الجيش الليبي يكبد “شورى درنة” خسائر فادحة .. ثلاثة دوافع وراء المعركة

0

اخبار ليبيا – جرجس فكري:

لا يخطو الجيش الليبي خطوة عسكرية إلا وفقا لدوافع وطنية وتنفيذا لمطالب الليبيين لتطهير مدنهم من الإرهاب، وأخر تلك المعارك هي معركة درنة، والتي أكدها الناطق الرسمي باسم القيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية، أحمد المسماري، في بيان رسمي اليوم الثلاثاء 15 مايو أنه «تمت السيطرة على مواقع العدو الحصينة في محور الظهر الحمر ومحور الحيلة ومحور مرتوبة».

وأوضح «المسماري» أن هذا الأمر «كبد العدو خسائر فادحة في الأفراد والآليات ولازالت قواتكم المسلحة تتقدم بخطى ثابتة ومنظمة باتجاه تحرير درنة الغالية من الإرهاب».

وكانت شعبة الإعلام الحربي، تقوم برصد خطوات القوات المسلحة الليبية في درنة، لحظة بلحظة، حيث أعلنت القبض على 21 إرهابيًا من بينهم 6 من جنسيات مختلفة، مع استمرار العمليات العسكرية بتوجيهات وتعليمات القائد العام.

فيما أوضحت أن كتيبة طارق بن زياد المقاتلة التابعة لقواتنا المسلحة ألقت القبض على الإرهابي عبد الملك المنصور القيادي في شورى مجاهدي درنة «المنحل»، لافتة إلى أن القوات المسلحة سيطرت بشكل تام على محور الحيلة في درنة، وتم أسر  عددا من الإرهابيين بينهم أفغاني فيما استهدفت غارات السلاح الجوي استهدفت العديد من مقاتلي الإرهاب في هذا المحور قبل انسحابهم منه باتجاه درنة.

وكان الحساب الرسمي لشعبة الإعلام الحربي، عبر فيس بوك، قد أوضح في وقت سابق أن غارات السلاح الجوي استهدفت العديد من مقاتلي الإرهاب في هذا المحور قبل انسحابهم منه باتجاه درنة، وهو ما أكده مراسل (المتوسط).

الشعب يريد الجيش في درنة

اعتاد الجيش أن يخوض معاركه بتأييد شعبي، فلا معركة عسكرية ناجحة إلا برغبة الشعب، لذلك فمقدمات النصر صاحبت معركة الجيش في درنة لدعم أهل درنة لها.

وأكد رئيس مجلس أعيان درنة، عبد العزيز الشيخ، “أن جميع مكونات المدينة تريد دخول الجيش الوطني إلى المدينة في أسرع وقت”.

وتابع، “نريد دخول الجيش حتى تعود المؤسسات من جيش وشرطة وقضاء وغيرها، ولا يمكن لأي مدينه أن تعيش منفردة ومعزولة عن باقي الوطن”.

وقال عبد العزيز الشيخ،” إن أعيان مدينة درنة لا يستطيعون التحدث بسبب ما يتعرضون له من ضغوطات، ولأنهم خائفون من تلك المجموعات، بسبب ما يتلقونه منهم من تهديدات بالقتل أو التفجير أو اختطاف أبنائهم”.

و قال عميد بلدية درنة المكلف من قبل الحكومة المؤقتة، عبد المنعم الغيثي، “إن “أولياء الدم” خلف الجيش، ولا علاقة لهم بما يدور من معارك داخل المدينة.

وطمأن الغيثي، أهالي درنة بتأكيده على اقتراب دخول قوات الجيش، وقرب زوال أي وضع قائم في المدينة، يسبب لهم المعاناة”.

 لم يفكر الجيش فقط في معركة عسكرية في درنة بل هناك خطة إعمار و بناء عقب نجاح المعركة، وهو ما كشفه عميد بلدية درنة عبد المنعم الغيثي الذي أكد ” إن هناك أولويات السلطات المحلية بعد دخول المدينة، حيث سيتم تفعيل القضاء، وصيانة محكمة درنة والنياية الكلية وجهاز الشرطة القضائية، متابعاً، “سنعمل ونطالب أن تكون درنة عاصمة الثقافة والأدب، وسنعمل على تفعيل القطاع السياحي حتى تستفيد درنة من مواردها السياحية، التي حباها الله إياها”

واستطرد قائلاً، “سوف يتم تفعيل ميناء درنة وإدارة الجمارك، وسيتم دعم الأندية مثل الأفريقي والنجوم والزهرة والشلال، وغيرها، وسيتم جلب الشركات لاستكمال الوحدات السكنية المتعثرة، بسبب الوضع القائم”

كما أكد الغيثي، أنه سوف يتم بدء العمل في مشروع حي الأمواج، ومشروع 2000 وحدة سكنية بالمدخل الغربي للمدينة، مع الحفاظ على حقوق الأفراد المتعاقدين مع مصرف الاستثمار العقاري، كاشفاً عن نية رئيس الحكومة المؤقتة، عبد الله الثني، تخصيص مبلغ مالي للمدينة”.

مهلة الجيش 3 سنوات دون استجابة

لم يكن قرار الجيش الوطني بخوض معركة درنة وليد اللحظة لكن جاء بعد مهلة منحتها القيادة العامة لمدة 3 سنوات للحل السلمي لكن لم تتلق أي بادرة أو استجابة، حيث أكد الناطق الرسمي باسم الجيش الوطني الليبي، العميد أحمد المسماري، أن كل القيادات العسكرية وآمري الغرف لم تكن تريد حرب في مدينة درنة، وكانت تحاول تجنبها قدر المستطاع حفاظاً على الأهالي، ولما تشكله المدينة من تاريخ وأهمية.

وأضاف العميد أحمد المسماري، في تصريحات تليفزيونية رصدتها “المتوسط”، أن القيادة العامة للقوات المسلحة قد أتاحت فرصة للحل السلمي، لمدة تجاوزت الـ 3 سنوات، دون أي بادرة استجابة، مشيراً إلى أنه تم طرح حلول على عقلاء ومشايخ المدينة، تتضمن تسليم السلاح وتسليم كافة المطلوبين إلي القضاء مع ضمان سلامتهم، بالإضافة إلى تسليم كافة العناصر الأجنبية، مؤكداً أن جميعهم إرهابيون ومطلوبون في دولهم.

وتابع ،” خلال المدة التي منحناها للحلول السلمية، رأينا أن العدو قد استغلها للتحشيد والتجهيز، ولم تكن هناك أي حلول جذرية حقيقية، بل مماطلة ومضيعة للوقت”، مشدداً على أنه لم يعد هناك وقت للحلول، مضيفاً، أن الجيش مع أهالي درنة وكذلك الأهالي تدعم الجيش، وأن الجيش لا يستهدف سوى الإرهابيين الذين يوجهون أسلحتهم ضد الدولة الليبية.

الجيش يواجه قوى خارجية في درنة

لا يأتي التأييد الشعبي للمعارك الجيش الوطني من فراغ لكن المواطن الليبي ذاق مرارة الإرهاب لذلك يدرك إن ليبيا لن تتخلص من الإرهاب إلا بسلاح جنود غايتهم وطنية دون أجندت حزبية أو خارجية، ففي معركة درنة هناك دلائل على أن الجيش يواجه الإرهاب المدعوم من القوى الخارجية ، حيث أكد  الناطق باسم الجيش الليبي العميد أحمد المسماري،” إن الإعلان عن حل ما يعرف بـ “مجلس شورى درنه”، والإتيان بتسمية جديدة لن يغير شيء، مذكراً بأنه قد تم حل ما يعرف بـ “تنظيم أنصار الشريعة” الإرهابي، متسائلاً عن السبب في خروج قائد التنظيم، عطية الشاعري، على الرغم من وجود ناطقاً رسمياً لهم، مؤكداً أن ذلك يوضح الانهيار النفسي والمعنوي الذي وصلوا إليه، وأن تغيير المسمى هدفه التنصل من المسؤولية، وتحميلها علي الجميع، وعلى أهالي المدينة، عن طريق إقحام وإدخال أسماء وكيانات أخري في المعركة.

وتساءل أيضا، “هل بإمكان “الشاعري” وقيادات ما يعرف بـ “مجلس شوري درنه” التنصل من “الظواهري”، بشكل علني؟”

وأوضح ، اللواء سالم الرفادي آمر مجموعة عمليات عمر المختار أنَّ العناصر الارهابية تعتمد على مجوعات إرهابية من عدة دول، حيثُ تم رصد مكالمات بينهم، والدليل على ذلك وجود جنسيات عدة منها الأفغانية والشيشانية والأفريقية.

وكان  القائد العام للقوات المسلحة الليبية المشير خليفة حفتر، قد أعلن عن بدء عملية عسكرية لتحرير درنة من الإرهابيين، يوم 7 مايو 2018، حيث قال المشير خليفة حفتر، “بلغنا إلى أقاصي الجنوب بتضاريسها الوعرة وأنشأنا بها مناطق عسكرية واتسعت دائرة انتشار الجيش وسيطرته إلى مناطق في الغرب والوسط ولم يبق في الشرق إلا درنة، التي استمرت من أجلها المساعي السلمية بوساطة العقلاء لنجنبها ويلات الحرب لكننا وصلنا لطريق مسدود نتيجة لتعنت الجماعات الإرهابية الرافضة للسلم”.

وأضاف: “عليه فإننا بهذه المناسبة نبشركم بأن ساعة الصفر لتحرير درنة قد دقت وأن قواتكم تدك الآن معاقل الإرهاب فيها مع إصدارنا للتعليمات لتجنب إصابة المدنيين واحترام قواعد الاشتباك والقوانين الدولية والإنسانية”.   

وأوضح المشير خليفة حفتر، ” أن الجيش الوطني لا ينتمي إلى فرد أو عائلة أو قبيلة، بل هو جيش كل الليبيين، مشيرا إلى أن الجيش استعاد عافيته بعد أن تآمرت عليه بعض الدول و الجماعات المتطرفة”.

 

يمكنك قراءة الخبر في مصدره صحيفة المتوسط

اترك تعليقا