الشركات الصينية تصنع زوارق مطاطية، وتتولى توصيلها مقابل مئات اليورو في شاحنات إلى ميناء «فريبورت» في مالطا، لتصل إلى موانئ ليبية مثل ميناء مصراتة.

وتستخدم شبكات التهريب في ليبيا مواقع مثل «Alibaba.com» الصيني لشراء زوارق التهريب، والتي تتوافر بأسعار وأحجام مختلفة، مع خدمة «التوصيل خلال 30 يومًا». ولا توجد طرق قانونية لمنع وصول الزوارق من الصين إلى ليبيا.

«خدمة تاكسي»
ومن جانبه رأى آمر التشكيل الثاني وآمر زورق «الكفاح»، أبو عجيلة عبدالباري، أن «منظمات الإغاثة الدولية تقوم بعمل شبكات التهريب، وذلك بسبب زيادة عمليات الإنقاذ الإنسانية قرب مياه ليبيا الإقليمية»، موضحًا أن «المهاجرين اعتادوا عبور 160 ميلاً بحريًا للوصول إلى جزيرة لامبسودا الإيطالية. لكن الآن، كل ما عليهم فعله هو الخروج من المياه الليبية الإقليمية، مسافة 12 ميلاً فقط حتى يجدوا منظمات الإغاثة في انتظارهم».

وقال: «جميع من يصل إيطاليا يتصل بعائلته ويخبرهم أن (سي ووتش) تنتظر على بعد 12 ميلاً فقط من الساحل. إنها بمثابة خدمة تاكسي للمهاجرين».

وبدوره انتقد روبين نوغباور من منظمة الإغاثة الألمانية «سي ووتش» محاولات أوروبا لإغلاق ممر البحر المتوسط من شمال أفريقيا، قائلاً: «إنهم لا يريدون أي شهود على سياساتهم القاضية بترك المهاجرين للموت في البحر المتوسط».

وقال: «هناك مخاوف من اندلاع مجاعات على نطاق واسع في أجزاء من أفريقيا، كما حذرت الأمم المتحدة، وتؤثر على حياة 20 مليون شخص، سينتهي بهم الحال على متن قوارب إلى سواحلنا».

اقتراحات غير مسؤولة
وحول المقترحات الأوروبية لإقامة معسكرات استقبال اللاجئين وإعادة المهاجرين إلى ليبيا، اعتبر نوغباور «أنها اقتراحات غير مسؤولة. فهناك حرب أهلية مستعرة في ليبيا، والحكومة في طرابلس لا تملك السلطة الكافية، وتسيطر مجموعات مسلحة وزعماء الحرب على مساحات واسعة من البلاد. ويتعرض المهاجرون من الرجال والسيدات إلى انتهاكات وتعذيب وقتل داخل مراكز الاحتجاز».

وحتى الآن، قدم الاتحاد الأوروبي 200 مليون يورو لدعم ومساعدة قوات خفر السواحل للتعامل مع المهاجرين، ووفرت أوروبا زوارق مسلحة ومعدات بحرية طلبتها السلطات الليبية في وقت سابق.

وداخل أوروبا، قالت «دير شبيغل» إن أزمة الهجرة «من الأزمات المتفجرة سياسيًا بالنسبة لدول الاتحاد، خاصة وأن بعض الدول ترفض دخول مزيد من اللاجئين إلى أراضيها مثل بولندا والتشيك والمجر، بينما تشعر إيطاليا أنها تتحمل عبء الأزمة وحدها».

ولا تستطيع أوروبا في الوقت نفسه وقف تدفق المهاجرين إلى شواطئها، مع وصول قرابة 80 ألف مهاجر منذ بداية العام الجاري، بزيادة قدرها 30% على الأقل مقارنة بتقديرات الفترة نفسها من العام الماضي. ويشكل الأفارقة غالبية المهاجرين، فهم يفرون من الفقر والحرب في بلدانهم الأصلية.

ونتيجة لذلك، أشارت «دير شبيغل» إلى خلاف بين منظمات الإغاثة من ناحية، والسياسيين الأوروبيين ووكالات ضبط الحدود من ناحية أخرى، حول كيفية التعامل مع موجات المهاجرين واللاجئين.

وتختلف الآراء، وفق «ديل شبيغل»، البعض يصر على «استمرار السياسات الحالية القاضية بإنقاذ المهاجرين في البحر المتوسط، وفعل كل ما في الوسع لإنقاذ أرواح المهاجرين، والآخر يريد منع المهاجرين من محاولة عبور البحر المتوسط من الأصل، ويطالبون السلطات الليبية بتعقب واعتراض قوارب الهجرة وإعادتها مرة أخرى».

 

لمطالعة الخبر في مصدره اضغط هنا

اترك تعليقا